سلسلة من كتابي الجديد أصول الفقه التربوي
ننقل فيها الفهم السليم والواقعي لحياتنا التربوية وفق قواعد أصولية راقية
🌛دفع الضرر العام بالضرر الخاص🌜
معنى القاعدة أنه إذا تقابل ضرران احدهما عام والآخر خاص
ولا يمكن التخلص من أحدهما إلا بإيقاع الضرر على الآخر ،فإن إزالة الضرر العام مقدمة على الخاص ، وهذا من تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة واستنادا للقواعد السابقة
أخف الضررين
والضرر يزال
فالخاص أهون من العام
من أدلة القاعدة قصة الخضر عليه السلام ، حين خرق السفينة وقتل الغلام وذلك ضرر خاص بهما إلا أنه قد فعل ذلك لدفع ضرر عام وهو ذهاب السفينة كلها غصباً للملك الظالم و إفساد دين الأبوين من قبل الغلام إن بقي على قيد الحياة فإن الخضر عليه السلام حين خرق السفينة وقتل الغلام دفع الضرر العام بالضرر الخاص .
ما ورد في شأن صلح الحديبية وفيه أن المشركين اشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه من جاء منكم لم نرده عليكم ومن جاءكم منا رددتموه علينا فقال الصحابة : أنكتب هذا ؟ فقال عليه السلام : نعم ، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ، ومن جاءنا منهم فسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً .
فإنه بهذا الصلح قد دفع النبي صلى الله عليه وسلم عن المسلمين الضرر العام وهو احتمالية قتلهم بمكة بقبول الضرر الخاص وهو تحمل إذلال الكفار لهم ببنود صلح غير متكافئة .
من الفروع المبنية على هذه القاعدة :
الحجر على مفتن ماجن أو مبتدع أو طبيب جاهل أو مكار لأنه وإن كان في الحجر عليهم ضرر خاص إلا أنه ما يقع على الناس من إفساد دينهم وتضييع أرواحهم ضرر عام فيتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام .
الحدود مثل قطع يد السارق ضرر خاص به ولكنه يؤتى لدفع الضرر العام من استحلال أموال الناس بغير حق وترويع الآمنين .
عزل تربوي مؤقت لطالب أو ابن حتى لا يفسد العمل تماما هو من قبيل دفع الضرر العام بارتكاب الضرر الخاص .
تحمل الأم انحرافات الأب وهو ضرر خاص واقع على الأم لدفع ضرر عام قد يقع على الأسرة .
🙌�للتواصل التربوي والاشتراك بالخدمة 🙌�
نــزار رمضــان
ج/00966508705124
ساحة النقاش