🔗💎 سلـ( ٤ )ــسلة منتقاة من كتابي
🌛 أصول الفقه التربوي 🌜
💞👬 محاولة لفهم راشد ، و إرشاد آكد في تربية الأبناء والعمل التربوي الفعال .
❣ الحكم على الشيء فرع عن تصوره ❣
🔗🎀 هذه قاعدة مشهورة بين العلماء ، قال الجرجاني : " التصور : حصول صورة الشيء في العقل " ، و ليس المقصود بالتصور الذي تعنيه القاعدة هو مجرد التصوُّر الذهني عن الشيء ؛ قال أبو البقاء الكفوي : " و التصور قد يكون علمًا ، و قد لا يكون كالتصور الكاذب " ، فيكون التصور المقصود في هذه القاعدة هو : التصور العلمي الدقيق عن هذا الشيء ؛ لأن ذلك التصور هو الذي يضبط الذهنَ و الفكر عن الخطأ ، ويؤدي إلى تحديد مُحْكمٍ ، و ضبط علميٍّ منهجي لحقيقة الشيء و ماهيَّتِه .
🔗💎 و هنا الفرق بين تصورات ستيفن كوفي في مقدمة العادات السبع ، و بين التصور العلمي المفترض للمسلم بصفة عامة كمنهج حياة . فلا تحكمْ على شيء إلا بعد أن تتصوره تصوُّرًا تامًّا ؛ حتى يكون الحكم مطابقًا للواقع ، وإلا حصل خللٌ كبيرٌ جدًّا .
💎🌺 " الحكم بالشيء فرْعٌ عن تصوُّره ، وإذا لم نتصورْ هذا الشيء كيف وقع فإننا لا نحكم به و التعريف يستلزم تصوُّر الشيء ، و بعد التصوُّر يكون الحكم . أي : يُذكَرُ الشيءُ و تعريفه ، ثم بعد ذلك يُذكَرُ حكمُه ، حتى يكون الحكم منطبقًا على معرفة الصورة " ، و من هنا لا يمكن نعت أو تصنيف الأبناء : هذا مشاغب ، و هذا انطوائي ، و هذا تابع ..... إلخ ، قبل ضبط التعريف و ملابسات الواقع فكيف أقول أنه خجول و قد يكون ذكاء ذاتي ، مشاغب وهو لديه ذكاء حركي ، ..... إلخ .
💎🌟 { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا } [ الكهف : 68 ] فالأمر بالتأنِّي و التثبُّت ، و عدم المبادرة إلى الحكم على الشيء ، حتى يعرفَ ما يُراد منه ، و ما المقصود منه .
💎🌟 ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [ الإسراء : 36 ] ، و يدخل في هذا كل مَن حكم على شيء قبل معرفة ماهيَّتِه ؛ يعني : أن الأمر الذي لا تعلمُه و لا تتصوَّرُه ، و لا تكون على بينه منه فإيَّاك أن تتكلم فيه .
💎🌟 النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ : (( لا يقضينَّ حَكَمٌ بين اثنين و هو غضبان )) ، قال ابن عثيمين رحمه الله: " و التعليل أن الغضبان لا يتصوَّر القضية تصورًا تامًّا، ولا يتصورُ تطبيقها على النصوص الشرعية تطبيقًا تامًّا، و الحكم لا بد فيه من تصور القضية ، ثم تصور انطباق الأدلة عليها ؛ لأن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره ، والحكم على الشيء لا بد فيه من معرفة المُوجب للحكم ، والغضبان لا يتصور ذلك ، لا القضية ولا انطباق الأحكام عليها ؛ ولذلك نهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي بين اثنين و هو غضبان " .
💎🌟 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ... و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلْيقلْ خيرًا ، أو ليصمت )) .
و عليه فإن المرء إذا أراد أن يتكلَّم عن حكم شيء فليُفكِّر قبلَ كلامِه ، فإن عَلِم أنه يدرك هذا الشيء و يتصورُه على ما هو عليه فليَتكلَّمْ ، وإن كان لا يعلمُ حقيقةَ هذا الشيء فليُمسِكْ عن الكلام ؛ لأن السلامة في السكوت ؛ و لذلك مَن تأمل أدرك ، و قيل : ( تأمَلْ تُدرْك ) .
💥🌺 أهمية هذه القاعدة تربويًا :
👌🏻🎀 ضبط السلوك يسبقه ضبط تصورات و مفاهيم .
لا أطلب من الابن الادخار و أنا لم أعلمه أو أفهمه أو أدربه و قس على ذلك قضايا العقيدة و الأخلاق و المعاملات .
👌🏻🎀 لا أصدر أحكامًا على الأبناء دون تثبت و دليل ؛ فكثير من الآباء يبدأ عند أتفه المشاكل بعبارات أنت .. الهجومية لتصنيف ابنه باتجاه معين و لم يبذل جهد ا في الفهم و التأمل فيفسد أكثر مما يصلح ، و كم من مرة كسر قلب الابن للتسرع في الحكم و كم من قصص مبكية في ذلك .
💥💞 قال النووي : " و ينبغي لمن أراد النطق بكلمة أو كلام أن يتدبَّره في نفسه قبل نطقِه ، فإن ظهرت مصلحته تكلَّم ، وإلا أمسك " .
💥💞 و سئل الإمام الشافعي عن مسألة فسكت ؛ فقيل : ألا تجيب ؟ فقال : " حتى أدري الفضل في سكوتي ، أو في الكلام " .
🌺💎 و لذلك دراسة الحالة المتقنة هي تصور لإفتاء تربوي محكم و حكم و اقعي صحيح ، فنحتاج من المرشدين و المستشارين و المصلحين و الدعاة فهم تلك القاعدة برشد و عمق لنصيب الهدف باحتراف .
🌟🌟 فكم ندمتُ على ما كنت قلت به ♥💚♥
🌟🌟 و ما ندمت على ما لم أكن أقلِ
🔗 للتواصل والخدمة التربوية ..
💞 نـــــزار رمـــــضان ..
ج / 0508705124
ساحة النقاش