بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيح /عاطف شمس
(العدل أم الظلم)
يقول الشاعر:
القبر باب وكل الناس داخله باليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضى الإله وان خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك اى الدار تختار
العدل أمر الله به ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) النحل 90 وقال تعالى ( إن الله يأمركم إن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس إن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) النساء 58 وذكر النبي إن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
· ( إمام عادل ) متفق عليه
· وقال صلى الله عليه وسلم ( المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا )
· وها هي نماذج العدل
سرقت امرأة مخزومية إثناء فتح مكة وأراد النبي إن يقيم عليها الحد ويقطع يدها فذهب أهلها إلى أسامة بن زيد حب النبي يشفع لها عند رسول الله فتغير وجه النبي عندما كلمه أسامة وقال أتشفع في حد من حدود الله ثم قام يخطب في الناس قائلا إنما اهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو إن فاطمة بنت محمد (صلى) سرقت لقطعت يدها ( البخاري) وكان النبي مثالا يحتذي في تطبيق العدل
جاءه يوما رجلان من الأنصار يطلبان منه إن يحكم بينهما فاخبرهما إن من يأخذ حق أخيه فإنما يأخذ قطعة من النار فبكى الرجلان وتنازل كل منهما عن حقه لأخيه ويقول ( إنكم تختصمون إلى ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من الأخر فاقضي له فمن قضيت له بحق أخيه فإنما هي قطعة من نار )
وعمر دخل عليه يوما رسل كسرى نائما تحت شجرة ووجدوه نائما بلا حراس فقالوا كلمتهم الشهيرة حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر
وقصة المصري الذي ضربه بن عمرو بن العاص عندما تسابقا فسبق المصري بن عمرو سافر الرجل إلى المدينة وقابل عمر فأرسل عمر رسالة إلى عمرو يقول له عندما تصلك رسالتي احضر فورا ومعك ولدك فلما حضر أعطى عمر سوطا للمصري وقال له اضربه اضرب ابن الأكرمين وقال كلمته التي سطرها التاريخ بأحرف من نور متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
ورجل من سادة العرب اسلم في عهد عمر بن الخطاب وذهب للحج وبينما هو يطوف داس رجل على طرف ردائه فصفعه على وجهه اشتكى الرجل إلى عمر فاحضر الضارب وقال للمضروب اضربه كما ضربك فاستغرب الرجل وقال وهل استوي إنا وهو من اعالى القوم فقال عمر الإسلام يسوى بينكما فقال الرجل إذن اخرج من هذا الدين الذي يسوى بيني وبين رجل من العوام فقال عمر إذن نضرب عنقك إن النبي قال( من بدل دينه فاقتلوه)
وهاهو على بن أبى طالب اختلف مع يهودي في درع قال على للقاضي هو درعي فقال القاضي شهودك قال على ولدى الحسين فقال القاضي أعندك آخرون قال لا فقضى القاضي بالدرع لليهودي فتعجب اليهودي وقال هذا الدين دين حق فقال
( اشهد إن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله )
وهاهو عمر بن عبد العزيز طلب منه احد الأمراء إن يضرب الناس بالسوط قائلا أنهم قوم ساءت رعيتهم فرد عمر كذبت تقول لا يصلحهم إلا السيف لا بل يصلحهم العدل فابسطه فيهم
فما هو العدل: هو الإنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه وان تحب لأخيك ما تحب لنفسك ومن العدل إكرام المحسن ومعاقبة المسي
وهناك فارق بين( العدل) و(المساواة).
لو إن مدرسا أعطى كل طالب الدرجة النهائية هذه مساواة وليست عدلا لأنها ظلم للمجتهد فالمساواة إذن قد تكون ظلما لا عدلا والعدل وسط بين الإفراط والتفريط والعدل في القول قال تعالى ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) الإنعام لما رائ المسلمون ما حدث لقتلاهم يوم أحد اقسموا ليفعلون بهم كذا وكذا فأنزل الله ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) النحل 126 عدل حتى مع الحيوانات
جمل رأى النبي فذرفت عيناه فمسح النبي على ظهره وسأل من صاحب هذا الجمل قال أنصارى أنا يارسول الله فقال له أفلا تتقى الله في هذه البهيمة التي ملكك الله فانه يشكو لي انك تجيعه وتتعبه – أبو داود
العدل في الميزان والمكيال فلا ينقص المسلم الناس حقوقهم ولا يكون من الذين يأخذون أكثر من حقوقهم وينقصون المكيال والميزان قال تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم او وزنوهم يخسرون إلا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ) المطففين 1-5
العدل بين الأبناء حتى في القبلة قال النبي (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) البخاري
القبر باب وكل الناس داخله باليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضى الإله وان خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيراهما فاختر لنفسك أي الدار تختار
* الخطبة الثانية :
قال تعالى ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار ) إبراهيم
وقال النبي ( اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة ) مسلم
يقول الشاعر
لتظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
يقول رب العزة ( يا عبادي أنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظلموا ) إياك إن تظلم يتيما ( إن الذين يأ كلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) النساء 10 الايكفى انه لا يجد أباه ولا يقول يا أبت أه ثم أه من دمعة اليتيم الذي أكل ماله بدون حق
يقول رب العزة للمظلوم ( والله لنصرنك ولو بعد حين ) كذلك الميراث الله عز وجل قسم الميراث بنفسه وأعطى كل ذي حق حقه فلم تغير شرع الله - يا من حرمت من إنجاب الولد الذكر لم تكتب البيت لزوجتك وابنتيك لتحرم أخاك أبشر بنار يا من تكتب للولد الميراث وتحرم البنت أبشر بنار يامن تكتب لبعض الأولاد وتحرم البعض أبشر بنار كل ذلك من الظلم كذلك الزوجة تظلم زوجها عندما لا تمكنه من نفسها إذا أراد وإذا أرهقته بطلبات البيت فهذا ظلم بل من أعظم الظلم إن توقع بينه وبين أمه والزوج يظلم زوجته إذا سب الأب أو إلام وإذا لطم الوجه وضرب ضربا مبرحا او نشر عنها أو يسهر خارج البيت ولا ياتى إلا للنوم وكأن البيت فندق للنوم فقط
يحيى البرمكى عندما صودرت أمواله وسجن هو وولده قال الابن يا أبت بعد العز أصبحنا في القيود والسجن فقال الرجل ياولدى دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها أخيرا عمرين عبد العزيز جاءته قوارير من مسك ووضعت في بيت مال المسلمين فلما دخل يتفقدها أمسك بأنفه فسألوه لم تفعل ذلك فقال حتى لا أشم الروائح الطيبة ولم يشمها كل المسلمين فأكون قد ظلمت الرعية.. – الدعاء
|