أصبحت ظاهرة مقلقة- الملابس ذات العبارات الخادشة تخالف الدين وتهدد قيم المجتمع رغم عدم مبالاة الشباب

 

د.محمد بادحدح:

- نسبة ضئيلة جداً من الشباب على قناعة بارتداء تلك الملابس

نزار رمضان:

- تسلل هذه العلامات الممنوعة غزو ناعم ضد المجتمع العربي المسلم

- تعلّق بعض الشباب بقشور الموضة تعبير عن التمرد على السائد وتأكيد للحضور

خالد الرميح:

- ما يبدو في شكل كتابات على الملابس تغريب خطير على المجتمع

- الخواء الفكري والثقافي والديني يجعل بعضهم ضحايا تلك الموجة

د.يوسف أبوعلي:

- الحرب الثقافية على المجتمع أشد ضراوة من الحرب التقليدية

 الشيخ عبدالله المنصور:

- الملابس التي تحوي عبارات ضد الدين توجد في نطاق ضيق

حذَّرت الغرف التجارية من اقتحام بعض الإكسسوارات للسوق السعودية كتبت عليها عبارات ذات مدلول عقدي مثل (أنا نصراني – أنا نصرانية – كلمة النصرانية – أنا يهودي – ماسوني – ملحد- قسيس – صوفي)، وغيرها من الكلمات والرسوم الإغريقية مثل (إله الحب)، أو كلمات تعويذة يستخدمها السحرة مثل SPELL – CHARM، أو كلمات فيها شرك بالله مثل (إله النصر- إله الزواج – إله البحر – ولدت لأغني وأعربد وأثمل – الكهنوت – POLYTHESIM أي الشرك بالله – ATHEIST ملحد)، إلى جانب رسومات مختلفة مثل: رسم سهم يبدأ من أعلى القميص إلى آخره، وفي نهاية القميص مكتوب (OPEN)، وكذلك رسم حبتيْ كرز مكتوب عليهما (EAT MY)، وتدل على كلمات خادشة للحياء، وقمصان مكتوب عليها عبارة (THANK GOD FOR ATHEISM) وتعني: شكراً لله أن جعلني ملحداً، و(INFIDEL) وتعني: كافر، ورسومات أخرى تحمل أنواعاً مختلفة من الصليب.

       وأكد مجلس الغرف التجارية في تعميمه أنه بناء على رغبة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووفقاً لبرقية سموه رقم (127298) بتاريخ (8-1-1433هـ)، يمنع دخول مثل هذه الملابس والإكسسوارات، وسحب ما يوجد منها في الأسواق وإتلافها على الفور، ومحاسبة المخالف، واتخاذ الإجراءات النظامية ضده، علماً بأنه تم تعميم برقية سمو ولي العهد على جميع فروع الوزارة لتنفيذها من قبل أعضاء هيئة ضبط الغش التجاري، ومصادرة وإتلاف ما يتم العثور عليه منها، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد من تضبط لديه.

       «أسرتي» تتساءل عن مغزى هذه العبارات وهل تعد من قبيل المصادفة، أم أنها حرب ثقافية وغزو فكري للشباب المسلم يفقده هويته الإسلامية فيصبح تابعاً للآخرين دون وعي؟.

غزو ناعم

       في البداية  عدّ الخبير التربوي نزار رمضان هذه الملابس غزواً ناعماً لقيم أسرنا العربية من خلال ما تبثه بعض وسائل الإعلام التي تعرض ما يخالف العادات والتقاليد وربما أحياناً الدين، لافتاً إلى أن بعض الشباب يتأثر بالممارسات الخاطئة لبعض اللاعبين الأجانب فيرتدون ملابس تحوي عبارات ضد الأخلاق ومعادية للدين.

       وحول دور الأسرة في توعية الأبناء قال رمضان: إن الأسرة هي الحاضنة التربوية المحورية في حياة المجتمع، ولو تم اختراق تلك المؤسسة التربوية واللعب بأفكارها وقيمها، فحتماً ينهار المجتمع، مشدداً على دور الأسرة في مقاومة تلك التقليعات الغربية والغريبة، وطالب الأسرة بالاهتمام بتربية أبنائها مظهراً وجوهراً قلباً وقالباً.

