يعرّف الباحثون في "جمعية التغذية الأميركية" الحمية المتناوبة بأنها "خلاصة أبحاث إنقاص الوزن، ترتكز على تناول عدد منخفض للغاية من السعرات الحرارية يبلغ 1000 سعرة حرارية يومياً لفترة تتراوح بين أسبوعين وأسابيع ثلاثة حسب وزن الجسم، يليها أسبوع انتقالي يتضمن العودة تدريجياً إلى نظام التغذية الطبيعي بمعدّل سعرات يبلغ 1300 سعرة حرارية يومياً، فمرحلة تثبيت الوزن التي تمتدّ من أسبوعين إلى أسابيع أربعة ويتمّ في خلالها تناول من 1800 إلى 2000 سعرة حرارية يومياً".ويؤكدون أن الحمية المتناوبة تساعد في التخلّص من شحوم الجسم بمعدّل يتراوح من 3 إلى 4 كيلوغرامات في نهاية المرحلة الأولى وكيلوغرام واحد في نهاية المرحلة الثانية، بعكس الحميات الأخرى التي تنقص الوزن عبر خفض معدّل السوائل أو فقد جزء من الكتلة العضلية في الجسم ما يجعلها وهمية وسريعة الاسترجاع.
اختصاصي التغذية العلاجية أكرم رشيد يحدثنا عن كيفية تطبيق هذه الحمية:
تعتمد الحمية المتناوبة في مرحلتها الأولى على تناول 1000 سعرة حرارية، تزيد إلى 1200 سعرة حرارية إذا كان معدل وزن الجسم يتراوح بين 70 و85 كيلوغراماً، أو إلى 1400 سعرة حرارية إذا تجاوز وزن الجسم 90 كيلوغراماً.وتسمح هذه المرحلة بأن يصبح ميزان السعرات الحرارية سالباً، أي أن الداخل إلى الجسم من الطاقة (السعرات الحرارية) يصبح أقل من المنصرف منها بمقدار يبلغ من 1500 إلى 2000 سعرة حرارية.ويثبت، في هذا الإطار، الباحثون في "الجمعية الأميركية للصحة العامة" أن هذا العجز في الطاقة يتمّ تعويضه من استهلاك النسيج الشحمي المخزن في الجسم، إذ أن كلّ كيلوغرام من الشحم يزوّد الجسم بـ 7000 سعرة حرارية، وبالتالي فان النقص المتراوح بين 1500 و2000 سعرة حرارية يومياً من الطاقة الداخلة إلى الجسم ينقص وزن شحوم الجسم من كيلوغرام إلى كيلوغرامين في الأسبوع الواحد حسب الالتزام بشروط هذه الحمية التي تمنح الأولوية إلى المواد الغذائية الضرورية لوظائف الجسم الحيوية، والمتمثّلة في:
البروتينات: تشمل اللحم الأحمر والدجاج الخاليين من الدهن والأسماك والبيض، وتمنح بدرجة أقل الأولوية لتناول الحبوب ومشتقات الحليب خالية الدسم، وتؤجّل الخضر إلى المرحلة الثانية منها. الكالسيوم: يضمّ الأجبان بأنواعها شرط أن تحتوي على نسبة قليلة من الدسم، بالإضافة إلى منتجات الألبان الأخرى قليلة أو منزوعة الدسم (اللبن الرائب والحليب والزبادي والقشدة).
الفيتامينات، وفق التالي:
الفيتامين "اي" A: يكثر في الكبد والزبدة والخضر الورقية (السبانخ والبروكولي والجرجير) والبيض والحليب ومشتقاته. الفيتامين "بي" B: يعمل ك "انزيم" مساعد في عمليات إنتاج الطاقة والتخفيف من التوتر والضغوط النفسية، ويساعد في علاج الأرق والاكتئاب والقلق ومتلازمة ما قبل الطمث وأعراض سن انقطاع الطمث والشيخوخة.وتشمل أبرز مصادره:الحبوب الكاملة والخضر الورقية والأسماك واللحوم الحمراء والبيض والمكسرات والفول. الفيتامين "سي" C: يتوافر في الخضر (البندورة والبقدونس والبطاطا والفليفلة) والفاكهة (الليمون الهندي والبرتقال والكيوي و التوت والفراولة). الفيتامين "دي" D:يمتصّ الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء ما يقي من هشاشة العظام.ويتواجد في زيت كبد الحوت والأسماك الدهنية (الماكريل والسردين) وصفار البيض والحليب الزبدة والبروكولي.
