مرض الجلد العقدي_lumpy skin disease
بسم الله الرحمن الرحيم
لتعريف بالمرض:
التهاب الجلد العقدي مرض جلدي فيروسي معدي خطير يصيب الأبقار ينتقل بشكل أساسي عن طريق لدغ الحشرات ويتميز إكلينيكياً بالحمى والظهور المفاجئ لعقد على معظم أنحاء جلد الحيوان تقريبا مع إلتهاب الأوعية الليمفاوية وأوديما بالأرجل ومقدم الصدر. دورة المرض الطويلة تسبب إهدار متصاعد لحالة الحيوانات المصابة مثل الهزال وانخفاض إنتاج اللبن وكذلك العقم والإجهاض كما يسبب تلف الجلود.
مسبب المرض:
فيروس الجلد العقدي نيثلنج Neethling حمضه النووي ديوكسى ريبوزى، ثنائي الضفيرة ينتمي إلى جنس جدري الأغنام والماعز ويشبه إلى حد كبير فيروس جدري الأغنام والماعز سيرولوجيا ومن حيث التأثيرات الباثولوجية على المزارع النسيجية كما توجد حماية مناعية متبادلة بين فيروسات جدري الأغنام والماعز وفيروسات الجلد العقدي.
فيروس الجلد العقدي يقاوم الحرارة والمؤثرات البيئية إلى حد ما ويمكنه البقاء حياً في القشور الجافة للآفات الجلدية وفى الجلود المملحة لفترة طويلة قد تصل إلى 33 يوم. يتأثر الفيروس بالإيثير والكلوروفورم و الفيروس حساس للمطهرات الآتية: محلول هيدروكسيد الصوديوم 2 % ومحلول كربونات الصوديوم 4 % والفورمالين 2 % والليزول 2 %.
الوبائية:
مرض الجلد العقدي ظهر للمرة الأولى في زامبيا عام 1929 ثم واصل انتشاره في القارة الأفريقية جنوباً في زيمبابوي ثم في جنوب أفريقيا ثم في كينيا ثم اتجه شمالاً، ثم اتجه شمالاً حيث ظهر في السودان عام 1970 وبعد ذلك انتشر في عدد من دول القارة الإفريقية حتى أصبح واحدًا من الأمراض المتوطنة فيها، وحديثًا امتد إلى الجنوب الغربي لصحراء إفريقيا وموزمبيق والسنغال في عام 2001.
كما ظهر في الكويت عام 86 - 88 وإسرائيل عام 1989 والتي كانت أول من عالج هذا الوباء بالإبادة، ولم يسجل هذا المرض في منطقة المحيط الهادي. ولعلّ واحدة من أبرز البلاد المصابة به في 2006 هي مصر.. فهذه هي المرة الثانية فقط التي تصاب فيها بهذا الوباء منذ عام 1988 حينما داهمها لأول مرة.
الاهمية الاقتصادية للمرض
إن الأضرار الاقتصادية الناجمة عنه كبيرة على الثروة الحيوانية؛ وذلك بسبب فقدان الحيوان وزنه بصورة بالغة وتأثر جلده. هذا بخلاف كونه يصبح مصدرًا خطيرًا للعدوى، قد يصيب بها الحيوانات الحلابة الأخرى الخالية من المرض، علمًا بأن نسبة انتشار العدوى قد تصل إلى 85% إذا لم تراعَ الظروف الوقائية اللازمة.
معدل النفوق يزيد بشكل كبير ليس بسبب المرض نفسه كما ذكرنا، ولكن بسبب ضعف المناعة الذي يسببه المرض فتتكالب المضاعفات الثانوية والتي تكون في كثير من الأحيان سببًا في الوفاة.
طرق نقل العدوى:
ينتقل المرض عن طريق لدغ الحشرات مثل الذباب والناموس كما أن بعض الحشرات الأخرى يمكنها نقل المرض ميكانيكاً ومن غير الشائع انتقال المرض عن طريق التجاور المباشر أو الماء و الأعلاف رغم تواجد الفيروس في الافرازات الأنفية والدمعية وفى اللعاب والسائل المنوي كما في الآفات الجلدية.
