تأثير سد النهضة على كهرباء السد قادم لا محالة
ان السد العالى من النوع الركامى، تم تصميمه على شكل هرمى مبنى من الجرانيت والرمال والطمى، تتوسطه نواة من الطين الأسوانى تتصل فى الأمام بستارة أفقية قاطعة للمياه، ويغلق جسم السد العالى مجرى النيل على بعد نحو 7 كيلومترات إلى الجنوب من سد أسوان القديم، وتم تحويل المياه إلى مجرى جديد من خلال قناة مكشوفة تتوسطها ستة أنفاق متصلة فى نهايتها بمحطة الكهرباء، حيث يتفرع كل نفق إلى فرعين مثبت على كل منهما توربينة لتوليد الكهرباء، بإجمالى 12 توربينة وبقدرة إنتاجية تصل إلى 175 ألف كيلووات لكل وحدة، ويصل إجمالى الطاقة المولدة من محطة كهرباء السد العالى إلى حوالى 2100 ميجاوات وقد تصل لحوالى 2160 ميجاوات إذا زات قدرة التوربينة إلى 150 ألف كيلووات فإنها تصل إلى 10 مليارات كيلووات/ساعة سنويا.
بعد سنوات قليلة وربما أشهر قد لا يجد المصريون مياها متدفقة من السد العالى ليشربوا أو يزرعوا بها، وقد تتوقف محطة كهرباء السد العالى عن توليد الطاقة بعد تحويل مجرى النيل الأزرق من أجل البدء فى عمل سد النهضة الإثيوبى، فبحسبة بسيطة تستطيع حساب الآثار السلبية المترتبة على مصر من هذا السد، فالمعدل اليومى للاستهلاك يصل إلى 260 مليون متر مكعب أى 7 مليارات متر مكعب شهريا من المياه الموجودة ببحيرة ناصر والمقدرة بحوالى 162 مليار متر مكعب تستخدم فى توليد الكهرباء والاستخدامات الآدمية للشرب ورى الزراعات فى حين نحتاج إلى حوالى 84 ملياراً سنويا
، وهو الرقم الأعلى من نصف المخزون فى بحيرة ناصر، بالإضافة إلى أن مصر تفقد سنويا حوالى 10 مليارات من مياه البحيرة نتيجة لتبخر المياه من بحيرة ناصر، تلك الحسبة تعنى أن مخزون البحيرة لن يتعدى العامين من الاستهلاك، وذلك فى حالة توقف قدوم المياه للبحيرة، وهو ما قد يحدث فى حال إصرار إثيوبيا على إنشاء سد النهضة وتحويل مجرى النيل الأزرق لبناء البحيرة الصناعية وتخزين 74 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعنى أنها قد تقلل من حصة مصر لإنجاز بناء سدها فى أسرع وقت لأنها تحتاج الكهرباء.
إن انخفاض منسوب مياه بحيرة ناصر يعنى توقف عمل محطة الإنتاج و إن انخفاض منسوب مياه البحيرة إلى حدود 149 مترا يضطرنا الي توقيف التربينات المولدة للكهرباء حيث لايكفي ذلك المنسوب لتوليد الطاقة وتعريض المحطة للانهيار.
أن منسوب المياه الحالى يصل إلى 172 مترا، وبالتالى فإن انخفاض 23 مترا من المياه عن المنسوب الحالى يؤدى إلى توقف توربينات محطة كهرباء السد عن العمل، وهو الأمر الذى سيبدأ تدريجيا كلما بدأت إثيوبيا فى ملء بحيرتها، وإذا وصلنا لهذا الرقم فإن إنتاج الطاقة سيشكل عبئا على المعدات.
عندما قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات تطوير السد استعان بخبراء أمريكان، الذين بدورهم قاموا باستبدال التوربينات الأمريكية بالتوربينات الروسية، وهو ما يعنى رفع حدود إيقاف تشغيل السد من 135 مترا مع «التوربينات الروسية» إلى 150 مترا مع «التوربينات الأمريكية»، وهو ما يعنى ضرورة زيادة منسوب المياه لكى يستطيع السد أن يعمل على إنتاج الكهرباء.
إن السد العالى سيفقد دوره فى تخزين المياه خلفه لأن حوالى %86 من إيراد النيل قادم من النيل الأزرق الذى تريد إثيوبيا احتكاره لنفسها.
انتبهوا ايها السادة قبل فوات الاوان فامام الجوع والجفاف لافرق بين نخبة او فلول وبين اخونة او عولمة. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
م.استشاري / سامح فاروق مقلد
sameh farouk email: [email protected]
ساحة النقاش