لايصدق رؤوس العلمانية من مفكرين ومثقفين وساسة الى نهاية طابور ربما لاينتهي من هؤلاء المتميزين أو ما يطلق عليهم كذلك بوصف علية المجتمع , كادو لايصدقون أنفسهم من هول مفاجآة التاسع والعشرون من يوليو , وكبف بدى الاسلاميون وقتها , في صورة أثارت الجزع لديهم , وأطلقت اتصريحات أنهم أي الاسلاميين قد خالفوا عهدهم واياهم قبل الحروج في هذه الجمعة الاروع والأصدق في تاريخ مصر , إذ لم يدر بخلدهم هذه الجموع وهي على سجية الفطرة والنزعة وهم يصفونها بأنه استثمار خادع للعاطفة الدينية
الأمر الذي حدى بالاعلامي البارز حمدي قنديل صاحب الرأي والقلم الحر , حيث كنت ولازلت شخصيا معجب بشخصه وتفكيره , غير أنه صدمني بمقاله المنشور( بالمصري اليوم ) وفي تاريخ لاحق لهذه الجمعة جمعة الوفاق , حيث أشار لما صرح له اللواء الرويني ووصف حركة كفاية بأنها غير مصرية , فقال قنديل :
" إذا كان اللواء حسن الروينى، عضو المجلس العسكرى، قد اتهم فى الأسبوع الماضى حركة كفاية بأنها غير مصرية، فبماذا يمكن أن يصف اليوم من يرفعون أعلام السعودية؟ وإذا كانت اتهاماته قد طالت أيضاً حركة 6 أبريل بدعوى أنها تمول من الخارج، وأن أعضاءها تلقوا تدريباً فى صربيا، وأن شعارها «اليد المقلوبة» هو نفس شعار الحركة الصربية، فهل يسكت اليوم على أولئك الذين يتخذون من علم السعودية شعاراً لهم، ويرفعونه فى ميادين التظاهر؟ "
الواضح أن هناك غياب ثقافي عن مثل هؤلاء ومن يسمون بالنخبة الاعلامية والفكرية , فان كان العلم السعودي كذلك فهو بالاصل الراية الاسلامية المعتادة بألوانها الاخضر والابيض مع كلمة التوحيد , في الوقت الذي لانظن فيه مطلقا أن تتدخل السعودية في أمر كهذا , بل ولا يعنيها من وجوه عدة أبسطها أن السياسة السعودية لاتعنيها هذه الاثارات بل يمكن الجزم أنها قد تتخوف منها ! وخلاف ما يظنه البعض وإن كانت تحمل ما تحمل من شعارات قد تؤيدها , ويمضي على نهج قنديل الكثيرون ومن هم ينضوون تحت راية الرعب من الاسلاميين مثل صلاح عيسى حيث ذكر لمقال له تحت عنوان :" الاسلامنجية واللومانجية " قوله :
"ما فات على هؤلاء الإسلامنجية هو أن الدساتير تضعها النخب السياسية المؤهلة لذلك ولا يضعها العوام، وأن معظم الذين يحتشدون خلفهم يندفعون وراء عواطفهم الدينية الفطرية، وأن الهدف من وضع مبادئ حاكمة للدستور، هو التوصل إلى مشترك وطنى بين كل المصريين يضمن الحفاظ على الحريات والحقوق العامة، وعلى مدنية الدولة، وعلى تداول السلطة، وعلى المساواة، حتى لا يستغل فريق سياسى منهم الفرصة لينتقل من مرحلة المشاركة إلى مرحلة المغالبة، فيلغى الدستور أو يعدله بما يسمح له بأن يحول مصر إلى ليمان كبير يضع فيه خصومه من الليبرالنجية ويجعل مقره ميدان التحرير، ليحولهم من ثوار إلى لومانجية."
وهو على هذا التصور وقع فريسة استغباء الشعب والاستخفاف به الأمر الذي وقع فيه من كان قبله من أتباع النظام السابق و وإن لمن ميزات الثورة وما تبعها أنها كشفت بجلاء ذكاء الشعب المصري وتعامله مع المواقف الصعبة والملمات , انظر الى اللجان الشعبية وماتبعها والى تنظيف الشوارع عقب التظاهرات والى عدم الاحتكاك بين المسلم والمسيحي حتى اللحظة رغما عن بعض الحوادث الفردية وقد اعترف عن نفسي بأهمية ما يردده سائق الميكروباص و بائع البطاطا
وصحيح أنهما لايجيدان التعبير الصحيح إلا أنهما كمثال يعبران عم يجيش في الصدور وتخفيه النفس , وهو يعد مقياسا له وزنه في مجال البحث عن الرأي العام واتجاهاته , فلا إمـلاء إذن من قوة ما تسير الشعب الى حيث شاءت ومتى تريد
فالى أصحاب هذه الرايات ومن يتبعهم مراجعة أنفسهم بأنفسهم خاصة عقائدهم قبل أن يفوت الآوان
ساحة النقاش