للآباء أدوار مهمة ثابتة سايقا ولاحقا وبأيام الربيع العربي تزداد الأهمية للعب أدوار هامةومختلفة بتربية الشباب على رأس تلك المهام لك كأب : -
*أنشأ ابناً حراً ومسؤولاً لا بد نعلم أن السمات الشخصية مكتسبة مثل سمة تحمل المسؤولية الحرية .وأنه ليست هناك جينات لتطوير الشخصية وتعزيز تقدير الذات واحترام الآخرين، فليس هناك شاب مولود بشخصية مسؤولة وآخر بشخصية متسيبة. لكن شبابنا اكتسبوا شخصياتهم وتقديرهم لذاتهم من خلال التجارب المتكررة في ماضيهم .وبالتالي السمات الشخصية قابلة للتغيير.وبالتالي إذا كانت السمات الشخصية مكتسبة ، فإننا بشكل طبيعي نستطيع تعليمها وتغييرها .وبالتالي لابد أن يوقن المربي ذلك حتى لا يتكون بينه وبين الابن الحبيب حاجزاً نفسياً أثناء التربية والتغيير في السمات الشخصية . فالمربون قادرون على تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز التغيير وجعل الابن مسؤولاً مقدراً.المعلم والمربي قادرين على احداث التغيير في السمات الشخصية لأحبابنا بواسطة مواقفهم الذهنية ، ومحتوى مناهجهم التعليمية ، والجو العام الذي يهيئونه.
*استخدم الحب والود لا الخوف والسيطرة
لغة نهر الحب وأقول للحب نهر تربوي لأن النهر له منبع ومصب ويتميز بالحركة والحيوية والجريان والاستمرارية كذلك الحب نحو الأبناء نهر متدفق جارٍ مدى الحياة متجدد له منبع ( القلب ) وله مصب عملي ( المعاملة مع الأبناء ) . فلقد أودع الله – سبحانه وتعالى – في قلب الأبوين عاطفة فياضة نحو الأبناء ، وذلك ليساقا سوقاً نحو تربيتهم ورعايتهم ، والاهتمام بشئونهم ومصالحهم ، ولولا ذلك لانقرض النوع الإنساني من الأرض ، ولا عجب أن يصور القرآن العظيم هذه المشاعر الأبوية الصادقة أجمل تصوير ؛فيجعل من الأولاد تارة زينة الحياة الدنيا:(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف : 46 )وتارة نعمة عظيمة تستحق الشكر (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) (الإسراء : 6 )ويعتبرهم ثالثة قرة أعين إن كانوا سالكين سبيل الله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) (الفرقان : 74 )إن حب الأبناء يجري في القلوب كما يجري الدم في العروق ، ومع هذا فلآباء في هذا الحب فريقان ؛ الفريق الأول : هو من يحسن التعبير عن هذا الحب ، ويترجمه في حياته إلى واقع عملي ملموس ؛ فتراه مع أبنائه رحيماً رقيقاً عادلاً مشجعاً ناصحاً .. وهذا الفريق له من الله حباً ورحمةً برحمةً ؛ فلقد روى البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إى عائشة رضي الله عنها ، فأعطتها عائشة ثلاث تمرات ، فأعطت كل صبي لها تمرة ، وأمسكت لنفسها تمرة ، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما ، فعمدت الأم على التمرة فشقتها ، فأعطت كل صبي نصف تمرة ، فجاء النبي ، فأخبرته عائشة فقال : " وما يعجبك من ذلك ؟ لقد رحمها الله برحمتها صبيها" ... أما الفريق الثاني من الآباء .. فهو لا يُشعر أبناءه بهذا الحب الذي يملأ قلبه ، ولا يُعبر لهم عن العاطفة الأبوية التي تجري في عروقه ؛ فترى من قسمات وجهه وتسمع من فلتات لسانه ما ينافى هذه المشاعر النبيلة 00 وهذا الفريق بحاجة ماسة إلى غرس بذور الحب والرحمة والمودة في بيوتهم ، حتى يحصدوا المغفرة والرحمة والرضوان من ربهم ؛ فلقد روى البخاري أن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن على ،وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس ،فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ،فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ثم قال : "من لا يرحم لا يرحم "..
ركز على ما تريد وليس على ما لا تريد فتربيتك لولدك على التفاؤل وقدرته على تغير سلوكياته للأحسن نعمة كبيرة لها مدلولاتها الحياتية والسلوكيةومن هنا لك استخدام قوانين البرمجة في التربية قانون الجذب وهو أن ما تفكر به سينجذب إليك ويصل لك سواء من أشخاص أو أفعال أو أماكن وهكذا أيها المربي أنت كنت مولعا بولد صالح وكنت تفكر في الابن ونجاحه وكنت وكنت تتخيل وأنت أب وحقق الله لك أمنيتك فاستمر على هذا النسق فكر في كل شيء إيجابي تربوي.
2 ــ ومن قانون الانجذاب يظهر قانون المراسلات كأن الفكرة مثل شعاع غير مرئي ترسل بواسطة هذا القانون إلى المتساويين والمنجذبين إليك من عالمك الداخلي إلى العوالم الداخلية الأخرى للمربين الأوائل والمتقدمين. ومن هذا القانون المراسلات نستطيع تفسير الخطب والمحاضرات الإيمانية والحماسية وبالأخص التي تخرج من قلب المتحدث لا من لسانه وتأثيراتها على المستمعين. وأن قانون المراسلات هو إرسال الطاقات من العقل ويرجع إليك من نفس نوع الطاقة التي أرسلتها ومن هذا القانون ينبثق قانون الانعكاس وهو عبارة عن انعكاس نفس الفكرة ونفس الشعور الذي أرسلته لولدك لفعله.
3 ــ قانون التفاؤل الفأل الحسن جميل والتفكير بتفاؤل رائع فكر في أن ابنك سهل وجميل تفاءل بتميزه فكر وتفاءل في تربيتك «تفاءلوا بالخير تجدوه»، «أنا عند حسن ظن عبدي بي».
4 ــ قانون الانتشار وهو ما تفكر فيه يتوسع أنت تفكر في النجاح التربوي يأتي لك النجاح أنت تفكر في غرس قيمة تربوية فتأتي لك «فإذا فرغت فانصب» أي تتفرغ من طاعة فاتعب في أخرى من تربية وبرنامج تربوي لآخر وهكذا.
انتقل من التعب إلى المتعة لا مناص لنا من تحويل تعبنا إلى متعة ننظر لسهرنا لراحة أبنائنا على أنها متعة وننتقل للتربية من الأمر والنهي ورفع الصوت إلى التوجيه والحب والمتعة بل واللعب والمداعبة و التعليم بطريق اللعب ، و هو من الوسائل التي تعتبرها المدارس الغربية في التربية اليوم من أنجع الوسائل و أهمها و أقربها إلى نفس الطفل و أنفعها له ، رغم أن الهدي النبوي سبق إلى ذلك و قرره و شرع فيه صاحبه صلى الله عليه و سلّم بالفعل ، في مواقف كثيرة من أشهرها ما رواه الشيخان و غيرهما من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً ، وَكَانَ لِى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ - وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ « يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ » . نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ فِى بَيْتِنَا ، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا . و مداعبته صلى الله عليه و سلم لأبي عمير رضي الله عنه درسٌ عظيم يرسم منهجاً في تربية الأطفال و تعليمهم و آباءهم بأسلوب التشويق و التودد لهم ، و لذلك اهتم العلماء بهذا الحديث أيّما اهتمام .
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش