قصة عاشوراء وما تحتويه ؛ هي قصة بناء أمة ، وقصة ألم وأمل ، قصة حب ، قصة حاضر ومستقبل ..

** عاشوراء رمزية قوية للتمايز والتميز للتفرد والامتياز .

** يوم عاشوراء هو يوم وصل الماضي بالحاضر بالمستقبل .

## عن ابن عباس  قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم  المدينة  وجد اليهود  يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك ، فقالوا : هذا اليوم الذي أظهر الله فيه  موسى  على فرعون  ونحن نصومه تعظيما له  ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : " نحن أولى بموسى منكم "  وأمر بصيامه .

 

##  وقوله - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم  :  " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع  " ليعلن النبي التفرد والمخالفة عن اليهود ؛ نعم نحن أولى بموسى أولى بكليم الله ..

** عاشوراء رمزية إعرف عدوك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ! قَالَ : فَمَنْ ؟))

[ متفق عليه ] . لمَ اختار النبي جحر الضب ؟ لأنه ضيق خنيق نتن يحي مع الهوام والعقارب والحشرات ولا يسلم من يدخله من الأذى .

 

** وهنا على المربي أن يتحدث عن التقليد الأعمى ، والقدوات التافهة : من ممثل مائعٍ ، أو مغنٍ خانع ، أو لاعبٍ مخادعٍ ..

** نحتاج لإزاحة هؤلاء التوافه ؛ ليحل محلهم سيدنا محمد الفاتح ، والقائد صلاح الدين ، وحياة سندي وابن باز ، ومحمد بن عبد الوهاب ، وَعَبَد العزيز آل سعود .

 

** ما أعظم أن نجلس بين يدي الأبناء ونقصص قصة موسى وفرعون ، ونستلهم منها العبرات والعظات ، ونربط حاضرنا بماضينا ومستقبلنا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، وأن نعايش اسم الله الجبار جبر قلب موسى ومن معه وانتقم من فرعون وجنده . 

وأن الله بيده ملكوت السماوات والأرض يقول للشيء كن فيكون . 

 

** نربط الأبناء بالمسجد الأقصى وبقضية الأمة الباقية المصيرية  ...

** وبشائر النصر القرآنية : قوله تعالى : { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } ( ٨٣ ) سورة القصص .

 والنبوية : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» ( رواه مسلم ) .

والتاريخية : ( بكل حضارة ودولة  شروق وغروب  ) .

والواقعية : ( الهجرة العكسية لليهود ، والنمو السكاني للفلسطنين ، وثبات وعودة الجيل الجديد الصامد المجاهد )  .

 

** والناظر للقرآن الكريم أنه في مواضع مختلفة يربط بين الصيام الحقيقي والجهاد الحقيقي ، و هناك ربط بين الصوم وتحرير المقدسات : 

فِي قصة موسى ذاتها المرتبطة بعاشوراء . 

و في قصة جَالُوت وطالوت نجد الفئة التي صبرت على اختبار الصوم ونجحت في عدم الشرب من النهر ثبتت وقالت : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } ( ٢٤٩ )  البقرة .

فكان جزاء نجاحهم بالصوم ؛ مكافأتهم بالنصر ..

 

** وفي ملمح آخر يقول تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ } ( ٦١ ) البقرة .

 نجد أن هذه الفئة من بني إسرائيل لم تصبر على اختبار الصيام ( يأكلوا فقط المن والسلوى ويصوموا عن باقي الأطعمة )،  ونتيجة فشلهم في اختبار الصوم ؛ رسبوا باختبار الجهاد يقول تعالى : { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } ( ٢١ -٢٢ ) البقرة 

 

** والواضح من القصتين أن الجهاد الحق مرتبط بالصوم الحق فلنربي أبناءنا على النجاح بالصيام لينجحوا بتحرير المقدسات .

 

** عاشوراء منهج تربوي لنا وللأبناء .. 

** فهيا هيا لعاشوراء قصةً وصوماً ومعايشة وحياةً ..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2017 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

362,760