كتبت/ شيماء مأمون

الشعب يريد .. كلمة أصبحت مألوفة مع نسمات الربيع العربي الذي اجتاح عدداً من الدول العربية ولازال قائماً, بل أصبح حديث العالم عن آلياته وأدابه وأخلاقه . ولكن لننظر مدى تأثير تلك الثورات فينا نجد الأثر الأكبر على الأبناء فكلما شعروا بالظلم من المجتمع المحيط به نطق بالكلمة المألوفة " الشعب يريد" ، ولذلك كان لمدرب التنمية البشرية الأستاذ نزار رمضان وقفة تربوية يهمس بها في أذن الآباء بعد الربيع العربي فكان هذا التقرير .  

     يؤكد لنا أ. نزار رمضان - مدرب تنمية بشرية – بأن للآباء أدواراً مهمة ثابتة سابقا ولاحقا وبأيام الربيع العربي تزداد الأهمية للعب أدوار هامة ومختلفة بتربية الشباب على رأس تلك المهام لك كأب .

 

ربِّ ابناً حراً ومسئولا

لا بد أن نعلم أن السمات الشخصية مكتسبة مثل سمة تحمل المسؤولية, الحرية .وأنه ليست هناك جينات لتطوير الشخصية وتعزيز تقدير الذات  واحترام الآخرين، فليس هناك شاب مولود بشخصية مسؤولة وآخر بشخصية متسيبة. لكن شبابنا اكتسبوا شخصياتهم وتقديرهم لذاتهم من خلال التجارب المتكررة في ماضيهم .وبالتالي السمات الشخصية قابلة للتغيير.وبالتالي إذا كانت السمات الشخصية مكتسبة ، فإننا بشكل طبيعي نستطيع تعليمها وتغييرها .

وبالتالي لابد أن يوقن المربي ذلك حتى لا يتكون بينه وبين الابن الحبيب حاجزاً نفسياً أثناء التربية والتغيير في السمات الشخصية . فالمربون قادرون على تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التغيير وجعل الابن مسؤولاً مقدراً.المعلم والمربي قادرون على إحداث التغيير في السمات الشخصية لأحبابنا بواسطة مواقفهم الذهنية ، ومحتوى مناهجهم التعليمية ، والجو العام الذي يهيئونه.

 

استخدم الحب والود لا الخوف والسيطرة

لغة نهر الحب وأقول للحب نهر تربوي  لأن النهر له منبع ومصب, ويتميز بالحركة والحيوية والجريان والاستمراري,ة كذلك الحب نحو الأبناء نهر متدفق جارٍ مدى الحياة متجدد له منبع ( القلب ) وله مصب عملي ( المعاملة مع الأبناء ) . فلقد أودع الله – سبحانه وتعالى – في قلب الأبوين عاطفة فياضة نحو الأبناء ، وذلك ليساقا سوقاً نحو تربيتهم ورعايتهم ، والاهتمام بشئونهم ومصالحهم ، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض ، ولا عجب أن يصور القرآن العظيم هذه المشاعر الأبوية الصادقة أجمل تصوير ؛فيجعل من الأولاد تارة زينة الحياة الدنيا:(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف : 46 ) وتارة نعمة عظيمة تستحق الشكر (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (الإسراء : 6 ) ويعتبرهم ثالثة قرة أعين إن كانوا سالكين سبيل الله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان : 74 ) إن حب الأبناء يجري في القلوب كما يجري الدم في العروق ، ومع هذا فالآباء في هذا الحب فريقان .

 

 الفريق الأول : هو مَن يحسن التعبير عن هذا الحب ، ويترجمه في حياته إلى واقع عملي ملموس ؛ فتراه مع أبنائه رحيماً رقيقاً عادلاً مشجعاً ناصحاً .. وهذا الفريق له من الله حباً ورحمةً برحمةً ؛ فلقد روى البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها ، فأعطتها عائشة ثلاث تمرات ، فأعطت كل صبي لها تمرة ، وأمسكت لنفسها تمرة ، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما ، فعمدت الأم على التمرة فشقتها ، فأعطت  كل صبي نصف تمرة ، فجاء النبي ، فأخبرته عائشة فقال : " وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها الله برحمتها صبيها" .

