الحب مقطوع الأمل
تستغلق علي بعض المفاهيم أحيانا و التي أشعر أن عقلي دونها كثيرا .. و على هذه المفاهيم " مفهوم " الزمن .. ما معنى الزمن .. و كيف يكون طويلا أو قصيرا أو مجزئا .. و كيف يكون هناك زمن بعد زمن ..
و كيف يختلف تقدير البشر للزمن ؛ بل لماذا يهتم بالعلم بالزمن فتؤخذ الجوائز لاكتشاف إمكانية تجزئته لنانو ثانية ..
" يا خبر أبيض : يعني إيه نانو ثانية أصلا " .
و المشلكة في هذا الاستغلاق أنه لا يزول مع الزمن مثلما ظننت حين كنت طفلة ؛ فقد كنت أعتقد أن ما لا أفهمه اليوم سأفهمه غدا .. و اكتشفت خطأ هذا الاعتقاد أحيانا و صحته بالطبع أحايين .. إلا أنه يبدو لي وكأن من فاته تعلم العلم صغيرا و إن نضج عقله سيصعب عليه كبيرا ؛ لأنه يكون قد راكم الجهل بأساسيات تيسر عليه فك الطلاسم .. و ها أنا أقف أمام الطلاسم داعية الله أن يفك مغاليقها !
و هذا ما يقلقني من حال تعليم العلوم في بلادنا ؛ فها أنا واحدة من هؤلاء الذين كانوا يتمنون أن يسايروا العلوم و يفسرون رموزه التي تزيد يوما بعد يوم – لنعيش هذا العالم و في هذا العالم بدلا من العيش على هامشه .. فكيف يحيا جهالنا في عصرنا هذا .. و نحن ندعي أنه عصر العلم ؟!
ربما صدقا هو عصر العلم و لكنا وراء و قبل هذا العصر بكثير ....
ربما يكون من المؤلم أن تجد أحد أبناءك محبا للعلوم مقبلا عليها ؛ إلا أنك تقف عاجزا عن مساندته في زمن أنت الفاعل الوحيد في ساحة التربية ؛ فلا معلم يهتم بأمر طفل يحب العلوم ؛ و لا مساند لك حين يخالفك الطفل الهواية فيحب ما كان منك بمثابة الحب مقطوع الأمل .. ترى فهل من أمل ؟ !
\
ساحة النقاش