القابلية:
الأبقار هي العائل الطبيعي الوحيد الذي يتعرض لإصابات شديدة والإصابة تكون أكثر شده و مصحوبة بنسب تفوق أعلى بين العجول حيث يظهر المرض بصورته النمطية غالبا و الأوبئة عادة ما تحدث في موسم انتشار الحشرات كما حدث في مصر في صيف عام 1988 حيث انتشر المرض بسرعة في 22 من 26 محافظة.
الامراضية : نتقل العدوي الى الحيوان حيث ينتشر الفيروس في الدم محدثا حمى ممكن ان تصل الى 14 يوم حيث يهاجم الفيروس الخلايا الحولية(precytis) و الخلايا البطانية (endothelial cells) للاعوية الدموية و الليمفاوية محدثا التهبات وعائية(vasculitis ) و التهابات بالغدد الليمفاوية ثم بعد ذلك يتمركز الفيروس في الجلد محدثا العقد الالتهابية
الاعراض المرضية:
فترة الحضانة في الأبقار تتراوح فيما بين 2 – 4 أسابيع و نسبة الإصابة تتراوح فيما بين 3 – 85 % حيث تعتمد نسبة الاصابة على درجة التعرض للحشرات او درجة انتشار الحشرات ونسبة النفوق منخفضة أقصاها 1_3 % و دورة المرض طويلة تتراوح فيما بين 5 -7 أسابيع. نسبة الإصابة المسجلة في مصر كانت 31 % و نسبة النفوق كانت2 %.
الاعراض:
يتميز المرض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة 40– 41م° قد يستمر لمدة 14 يوم وغالبا ما يكون ذو مرحلتين ويصحب ذلك الامتناع عن الأكل و تظهر عقد جلدية بعد بداية المرحلة الثانية من الحمى أسفل الشرج والأعضاء التناسلية والضرع وقد يمتد ليشمل معظم أنحاء جسم الحيوان.
هذه العقد قد تختفي لتظهر في أماكن أخرى من جسم الحيوان أو تستمر وغالبا ما يحدث تنكرز لمناطق الجلد شديدة الإصابة حيث تسقط هذه الأجزاء مخلفه قرح مفتوحة عالية الحواف يطلق عليها "Sit fast" والتي تتحول إلى قشور جافه في غضون 2 – 3 أسابيع مالم تتعقد هذه الآفات ببكتريا التقيح.
يتميز المرض أيضا بالتهاب الأوعية اللمفاوية كما يتسبب المرض في ظهور خذب مؤلم ومستمر في قائمة أو أكثر من قوائم الحيوان ومقدم الصدر وربما الرأس والأعضاء التناسلية.
كذلك يسبب المرض بؤر تنكرزية بيضاء مفلطحة أو بارزة كما يسبب تآكل في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي وكذلك العين مسببا سيلان اللعاب بشدة وظهور إفرازات أنفية ودمعية والتهاب ملتحمة وقرنية العين وأحيانا يسبب تنفس شخيري.
يظهر على الحيوان الخمول ويفقد جزء كبير من وزنه وينخفض إنتاج اللبن وقد يتوقف تماما.
الأبقار العشار قد يحدث لها إجهاض مع ظهور الآفات الجلدية على الجنين.
هنالك بعض المضاعفات التي قد تحدث مثل الإسهال أو العرج أو التهاب رئوي مميت أو الإجهاض الذي يعقبه عدم الشيوع وكذلك العقم في الذكور لمدة 4 – 6 شهور وقد تسبب الآفات في انسداد المسالك التنفسية مما قد يفضى إلى الموت خاصة في العجول.
التشريح المرضي:
إصابات الجلد العقدية تشمل الأنسجة تحت الجلد وأحيانا العضلات المجاورة وقد تمتد للبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية والرأتين والكرش والمعدة الغديه وكذلك جدار الرحم.
قد تظهر كتل لينة لونها أصفر رمادي من الأنسجة المتنكرزة المتقرحة علي الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي.
التشخيص:
1_ التعرف على تاريخ الحالة و ملاحظة الاعراض الاكنيليكية للمرض
2_عزل و التعرف على الفيروس
لعزل الفيروس يتم أخذ آفات جلدية وغدد ليمفاوية مجمدة أو يتم تعليقها في وسط حافظ ومضادات حيوية أو في الجليسرول المعادل وكذلك المسحات الأنفيه.
