قاعدة من كتابي الجديد
🌛أصول الفقه التربوي🌜
الضرر يدفع بقدر الإمكان.
الدفع في هذه القاعدة لا يراد به إزالة الضرر بعد وقوعه، بل يراد به دفع الضرر قبل الوقوع، مثل توفير بيئة ضبط تربوية وقائية، والتي منها إنشاء دستور أسري لدفع ضررٍ متوقع يلي ذلك تطبيق هذا الدستور الذي يدفع الضرر بقدر الإمكان .
فإذا افترضنا أن الضرر قد وقع فعلاً، فنحن بين أمرين:
١- إما أن نتمكن من إزالة الضرر بالكلية ان أمكن وهو الواجب .
٢- او علينا أن نزيل الضرر بالقدر المستطاع إن لم يمكننا إزالته بالكلية،
ومن أمثلة هذه القاعدة:
المثال الأول:
أن نحل المشكلة وندفعها كاملة ونسعى لذلك بما نسميه ( التجفيف ) فمثلاً الحجر على السفيه, الذي لا يحسن المعاملة مع الناس، وربما أضر بنفسه أو أضر بغيره ، فللقاضي ان يحجر عليه ,وهذا الحجر فيه رفع للضرر بالكلية فليس باستطاعة هذا السفيه بعد ذلك البيع او الشراء او التعاقد،
ومثل آخر الأب المخمور أوالمعتوه أو سيئ السمعة تعطى لطليقته حضانة الأبناء بحيث يرفع تأثير ضرره على الأبناء تماما ،وكذلك الطلاق للضرر ، ومشروعية الخيار بأنواعه فمثلاً خيار المجلس إذا تبايع طرفان وقبِل أحدهما البيع وحصل الإيجاب والقبول فما داما في المجلس فلكل واحد منهما الرجوع عن العقد اذا رأى أن في هذا البيع إضراراً به باستخدام هذا الخيار من أنواع البيع فيقول أنا تراجعت عن البيع أو تراجعت عن الشراء.
كذلك أنصح المرشدين والمستشاريين التربويين بشرح ذلك في كتابة العقد السلوكي وللابن أو الزوج أو الزوجة أن يتراجع في بعض النقاط وهم بالمجلس المنعقد وكذلك الحال في جلسات الصلح والعرف ما داموا في حال الخيار.
وفي بعض الحالات ييأس الأب أو المربي من الحل الكامل ودفع الضرر-ً وهذا الواجب- فنقول اننا يجب ان نرفع الضرر قدر المستطاع وهو مايتضح من خلال،
المثال الثاني:
من أمثلة الوسائل التي تزيل الضرر بالقدر المستطاع وهو ما نطلق عليه( التخفيف ) من المشكلة التربوية أو دفع بعض الضرر أو تقليله ،فعلى سبيل المثال الابن المدمن للدخان نتفاوض معه ليدخن بعيد عن أعين الناس أو بمكان مستقبح مثل الحمام لنصل بعد ذلك ببرنامج إيماني وطبي للعلاج ، وهذا يستخدم في كثير من أمراض الإدمان التي لها أثار انسحابية .
ومثال آخر، ابن أخذ من إخوانه مالاً وليكن ثلاثة من كل واحد 100 ريال .وهو لا يريد أن يعطي لهم حقهم فيكون سلطان الأب أن يعطي من مصروفه والذي هو 150 ريال 50ريال لكل منهم ليدفع الضرر بقدر الإمكان وهذا ما نمارسه غالباً في رد الحق وعلاج الخطأ قدر المستطاع.
ومن هنا فمشكلات أبنائنا التربوية تحتاج منا في كثير من الأحيان إلى تصنيف حتى لا يجهد معها العقل، ويشتت فيها الفكر، وتحبط فيها الهمة، فللمربي الفقيه أن يضع المشكلات التربوية التي يواجهها في وضعها الصحيح ليجد الطريقة المثلى لحلها، فتكون المشاكل التربوية بين ثلاث من ناحية العلاج، وأسلوب الحل (التجفيف ــ التخفيف ــ التكييف).
١-تجفيف المشكلة: أي ضرورة، وإمكانية حلها تماما بنسبة 100 في المائة مثال ذلك التخلص من الألفاظ البذيئة، السرقة، الكذب وقس على هذا.
٢- التخفيف: فيقصد به حل المشكلة التربوية بنسب متفاوتة وليكن 50 في المائة مثل الشجار بين الأبناء او النشاط الزائد وقس على هذا.
٣- التكييف: فهي مشاكل لا بد أن نسلم بالتعامل معها والرضا بها، مع عدم التأثر السلبي بها مثل: مشكلة وفاة الأب ــ الطلاق وقس على هذا.
فلو صنفنا مشاكلنا بهذه الطريقة ، لفهمنا كيفية التعامل مع كل مشكلة بشكل افضل ،ففي كثير من الاتصالات والاستفسارات والاستشارات لكثير من المشكلات التربوية التي أتحدث من خلالها مع المربين أو من خلال الدورات، أجد أننا نحتاج لثقافة تربوية عاجلة ومركزة بل ومجربة لأننا بلا تلك الثقافة قد نفسد ــ بدون قصد ــ أكثر مما نصلح، وقد نصل لفساد تربوي لا يمكن إصلاحه
ولا تداركه.
💚💚للتواصل التربوي والاشتراك بالخدمة 💚💚
نــــــزار ر مـــضان
تربوي و إعلامي
ج واتس/00966508705124
ساحة النقاش