 

 أما الفريق الثاني من الآباء .. فهو لا يُشعر أبناءه بهذا الحب الذي يملأ قلبه ، ولا يُعبِّر لهم عن العاطفة الأبوية التي تجري في عروقه ؛ فترى من قسمات وجهه وتسمع من فلتات لسانه ما ينافي هذه المشاعر النبيلة 00 وهذا الفريق بحاجة ماسة إلى غرس بذور الحب والرحمة والمودة في بيوتهم ، حتى يحصدوا المغفرة والرحمة والرضوان من ربهم ؛ فلقد روى البخاري أن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن على ،وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ،فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدا ،فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال : "مَن لا يرحم لا يرحم "..

 

1-            ركز على ما تريد وليس على ما لا تريد فتربيتك لولدك على التفاؤل وقدرته على تغير سلوكياته للأحسن نعمة كبيرة لها مدلولاتها الحياتية والسلوكية,ومن هنا لك استخدام قوانين البرمجة في التربية, قانون الجذب وهو أن ما تفكر به سينجذب إليك ويصل لك سواء من أشخاص أو أفعال أو أماكن, وهكذا أيها المربي أنت كنت مولعا بولد صالح, وكنت تفكر في الابن ونجاحه, وكنت وكنت تتخيل وأنت أب, وحقق الله لك أمنيتك, فاستمر على هذا النسق, فكر في كل شيء إيجابي تربوي.

2 ــ ومن قانون الانجذاب يظهر قانون المراسلات كأن الفكرة مثل شعاع غير مرئي ترسل بواسطة هذا القانون إلى المتساويين والمنجذبين إليك من عالمك الداخلي إلى العوالم الداخلية الأخرى للمربين الأوائل والمتقدمين. ومن هذا القانون المراسلات نستطيع تفسير الخطب والمحاضرات الإيمانية .

قوة الاتحاد بدلاً من قوة التهديد

 يتجمع الشباب حول الأزمة ومع الأزمة لحل الأزمة يتعالون على مشكلاتهم ومراهقتهم وسلبياتهم تراهم عند وجود حالة الوفاة أو فقر طارئ أو مرض مفاجئ يقفون وقفة الرجولة والشهامة على المستوى الفردي والجماعي, على مستوى الشخص والعائلة, وكذلك في وقت الفرح, وقت الوحدة, وقت المشروع يتحد الشباب, يتوجهون, يتجمعون, فلنا تصميم برامج تساعد على الاتحاد, فنراهم يتجمعون لنصرة فريقهم مثلاً أو تنظيف حيهم لو اسثاروا لذلك .

*عايش الموقف لا تنسحب ولا تهاجم, الكثير من الآباء والأمهات يستسهلون الهروب من المواجهة, وإن واجه فإنه لا يعايش المواقف بل يهاجم الشخص والفعل, ما بين طرفين هجوم أو انسحاب, حاول أن تعايش الموقف, أن تعايش الشاب, ابتعد عن كلمة أنت, ولا تستخدم أنا العليا, وليكن أكثر استعمالاتك الخطابية نحن للمشاركة.

 

فالعبارات التي تبدأ بكلمة  " أنا " وهو الضمير المعبِّر عن المشاعر الشخصية للفرد أو عما يحب أو ما يكره أو عن احتياجاته أو عن ملاحظاته الشخصية للأشياء دون أن تحوي عبارات هجومية للمستمع .

 

احذر العبارات التي تبدأ بكلمة " أنت " لأنها تضمن الهجوم على الشاب,  هذا الكم الهائل والثقيل من الهجوم والوعيد والأوامر المباشرة في الغالب تقابل من الشاب بشئ من الغضب العارم أو النفور أو العناد .

استخدم لغة الكلام وهو طلب يستخدم لتشجيع الشاب على التعبير عما بداخله من مشاعر وأحاسيس, بدلاً من أن يلجأ للغضب أو الرفض أو الهروب أو الكره .

حوّل المشاعر لمشاريع, الشباب طاقة وفوران, الشباب عواطف ومشاعر قوية إذا لم تحول تلك المشاعر والأحاسيس لمشروعات تحتوي تلك الطاقات انفجرت تلك الطاقة وتبددت بغير موضوعها وانحرفت عن مسارها.

 

اصنع سلسلة من الإنجازات والنجاحات, النجاح والإنجاز يعطي قيمة للشاب يشعر أنه يضيف لنفسه ولغيره يشعر بأنه كم موجود, وأن له كينونة وكيان هذه النجاحات, لا بد لنا أن نصنعها من خلال ملف ورقي مصور وإلكتروني, ومواقف مستمرة تسلم من نجاح لنجاح و اشغله بتلك النجاحات المستمرة حتى لا يشغلك, املأ يومه بالطاعة حتى لا يملأه بمعصية, فالمعسكر الذي تسوده البطالة تسوده المشاغبات

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 118 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2012 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,908