يتم التشخيص المعملي بعزل الفيروس على الغشاء الكوريوآلنتوسى بأجنة بيض الدجاج أو المزارع النسجية والذي يسبب تأثيرات باثولوجية على الخلايا وظهور أجسام ضمينة بالستيوبلازم يمكن رصدها بالفحص الهستوباثولوجى، كما يمكن فحص العقد الجلدية بالميكروسكوب الأليكترونى، كما يمكن رصد التحول في مستوى الأجسام المضادة بالاختبار الفلورسنتى أو اختبار التعادل المصلى ولكن قد يحدث تداخل مناعي مع أي من فيروسات الجدري الأخرى وتصنيف الفيروس نوعياً يحتاج إلى التقنيات المناعية الحديثة. كما يمكن تحت إجراءات حجر مشددة حقن العجول بمستخلص الآفات الجلدية حيث تظهر الأعراض عليها و يعزل الفيروس منها.
3_الفحص المجهري:
نلاحظ التهابات وعائية و اجسام اشتمالية داخل سيتوبلازم الخلايا(Intracytoplasmic (inclusion bodies
4_التشخيص المقارن:
قد يحدث خلط في التشخيص بين المرض في مراحله الأولى أو في الحالات المتعدلة منه مع إلتهاب الجلد العقدي الكاذب مما يستوجب عزل الفيروس معمليا ولكن إلتهاب الجلد العقدي الكاذب غالبا ما يكون حميد وأقل حده والآفات الجلدية أكثر شيوعا على الضرع والحلمات ويشمل فقط الطبقة السطحية من الجلد ويحدث لها تنكرز وانكماش وأحيانا يحدث لها التئام دون أن تخلف ندوب على الجلد. كما يجب تمييز المرض من حالات الحساسية و التهاب الجلد الأوديمى والتحسُس الضوئي وأيضا من جدري الأبقار والتهابات الجلد الفطرية وكذلك من حالات الإصابة بالهيبودرما.
المناعة:
يعتقد أن معظم الأبقار التي تشفى من المرض تكتسب مناعة قوية والعجول التي تتناول السرسوب من أمهات مطعمة تقاوم العدوى لعدة أشهر.
العلاج:
المرض ليس له علاج نوعى خاص به ولكن المضادات الحيوية تحد من المضاعفات البكتيرية، هذا إلى جانب العلاج الأعراضى و الداعم.
طرق التحكم والسيطرة على المرض:
في البلاد التي يتوطن بها المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير للحد من تواجد وخسائر المرض:
الحيوانات المشكوك في إصابتها يجب عزلها في حظائر محمية من الحشرات وتطعيم الحيوانات المخالطة والمجاورة.
التخلص الصحي من جثث الحيوانات النافقة والجلود المصابة بالحرق أو بالدفن للحد من انتشار العدوى.
رش الحيوانات بالمبيدات الحشرية الفعالة وتطهير الحظائر بمحلول هيدروكسيد الصوديوم 2 %.
السائل المنوي يجب أن يجمع من طلائق خالية من العدوى وبدون أعراض لمدة لا تقل عن 28 يوم بعد التجميع.
تطعم كل الأبقار التي تزيد في العمر عن 6 شهور مما يعطيها مناعة لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، وهنالك نوعان من اللقاح يمكن الاعتماد عليهما وهما:لقاح فيروس الجلد العقدي الحي المضعف وهو لقاح مؤثر ويحقن تحت جلد الأبقار ولقاح جدري الأغنام المضعف والذي يستخدم بكفاءة في الوقاية من فيروس إلتهاب الجلد العقدي ولكن لا يجب استخدامه إلا في البلاد التي يتوطن فيها مرض جدري الأغنام والماعز، لقاح جدري الأغنام يستخدم في مصر بالحقن في أوديم الجلد بثنية جلد الذيل او ممكن تحت جلد الرقبة
في البلاد الخالية من المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير للحيلولة دون دخول المرض:
منع استيراد جميع حيوانات المزرعة والحيوانات البرية خاصة الماشية وكذلك السائل المنوي من الدول التي يتوطن بها المرض.
الحيوانات المستوردة يجب أن تبقى قيد الحجر والمتابعة البيطرية لمدة لا تقل عن 28 يوم.
ساحة النقاش