جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
لا يوجد في هذه الحياة المحدودة إلا بعض الحقائق القليلة .. إلا أنك تجد البعض ممسكا ببعض الأفكار معتقدا أنها الحقائق الوحيدة في هذه الكون .بل مدافعا عنها حتى موته أو موت الآخرين دونها .. و الموت هنا موت عقل تعطل عن عمل ؛ و موت قلب لم يعد يتذوق جديدا في الحياة ..
و اعلم أن الوصول لحقيقة صعب للدرجة التي تجعلك لا تفرط فيها بسهولة خاصة في هذا العالم الذي يحمل كل دقيقة بل كل ثانية ملايين الأشياء الجديدة التي تجعلك بالضرورة مضطرا لإعادة النظر فيما حصلته لتوك على أنه " حقيقة " .. اعلم أن هذا مرهقا خاصة على عقول لم تعتاد الشك فيما تصل إليه ؛ و لم تعتاد إعادة التفكر ؛ بل أصعب على من يخشى الوقوع في خطأ ..
كلنا يخاف أن يحيد عن الصراط و و لكني حين أصل لهذا الخوف اتذكر : لم خلق الدعاء إذن ؛ فيم استخدم اللهم الهمنا البصيرة إذن " هذا وقتها و إن لم يعرف رب العالمين أننا نخشى ما كان أهدانا الدعاء بالثبات .. لا يدعي أحد أن الحيرة " لذيذة " أو ممتعة و لكنها ضرورة أحيانا و قد توصلنا لإبداع جديد أحيانا و ؛ نظرة جديدة أحيانا ؛ طريقة جديدة للعيش .. و أيضا قد تغرقنا أحيانا ..
الشك لدى الكثيرين كلمة سيئة السمعة ؛ ترتبط في ذهن غالبية الناس بالشك في المسائل الدينية .. إلا أنه هناك أنواع أخرى من الشك الصحي جدا بل الضروري جدا جدا كأن تشك أنك تعرف نفسك مثلا فتعيد التوصل لمعرفتها لتقودها لخيرها ؛ و تفهم حينها معنى جديد للتفكر " في أنفسكم " .. الشك في أن ما تعرفه هو الحقيقة الوحيدة أو الطريقة الوحيدة لأداء الأشياء أو الرأي الوحيد الصائب ؛ الشك فيما تعرف أنه حقائق فتعيد النظر أهي حقيقة فعلا أم محض رأي ؛ الشك في مقولة تواترت إليك فأنزلتها منزلة الاعتقاد و سرت على إثرها في قناعات كثيرة تنقلها و تحتكم لها كأنها قانون حق .. أو أن تشك في معرفتك حتى بزوجك ربما تعيدي اكتشاف هذا الإنسان الذي لم تعرفه من قبل و لم يمنعك عن اكتشافه إلا يقين في غير محله ..
شك و لا تخف ..فهناك الكثير و الكثير مما يجب الشك فيه و مما يجب إعادة التفكر فيه ..
شك و توكل على الله !
نيفين عبدالله
مدير مركز أجيال للاستشارات و التدريب الأسري
ساحة النقاش