تدخل الأنظمة الغذائية الحديثة في جميع مسارات الصحة, وللأسف فإن اتباع العادات الغربية في تناول الطعام هي ما أرجعت بصحتنا إلى الخلف, بينما كانت موائدنا العربية في قديم الزمان, مليئة بالخيرات وغنية بالفيتامينات والمعادن, أصبحنا اليوم نأكل اللحوم وكأننا نشرب الماء, فبدونها يبدوا لنا الطعام ناقص, بينما قد تخلو بعض الموائد من أطباق السلطات والخضروات, والتي هي حقيقة ما يجب أن يطلق عليه اليوم بالوجبة الرئيسية, وليست مجرد طبق جانبي صغير يوضع على طرف المائدة.
للأسف أصبح أطفالنا ورثة هذه العادات المستحدثة, وورثوا مع عاداتنا الجديدة أمراضنا التي صاحبت هذه العادات منذ نشأتها. تناول ثلاث وجبات أو أكثر من اللحوم خلال الأسبوع يزيد من مخاطر إصابة الطفل بالربو وأزيز التنفس, بينما تقلل حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالخضار والفاكهة والأسماك من فرصة التعرض لمثل هذه الأمراض.
في دراسة شاملة على 50000 طفل أعمارهم تتراوح بين (8-10-12)استمرات من 1995وحتى 2005 في جميع انحاء العالم, تم فيها أخذ البيانات من الآباء. وجدت الدراسة أن تناول كمية أكبر من الفواكه يرتبط مع انخفاض معدل أزيز التنفس بين الأطفال في كل من الدول الغنية والفقيرة, نفس الشيء ينطبق على الأغذية الغنية بالأسماك والخضروات.
يقول الباحثون أن الفواكه والخضروات غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة, وعناصر نشطة بيولوجيا, في حين أن أحماض أوميغا3 الدهنية الغير مشبعة الموجودة في الأسماك لها خصائص مضادة للإلتهاب, وقد يكون هذا هو التفسير الصحيح لهذه النتائج الجيدة. في حين إرتبط إستهلاك البرغر المرتفع مع إرتفاع متوسط عمر انتشار الربو.
ساحة النقاش