       وأوضح أن زينة المسلم لا تكون بكتابات محرمة أو عبارات مشينة وحتى لو لم يكن بتلك العبارات الأجنبية سوء، معربا عن دهشته من تأثر المسلمين بالأفكار السطحية للغرب وتجاهله لما توصل إليه في العلم والنجاح والإنتاج، وطالب الأسرة بمراعاة هذه الأمور عند توجيه أبنائهم أن الشباب عموما يميل إلى التغيير لأنه يحمل بذرة التغيير على طول الخط.

       واعتبر تمسك الشباب بحركات الموضة تعبيرا ظاهرياً على تمرده على السائد ليؤكد حضوره بقوة، وبرر ذلك بكون الشباب لا يمكنه الدفاع عن حضوره بطريقة فكرية أو فنية بسبب نقص أو عدم اكتمال التجربة فتوجه إلى الموضة، وهو تعبير نفسي وإثبات وجود، لافتا إلى أن شبابنا لا يجد مساحة للتعبير عن الذات، وعن الأنا غير تلك التي تلامسه من ملبس ومنظر وقصة شعر.

تغريب للمجتمع

       من جانبه رأى المستشار التربوي والباحث في الشئون الإسلامية خالد الرميح أن هذا الموضوع أخطر من مجرد عبارات على ملابس الشباب، بل هو تغريب شامل للمجتمع، موضحاً أن الشباب يعاني من فراغ روحي وفكري وعقدي أدى إلى انتشار هذه الأفكار التي تروج عبر الإعلام، ولفت إلى أن الشباب في هذه المرحلة يحاكي وسائل الإعلام كنوع من التمرد على المجتمع والخروج على تقاليده. وأرجع الرميح ذلك لخواء الشباب الفكري، مبيناً أن بعض العلماء يفتقدون للغة الحوار مع الشباب واستيعاب مشكلاتهم، مطالباً المؤسسات الاجتماعية بمخاطبة الشباب وفقاً لفكرهم ومشاعرهم، وأعرب عن أسفه لما تبثه بعض الوسائل من تسمم فكري للشباب، مشيراً إلى أن الشباب يعيش حالياً في واقع غير واقعه. وتمنى دوراً أكثر إيجابية للرئاسة العامة لرعاية الشباب، مطالباً بالاهتمام الكافي والمؤثر بشريحة الشباب، وتقديم البرامج المناسبة لهم، داعياً لاستقطاب الأكاديميين المؤهلين في علم النفس والاجتماع للتعامل عن قرب ومعايشة واقع الشباب.

مشروع حضاري

       وقسّم الناطق الإعلامي للندوة العالمية للشباب الاسلامي الدكتور محمد بادحدح من يشتري هذه الملابس إلى قسم يرتدي هذه الملابس وهو لا يدرك ماهية نوعها وهم الغالبية: ونوع ثانٍ يرتديه رغبة في إثبات الذات وجذب الانتباه إليه، مؤكداً أن نسبة ضئيلة جداً مقتنعة بما ترتديه، مرجعاً ذلك لضعف التوعية والتوجيه في المجتمع، ونمطية التعليم، لافتاً إلى عدم وجود معلمين مؤهلين لتنمية مواهب الطلاب.

       وتحدث بادحدح عن دور الأسرة قائلاً: للأسرة دور مهم في توجيه الأبناء، بيد أنه للأسف يعاني بعضها من جهل علمي والآخر من جهل تربوي بكيفية التعامل مع المراهقين، ملقياً باللوم على بعض وسائل الإعلام التي تعرض فكراً خاوياً بلا مضمون مؤثراً في الشباب، وأيضاً التي تقدم توجيهاً نمطياً أصبح غير مقبول في الوقت الحالي، وأعرب عن أسفه لتشتت الشباب بين هذين التيارين.

