ترتبط عواطفنا بخياراتنا الغذائية الصحية, فعندما نكون في حالة حزن, فإننا لا شعوريا نقلل من تناول الأطعمة الصحية, ونتناول الأطعمة الأقل فائدة والأكثر سعرات عما إذا كنا بحالة مزاجية أفضل.

يجب علينا معرفة أننا نستهلك سعرات أكثر أثناء شعورنا بالحزن حتى نستطيع أن نسيطر في المرات المقبلة على أنفسنا إذا ما عمدنا إلى تناول المزيد بحثا عن الإشباع النفسي المزيف عن طريق تناول الطعام الغني بالسعرات الحراية.

قام الباحثون بجامعة كورنيل بعدة إختبارات لمعرفة العلاقة بين المزاج ونوع الطعام المستهلك حيث قام 38 متطوع بمشاهدة إما فلم ممتع أو قصة حب حزينة, وتم تقديم أكواب الذرة المملحة بالزبدة الساخنة مع العنب الخالي من البذور.

بعد انتهاء عرض الفلم ومسح الدموع وجد الباحثين أن المتطوعين الذين شاهدو قصة الحب الحزينة تناولوا كمية أكبر من الذرة بالزبدة بنسبة 36% أكثر من المتطوعين الذين شاهدو الفلم الممتع. يفسر الباحث وينسنك ذلك بأن الناس الحزينين يريدون فقط أن يخرجوا من حالتهم الكئيبة عن طريق تناول وجبة خفيفة بتساهل وبسرعة حتى تعطيهم دفعة سريعة من السرور والبهجة.

للأسف فإن الشاي والقهوة يعطيان نفس الدفعة التي يعطيها كوب الذرة من البهجة والسعادة, التي سرعان ما تنحدر وتعيد المزاج إلى سابق عهده من الحزن والكآبة.

ليس حلا أن ندخل في دوامة من تناول أكواب الذرة أو القهوة والشاي, الحل المثالي هو الحفاظ على غذاء متوازن يضمن لنا مزاج جيد طوال النهار, فتناول فطور جيد مكون من البيض و الحبوب مع الحليب الخالي أو قليل الدسم كفيل بحفظ مزاجك لساعات من النهار, كما أن طبق من السلطة اللذيذة المتبلة بزيت الزيتون والخل, قبل أي وجبة متهورة من الشبسي أو البرجر خلال النهار, كفيلة بالحفاظ على المزاج من التقلبات التي تنتج عن الأغذية السعرية.

هنالك طرق أخرى لتعزيز المشاعر الجيدة لا تتوقف فقط على إشغال الفم وملء والمعدة بالطعام، المشي في الهواء الطلق وفتح النوافذ والسماح بمرور ضوء الشمس خلال المنزل وبعض الاسترخاء في حمام عطري بزيت الليمون وبعض الرياضة، كل هذه الطرق تساعد على تحسين المزاج بعيدا عن المبالغة في التهام الطعام.

تمنياتي لكم بمزاج جيد كل يوم