مراحل الحمية
تنقسم هذه الحمية على مراحل ثلاث، وفق التالي:
1- مرحلة الحريرات المنخفضة (1000 سعرة حرارية): تتراوح مدتها من أسبوعين إلى أسابيع ثلاثة حسب وزن الجسم وتبعاً للنتائج المحققة والقدرة على الاستمرار في نظام الحمية.وتساعد في التخلّص من 3 إلى 4 كيلوغرامات من الشحم أو من 4 إلى 5 كيلوغرامات من وزن الجسم، وتعتمد على تناول البروتين بشكل رئيس، إذ يمكن تحضير لائحة طعام متوازنة لمدة أسبوع من خلال اختيار مجموعة من المواد الغذائية البروتينية، أبرزها:
- وجبتان من البيض المسلوق (يجب استشارة اختصاصي التغذية لتفادي ارتفاع معدّل الكوليسترول في الدم، وفي هذا الإطار يفّضل تناول بياض البيض حصراً وتجنب صفاره).
- 4 وجبات من الأسماك، متمثّلة في: وجبة من المأكولات البحرية، وسلطة مع المحار أو القشريات أو السمك البارد ووجبة من السمك المشوي أو المطبوخ مع الخضر المعدّة بطريقة "السوتيه".
- 6 وجبات من اللحوم، متمثّلة في: وجبتين من اللحم الأحمر منزوع الدهن ووجبتين من الدجاج ووجبتين من الديك الرومي.
ويشدّد خبراء التغذية، في هذا الإطار، على أهمية تناول الخضر المسلوقة مع وجبات البروتين لتحسين الهضم، حيث يحتاج البروتين إلى وقت طويل لهضمه بخلاف المواد الغذائية الأخرى كالكربوهيدرات والألياف ما يجعله معزّزاً جيداً للشبع.
2- مرحلة العودة إلى التغذية الطبيعية:تمتدّ على أسبوع، يتم من خلاله انقاص كيلوغرام من وزن الجسم، وتتضمّن 3001 سعرة حرارية من خلال إضافة بعض المواد الغذائية، أبرزها: الخبز الكامل (الأسمر) والأرز البني والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة (الحنطة السوداء) ومنتجات الألبان خالية الدسم، وبعض أنواع الفاكهة والخضر (البرتقال والكيوي والفراولة والتوت والبقدونس والخس والسبانخ)، بالإضافة إلى استخدام كميات ضئيلة من زيت الزيتون وعصير الليمون الحامض إلى الطعام مع السماح بـ وجبات خفيفة من المهلبية أو الكاسترد بالشوكولاته أو مخفوق الزبادي بالفاكهة.
3- مرحلة ثبات الوزن:تتراوح مدّتها بين أسبوع وأسبوعين بسعرات حرارية تبلغ 1800 أو 2000 سعرة حرارية يومياً.وتتضمن عدم اكتساب الوزن المفقود مرّة أخرى، إلا أنها لن تساعد مجدداً في إنقاص كيلوغرام واحد من الوزن، بل تساعد في رفع معدل الأيض مرّة أخرى والذي انخفض كثيراً في المرحلتين الأولى والثانية نتيجة تضاؤل كمية الطعام ومستوى الطاقة في الجسم.وتجدر الإشارة إلى أنه قد يزيد الوزن ربما بضع مئات من الغرامات، في خلال هذه المرحلة، نتيجة زيادة معدل العصارات الهضمية أو ارتفاع مستوى السوائل في الجسم أو إعادة تركيب مخزون الغليكوجين وهو الشكل التخزيني للسكر في جسم الإنسان.
نشرت فى 16 ديسمبر 2011
بواسطة reemsamir
عدد زيارات الموقع
23,110
ساحة النقاش