       وتابع: للأسف الشاب يشعر بأنه مهمش في مجتمع وغير معترف به، معللاً أن شعوره هذا يجعله تابعاً للآخر على غير هدى، ودون فكر أو وعي، وأكد أن شبابنا مفخرة للوطن، ومن الضروري دعمهم وتقبلهم ومنحهم الفرصة لإثبات وجودهم، حتى ولو اخطأوا في البداية.

       واقترح تبني المملكة لمشروع حضاري يهدف لنهضة حقيقية ترتكز على القرآن والسنَّة، متمنياً أن يصبح هذا المشروع وطنياً على مستوى العالم الإسلامي، مؤكداً ضرورة استغلال الإمكانات المادية والبشرية التي وهبها الله لأرض الحرمين الشريفين، وشدد على ضرورة أداء الإعلام لرسالته المؤثرة حتى نحقق قول الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (آل عمران: 110).

 حرب ثقافية

       بدوره عدّ الدكتور يوسف أبو علي أستاذ علم القراءات بجامعة الطائف هذه الملابس وما يكتب عليها حرباً ثقافية من نوع آخر أشد ضراوة من الحرب التقليدية، موضحاً أنه لا يجوز تقليد النصارى أو الكافرين في الملبس أو المأكل أو المشرب في حال مخالفته للدين أو تعارضه مع ثوابت المجتمع.

       وأبان أبو علي قائلا: لا مانع من استخدام أشياء من صنع الغرب طالما أنها لا تتعلق بالدين أو الأخلاق، مشدداً على التزام المسلمين بالامتناع فوراً عن شراء المنتجات المخالفة وضرورة مقاطعتها؛ لأنها تتعارض مع ثوابت الدين، ووصف هذه المقاطعة بالحرب الاقتصادية التي تضر بمصالح الغرب، وهذا يحق للمسلمين، مؤكداً أنه لا مانع من استخدام أدوات الغرب طالما أنها في الإطار الشرعي. وبسؤال عن موقف الإسلام في التعامل مع الغرب أجاب: إن موقف الإسلام متوازن في تعامله مع أهل الكتاب والكافرين، فالمقاطعة البحتة غير مطلوبة في الإسلام، وكذلك عدم الذوبان في الآخر الذي يفقدنا هويتنا لا نؤيده، مطالبا الآباء برعاية أبنائهم ومراقبتهم خاصة في ظل الانفتاح الإعلامي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مع ضعف الوازع الديني.

       وطالب المسلم بالاعتزاز بدينه وهويته وعدم تلقي العلم إلا من أهله، مستنكراً دور المسلم كمشاهد فقط دون خوض غمار العلم الحديث والرد على افتراءات الغرب، ودعا الشباب لعدم الانجراف وراء أدوات الغرب بدعوى الحرية، مؤكداً أن الحرية هي انضباط دون التعدي على حرية المجتمع.

نطاق ضيق

       وأكد الشيخ عبدالله المنصور رئيس هيئة مدينة بريدة والمتحدث الرسمي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم وجود هذه الملابس التي تحوي عبارات ضد الدين ولكن في نطاق ضيق، موضحاً أنه غالباً من يشتري هذه الأشياء لا يدرك حقيقتها.

        ولفت المنصور إلى الإجراءات المتخذة عند ضبط هذه الأشياء وهي: تحريز مثل هذه الأشياء والطلب من مسوقها التحفظ عليها وعدم بيعها حتى يصدر توجيه من الجهات المختصة، مؤكدا وجود لجنة مكونة من عدد من الجهات الحكومية لها الصلاحية في مثل هذه المخالفات.

       وختم حديثه ناصحا الشباب والتجار بالتمسك بالدين الإسلامي، إتباع هدي النبي عليه الصلاة والسلام والتمسك بسنته، مستشهداً بما ورد في سنن أبي داود والحاكم من حديث شداد ابن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  «خالفوا اليهود والنصارى»، وعد السير على خطاهم في ملابسهم وسلوكياتهم هو التشبه بعينه الذي نهى عنه عليه الصلاة والسلام.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 272 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2012 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

388,912