المدير والباذنجان !

 

قال المدير ( س ) لعامله ( ص ) يوماً : تميل نفسي إلى أكلة باذنجان .

فقال العامل : الباذنجان ! بارك الله في الباذنجان ! هو سيد المأكولات ، شحم بلا لحم ، سمك بلا حسك ، ﺩﺟﺎﺝٌ ﺑﻼ ﺇﻋﻮﺟﺎﺝ ، ﻳﺆﻛﻞ ﻣﻘﻠﻴﺎً ﻭﻣﺸﻮﻳﺎ ، ﻧﻴﺌﺎً ﻭﻃﺎﺯﺟﺎ ، ﺑﺎﺭﺩﺍً ﻭﺳﺎﺧﻨًﺎ ، ﻭﺟﺒﺔً ﻛﺎﻣﻠﻪ أﻭ ﻣﺪخلًا  ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ .

ما أجمل اختيارك ، وما أذكى نفسك الميّالة إلى فاكهة الجنة ، يا له من خيار الملوك العظام ..

فقال المدير : ولكن أكلت منه قبل أيام فنالني كَرْب وتوجعت منه .

فقال العامل : الباذنجان ! لعنة الله على الباذنجان ! ﻓﺈﻧﻪ ﺛﻘﻴﻞٌ ﻏﻠﻴﻆٌ ﻧﻔﺎﺥٌ ﺣﻠﻮﻩ ﻣُﺮ ﻭﻣُﺮﻩ ﻋﻠﻘﻢ ﺳﺎﺧِﻨﻪ ﻣُﻨﻔﺮ ، ﺑﺎﺭﺩﻩ ﻣُﻘﺰﺯ .

فقال المدير : ويحك ! تمدح الشيء وتذمُّه في وقت واحد ؟!

فقال العامل : أنا خادم للمدير يا سيدي لا خادم للباذنجان .

إذا قال المدير نعم قلت نعم ، وإذا قال لا قلت لا .

 

ويبدو أن هذا العامل الباذنجاني تزوج وأنجب أحفادًا وأحفاد وتفرقوا في الأمصار ؛ فأصبحنا في حياتنا نعاصر كثيرًا من أحفاد أحفاده !! 

 

** تنتقي من الأدعية والمجاملات الرسائل الواتسية الراقية  ؛ لأنه السيد المتحكم ، وهو من قبل كان أخاً لك قبل المنصب والكرسي ولكن كان هامشاً . 

 

** تسلم عليه تبتدره بالبسمة والقيام والهش والبش ، وغيره لامبالاة .

 

** في الاجتماعات بعد رأيه لا تعليق ! غير نِعْمَ المنطق ونِعْمَ الحل ، لا تعقيب ولا تعليق ؛ فشخبطة معاليه : تخطيط استراتيجي محكم ومحنك ، و ضربة القفا ما هي إلا دفعة إلى الأمام .

 

** تسمية الابن باسمه ؛ فهو بركة وثروة ومن الحب ما نصب ، مثل : موقف المهديُّ عندما مر على عجوزٍ من العرب ، فقال : ممَّن أنتِ ؟ قالت : من طيِّئ . قال : ما منع طيِّئًا أن يكون فيهم مثل حاتم ؟ فقالت : الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك . فعجب من جوابها وأغدق عليها .

 

** بل قد يتعدى ذلك للتبرع بالدم ؛ ففيه ترقية ، وعيادته في مشفاه ففيها مكافأة !

 

** بل قد يصل لأن يكون أسفل السفلة كثيراً يقول مالك بن أنس قال لي أستاذي ربيعة : يا مالك من السفلة ؟ قلت : من أكل بدينه . فقال : من سفلة السفلة ؟ قال : من أصلح دنيا غيره بفساد دينه . قال : فصدقني .

 

** أول شخص تصله رسائل التهنئة ، والخبر الأسرع لديه ، وأن يكون أول المدعوين لوليمة أو سهرة .

 

** نكته السمجة فيلم كوميدي ، وابتسامته لؤلؤة البحرين .

 

## كم مرة أضعنا أسر و مؤسسات ؟ بل دول وأمم ؟ من أجل أن أكون باذنجانياً صح  !!!

 

## كم مرة جامَلَنا ونافقنا على حساب الأمانة والعمل ؟ فكان ما كان !!!

 

## وهناك من يقول كفراً بنفس الأسلوب ، وبنفس الروحية ..

يخاطب ابن هانئ الأندلسي المعز لدين الله الفاطمي حيث يقول له :

ما شئت لا ما شاءت الأقدار .. فاحكم فأنت الواحد القهار. 

وفِي مِصْرَ موقفاً آخر .. لما زلزلت الأرض قال ممتدحا - بصورة فجة - الخليفة الفاطمي : 

ما زلزلت مصر من كيد ألمّ بها .. لكنها رقصت من عدلكم طربًا

‏قال عليه الصلاة والسلام : " إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب " . رواه مسلم

 

## الأرزاق مكتوبة ، والآجال محسوبة ، والأنفاس معدودة ؛ فلا نفاق يزيد الرزق أو ينقصه ، ولا صاحب الوجهين يطال في عمره ؛ بل : بركة العمر من صلاح النية ، وإخلاص القلب و سعة الزرق مع الصدق .

 

## يا صاحب المؤسسة .. يا قائد .. يا مدير .. يا مشرف .. يا صاحب المنصب .. من علامات انهيار الصرح وضياع العمل : عدم وجود كلمة ( لا ) ، وعدم سماع كلمات النصح ؛ فالكل يقول نعم .. الكل يهز الرأس تأييداً !!

 

## فلولا الباذنجيون لما تكحلت أيامنا بألوان الباذنجان نفسه .. ونحن فقط نصفق ونمتدح أو نشاهد !

 

** فما أكثر الباذنجانيون حين تعدهم 

                      ولكنـهم في النـائـبات قليل !!

 

📍❣👏🏼 تابعونا اشترك بالخدمة :-

         ج / ٠٠٩٦٦٥٠٨٧٠٥١٢٤

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 468 مشاهدة
نشرت فى 2 أكتوبر 2017 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

362,735