سلسلة منتقاة من كتابي 🌛أصول الفقه التربوي 🌜
محاولات لفهم عميق لحياتنا العملية والإنسانية والتربوية ...دعوة لكل والد نوعي وكل مربي حريص وكل مستشار مصلح لقراءة القواعد لنحصل على ثقافة واقعية مشتركة .
💚تعجل الشيء قبل أوانه💚
من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه
وقد ذكرها كثير من العلماء في كتبهم حتى لا يكاد يخلو كتاب من كتب القواعد الفقهية من ذكرها أوالإشارة إليها.
ومعنى القاعدة إجمالاً : أن من تعجّل الأمور التي يترتب عليها حكم شرعي قبل وجود أسبابها الصحيحة لم يفده ذلك شيئاً وعوقب بنقيض قصده.
وقال بعض الفقهاء :" من استعمل ما أخره الشرع يجازى برده
معاجل المحظور قبل آنه
قد باء بالخسران مع حرمانه
أي أن المستعجل للشيء المحرم عليه الآن مع أنه سيباح له بعد حين ولكن لا يصبر حتى يأتي وقته فيستعجل سببه وطلبه فحكم عليه بأنه "قد باء بالخسران مع حرمانه" أي أنه يصير إلى الخسارة مع حرمانه بالكلية مما استعجله وتسرع في حصوله ، ولاستخدامه الوسائل غير المشروعة للحصول على مطلوبه.
وقد قال الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم" ، كما أنه سوء أدب مع الله تعالى .
والأمثلة لهذه القاعدة كثيرة جداً منها :
ـ حرمان القاتل من الإرث ، فمن قتل مورثه فإنه يحرم من الميراث ، لأنه استعجل إرثه من المورث قبل أوانه فيعاقب بالحرمان ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :" القاتل لا يرث" رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وغيرهم ، فإن استعجال الوارث قد حرمه من حقه الذي كان سيأخذه إن لم يتعجل.
وأيضاً لو قتل المُوصى له الموصِي فإنه يُحْرَم من أخذ الوصية التي كان سيأخذها لو لم يستعجل موت الموصي بقتله.
ـ من أخذ من الغنيمة قبل قسمتها وهو ما يعرف بــــ" الغلول" فإنه يحرم من نصيبه في الغنيمة.
وتجري أحكام هذه القاعدة في الأحكام الدنيوية والأخروية ، فإن الله تعالى حرم على العباد محرمات في الدار الدنيا ووعد الصابرين على تركها بالجزاء العظيم في الآخرة ومن الجزاء إتيانها في الآخرة ولكن من تعجل شهواته المحرمة في الدنيا عوقب بحرمانها في الآخرة ـ إن لم يتب منها ـ قال الله تعالى :" وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ".
فمن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة"رواه البخاري ومسلم .
وأيضاً من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة . قال عليه الصلاة والسلام :" من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" رواه البخاري ومسلم ، والجزاء من جنس العمل .
ومن الأمثلة التربوية
ينص قانون البيت على أن استعمال الجوال والألعاب يبدأ الجمعة العاشرة صباحاً فقام الابن باستخدام الألعاب الثامنة فيعاقب بالحرمان وتوضع تلك القاعدة كنصاً عقابياً واضحاً.
وياحبذا يفهم الأبناء لماذا عدم الاستعجال كنقاش تربوي راق نسمع ونأخذ منهم .
شاب أخذ السيارة قبل الوقت المسموح له من أبيه لأبيه حق الحرمان منها.
طالب متفوق وابن متميز مرصود له جائزة أخذها قبل الإعلان والفوز بها يعاقب بحرمانها.
فتح الحصالة قبل الموعد المتفق عليه يعاقبوا بالحرمان.
استخدام الكرة قبل موعد المباراة في المحضن التربوي كقانون يحرم المستخدم المستعجل جزء من المباراة أو المباراة .
ويحاط ضرر الحرمان بقاعدة الضرر يزال وفروعها السابقة .
للتواصل التربوي
نزار رمضان
0508705124
ساحة النقاش