نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

                  

درج المصري في التنفيس عن واقع حاله ومعاناته اليومية بالنكتة والسخرية ممن حوله  بدءً  بموظف الحكومة الى المدير الى وكيل الوزارة الى الوزير حتى طال الزعيم والرئيس وهي صورة تبدي  هروبا  من آلام ومعاناة مابين مشاكل اسرية الى أزمات اقتصادية اوحرب مع الأسعارطلبا  لقوت يومه

                               

 غير أنه من الملاحظ في هذه الآونة أن المصري ترك النكتة بالفعل  اللهم النذر اليسير وهي  المتنفس المميز به والمشهور عنه فغابت الضحكة  وتحددت  فإن كانت المقاهي العامة قياس للبحث فقم بجولة بينها وجل ببصرك ثم استمع تجد أنها صارت منتديات نقاش حول الازمات اليومية دونما التفات الى سماع نكات  وعلى الرغم فالمصري  لازال يحتفظ بصبره وطيبته وطبيعته السمحة البسيطة  في الوقت التي زادت معه الأزمات حيث تعدت الأزمة الاقتصادية الى تلوث سمعي وبصري وصحي  وتنامت حالة العصبية والاستثارة والعدوان (1)

       

وفي هذا الجو من التوتر تغيرت الحال من اطلاق  النكتة الى الرغبة الجامحة في طلب الاستقراروالراحة حتى عدنا نسمع عبارات مثل  :

اشتري دماغك!  وهي هروب لطيف ! من المواجهة أو الحزم و من باب تطبيق المثل المصري الشائع ( الباب اللي يجي لك منه الريح سده واستريح ) أو هو تململ من ضغوط عصبية مصاحبة للأزمات   

ورغم شيوع التوتر آلان في الشارع المصري من ضجيج الى أصوات عالية الى احتكاكات فلا يشكل هذا التوتر أو ينسحب مثلا  في  شكل ميليشيات متقاتلة والحمدلله رب العالمين وإن تفاقمت الأمور لساعات سرعان ما تتوقف لأن المصري بطبعه الرتيب يؤثر السلامة ولا ينسـاق مطلقا الى عنف يخشى منه , ربما يكون الشحن المشهود آلان على الساحة يستثيره  بشكل خاص مقالات الصحف صفراء  كانت أوغير صفراء وهي مؤججة لهذا الشحن لتحقيق مآرب مالية للتوزيع والاعلان والدعاية وهي افرازات ديمقراطية وليدة لم تصهرها التجربة بعد

أو قد تكون من باب سياسة تخفيف الضغط  عن الحكومة و المعبئة أساسا بأزمات جمة  تنتظر  الحلول واعطاء فسحة من التنفيس والفضفضة  يمنح قدرا من الوقت  للنظر فيها  ومن ثم  فترك  الشعب  يلهو في الجري خلف أخبار الحوادث  والشغل بم تثيره الصحف الصفراء أسلوب سياسي  تجنبا لكبت قد يولد ما هو أخطر في وقت ينتظر فيه المصري استقرارا اقتصاديا لايزل بعيد المنال حتى عن مرمى العين المجردة فالمشوار أمامه طويل

 وازاء ذلك الاحساس الغير مباشر بالرتابة وانتظار نتائج الوعود  سرعان ما يعود المصري الى طابعه الأصيل في الصبر والانتظار فبالرغم مما يجد من  مشاهدات الساحة فإن المصري يعيش  متنفسا عظيما يفوق الحديث عن الازمات وكلام الجرايد انها كرة القدم !  فأصبح مدمنا   عاشقا لها رغم خبرته القديمة بها فكثرت معها قنوات الرياضة الفضائية  بل وتحسن اثر هذا  فن اللعبة  لكثرة المعلقين والمحللين وبزوغ أندية دنيا على حساب أندية كبرى وبدء أفول أندية كانت الأشهر  ! وكرة القدم هي الشأن الترفيهي الوحيد  الذي ربما لايؤاخذ عليه شيوخ الدين ولا يعولون اذا  ما علمنا مدى تأثيرهم  في طبيعة المصري  مؤاخذتهم  أشياء أخرى  عديدة

                

إن الصورة التي  نستعرضها للشخصية المصرية آلان هي مشاهدة تقريرية لواقع يعبر عن إرهاصات سوف تفرز حتما عن تغيير !

فإذ كان ولابد من نضج  كان معه لابد  من نار قد تكون هادئة تارة أو حامية تارة  أخرى لكنا ندعو الله أن يجنبنا  شر غضبها ودعاؤنا دوما اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وجنبنا  بفضلك هلكة الفتن

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ

(1) ملف الشخصية المصرية  يمكنك مطالعة المزيد

التحميلات المرفقة

  • Currently 179/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
60 تصويتات / 908 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2009 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

nazrat

قد يتضح للقارىء , حدس الكاتب وتوقعه لما سوف يحدث وقد حدث , وها نحن نرى ونشاهد بأعيننـا 25 يناير وماتلـى .....!

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

645,777

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه