نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه


اذا صدقنا رجل المعارضة، محمد البرادعي، فان الاخوان المسلمين هم جماعة دينية محافظة، تماما مثل الاصوليين في اسرائيل. فهل سيفرضون حكما اسلاميا في مصر؟ بالتأكيد لا. فهذه بالاجمال محاولات تخويف من مبارك. اذا صدقنا البيت الابيض، ينبغي للاخوان المسلمين ان يكونوا جزءا من اللعبة السياسية، لضمان بقاء مصر شريكا وحليفا. فهل هذا ممكن؟ واشنطن ستطلب ضمانات بان الاخوان يحافظون على قيم الديمقراطية.
ولكن اذا ما صدقنا محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين في مصر، فان أمريكا توشك على التحطم تماما مثل الاتحاد السوفييتي. السلطة الفلسطينية، التي فشلت في المفاوضات، تلفظ انفاسها الاخيرة. اتفاق السلام مع اسرائيل يجب أن يلغى وبدلا من ذلك دعم الجهاد المسلح. منظمة حماس فقط، التي ولدت من داخل الاخوان المسلمين، يمكنها أن تتنفس الصعداء. 'اخوتنا المجاهدون في غزة'، كما دعاهم الزعيم الاسلامي المصري، 'انتظروا بصبر، إحموا حدودكم واعلموا ان الله معكم'.

                            ينتقلون الى الجبهة

يوم الاربعاء، لأول مرة منذ بدء احداث الغضب ضد نظام مبارك، ظهر الاخوان المسلمون في مقدمة المنصة. المنظمة، التي اقيمت في القاهرة في العام 1928، طوردت تقريبا منذ يومها الاول. وعلى مدى عشرات السنين كان كل واحد من مؤيديها هدفا للاعتقال والتعذيب. وتحت حكم مبارك، اخرجت الحركة عن القانون.
سنوات من المطاردة تطور ميزتين: البقاء وجنون الاضطهاد. عندما رأت قيادة الاخوان الى أين تهب الريح، وان مبارك منتهى والكثير من ذلك بفضل السياسة الامريكية قررت انه حان الوقت للتغلب على الخوف. هذا هو الوقت للخروج الى الكفاح.
الاختبار الاكبر للاخوان المسلمين سيبدأ اليوم، بعد صلاة يوم الجمعة. الصلوات في الاسبوع الماضي اطلقت الاشارة لبدء الكفاح ضد مبارك. واليوم سيتبين اذا كان الاخوان قرروا تحريك مؤيديهم، مباشرة من المساجد الى قلب القاهرة في محاولة ربما لاسقاط النظام الكريه لنفوسهم نهائيا. ولكن حتى لو بقي مبارك على مدى اشهر عديدة، يبدو ان مصر تسير نحو فترة جديدة، فترة انتخابات حرة، بمشاركة التيار الاسلامي.
الحياة تحت الارض، في ظل القمع المتواصل، تجعل من الصعب جدا تقدير قوة الاخوان المسلمين. ومع ذلك، فخلافا لباقي قوى المعارضة، فان التيار الاسلامي في مصر نجح في البقاء والازدهار. رجاله يسيطرون على الاتحادات المهنية، على خلايا الطلاب، على المساجد وكذا في المجال الالكتروني. في الانتخابات للبرلمان، التي عقدت في 2005، نجح الاخوان المسلمون في ادخال 88 من رجالهم الى البرلمان. هذا الانجاز 20 في المئة من المقاعد اصاب بالذهول نظام حكم مبارك. في الانتخابات التي اجريت في 2010 زيف مؤيدو الحكم النتائج بشكل فظ بحيث ان ايا من رجال الاخوان المسلمين لم يدخل البرلمان. ومع ذلك عندما ستسير مصر الى انتخابات حرة سيكون ممكنا التقدير بان الاسلاميين، منظمين ومفكرين وممولين جيدا، سينجحون في تحقيق نتائج مثيرة للانطباع.
الاخوان المسلمون هم، ربما 20 في المئة من الجمهور، يدعي هذا الاسبوع محمد البرادعي في المقابلات مع وسائل الاعلام الغربية، 'هم ليسوا الاغلبية في المجتمع المصري. هم ليسوا متطرفين. وهم لا يستخدمون العنف. يجب ضمهم، مثل الجماعات المسيحية الانجيلية في الولايات المتحدة او اليهود الارثوذكس في اسرائيل'.
وحسب البرادعي، حاول نظام مبارك اخافة الغرب بالاخوان المسلمين، مثل القاعدة أو ايران. وهو يقول ان 'الاخوان المسلمين لا يشبهون على الاطلاق نموذج الايرانيين. عملت مع الايرانيين وعملت في مصر. يوجد فارق مئة في المئة بين المجتمعين. وهم لا يرتبطون بالتطرف الذي رأيناه في افغانستان او في أماكن اخرى. هذه الاسطورة خطط لها وسوقها النظام، ولكن ليست فيها ذرة من حقيقة'.

                               أمريكا من؟

في بداية الأسبوع قدم روبرت غيبس، الناطق بلسان البيت الأبيض، استعراضاً للصحافيين حول الأحداث في مصر.
على المستوى المبدئي، أوضح غيبس بان لادارة اوباما لا توجد مشكلة مبدئية لادارة علاقات مستقبلية مع الاخوان المسلمين. 'ليست لنا علاقة مع الاخوان المسلمين'، قال غيبس، 'ولكن لدينا معايير حول وجود العلاقات (السياسية)'. الشروط هي طاعة القانون، عدم استخدام العنف والاستعداد ليكونوا جزءا من المسيرة الديمقراطية، دون أن يستخدموها فقط كي يستقروا في الحكم. 'أنا لست السفير'، قال غيبس، 'ولكني اعتقد بانه قبل أن نقيم معهم علاقات، سنطلب ضمانات بانهم ينفذون هذه المعايير'.
لشدة المفارقة، فان محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين، يرى الولايات المتحدة بعين مغايرة قليلا. فقد قال بديع ان 'امريكا تنسحب من العراق، مهزومة وجريحة. وفي غضون وقت قصير ستنسحب من افغانستان. الطائرات، الصواريخ، التكنولوجيا العسكرية المتطورة، كل هذه ستنهار امام تصميم الشعوب الاسلامية'.
'الاتحاد السوفييتي انهار بشكل دراماتيكي'، قال بديع، 'ولكن الظروف المؤدية الى انهيار امريكا اقوى بكثير من تلك التي حطمت الامبراطورية السوفييتية. الامة التي لا تعمل حسب قيم اخلاقية وانسانية لا يمكنها ان تقود البشرية. نحن نرى بداية النهاية لامريكا. وهي تسير نحو الضياع'.

                              اعداء سابقون

قوى اخرى في الشرق الاوسط، تدعمها ادارة اوباما، يعتبرها الاخوان المسلمون أعداء. في شهر ايلول (سبتمبر) اثار بديع غضب رام الله، بعد أن توقع انهيارها في غضون وقت قصير. فقد قال بديع ان 'السلطة الفلسطينية تلفظ أنفاسها الاخيرة على طاولة المفاوضات. الشعب الفلسطيني يعد نفسه لانتفاضة ثالثة. المقاومة هي الحل الوحيد ضد الوقاحة والطغيان الصهيوني الامريكي'.
في ميزان القوى المصري الفلسطيني، أيد نظام مبارك، بشكل تقليدي، فتح والسلطة الفلسطينية. اما الاخوان المسلمون، فعلى نحو طبيعي، رأوا في حماس الفرع الفلسطيني للاخوان المسلمين لحما من لحمهم. اما واشنطن، التي تراهن على مدى السنين على ابو مازن، فسيتعين عليها ان تفحص كيف ستوازن نظاما يكون فيه الاخوان المسلمون السائدين والمؤثرين، مع استمرار الدعم للمسيرة السلمية مع الفلسطينيين.
ولكن عندما يدور الحديث عن حكم مصري يشكل الاخوان المسلمون جزءا من ائتلافه بل وربما الاغلبية الساحقة في البرلمان فان السؤال الفوري هو كيف ستتصرف الحكومة الجديدة تجاه اتفاق السلام مع اسرائيل.
فقد صرح الاخوان المسلمون صراحة بما سيحصل اذا ما وعندما سيصعدون الى الحكم. اتفاق السلام مع اسرائيل سيطرح على استفتاء شعبي في محاولة لالغائه بشكل دستوري. التقدير بان الاخوان المسلمين سيتصرفون ببراغماتية ولن يلغوا الاتفاق، من أجل المصلحة المصرية، هو تقدير لا يمكن الغاؤه. ولكن تجربة الماضي تفيد بانه عندما يقول الاسلاميون شيئا فانهم يقصدون ما يقولون.
من يرغب في أن يجد مواساة معينة، يمكنه ان يتوجه الى ما قاله في الماضي رجال المعسكر المعتدل داخل الاخوان المسلمين. قبل نحو أربع سنوات، مثلا، اجريت مقابلة مع عصام العريان، الناطق بلسان الاخوان المسلمين وأحد اعضاء قيادة المنظمة وقال انه اذا ما وصل الاخوان الى الحكم، فانهم لن يلغوا اتفاق كامب ديفيد. اقوال العريان فهمت وكأن الاخوان المسلمين يعتزمون الاعتراف باسرائيل فأثارت عاصفة كبرى في أرجاء العالم الاسلامي. وعليه فقد سارع العريان الى شرح اقواله.
'لم اقل أبدا ان الاخوان المسلمين سيعترفون باسرائيل'، قال. 'قلت ان كل حكومة ملزمة باحترام الاتفاقات الموقعة، بما فيها اتفاق كامب ديفيد. الشعب المصري هو الوحيد المخول بالغاء الاتفاقات. هذا هو موقف الاخوان المسلمين. امكانية ان نعترف باسرائيل هي أمر متعذر'. وشرح بانه بعد أن يصعد الاخوان المسلمون الى الحكم سيستخدمون وسائل مثل الاستفتاء الشعبي او التوجه الى البرلمان لالغاء اتفاق السلام.
اضافة الى ذلك نفى العريان وكأنه حاول أن ينقل رسالة براغماتية الى اسرائيل او الى الولايات المتحدة وقال ان 'هذا التفسير مغلوط ويقوم على الاوهام. امريكا ليست غبية لهذه الدرجة بحيث تفكر بان هناك امكانية ان يعترف الاخوان المسلمون باسرائيل. أمر كهذا لن يحصل بأي حال. اسرائيل ايضا تعرف اننا لن نعترف بها، ولهذا فانها تخاف من صعودنا الى الحكم'.
للتجسيد بان البراغماتية لا توازن الاعتراف السياسي، اختار العريان استخدام منظمة حماس، التي تتصدى للواقع كما هو. وقال ان 'حماس تستخدم خدمات مثل البلديات، الكهرباء، المياه والبنوك الاسرائيلية. ولكنها لا تعترف باسرائيل. وهكذا نحن أيضا لن نعترف بها ابدا'.

هآرتس 3/2/2011

المصدر: عن جريدة القدس العربية ـ عن هارتس الاسرائيلية ـ العنوان بتصرف من الموقع
  • Currently 38/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 468 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2011 بواسطة nazrat

ساحة النقاش

ibrahim

نعم يستخدم الأنظمة الديكتاتورية الإخوان المسلمين فزاعة لترهيب الشعب و الحلفاء من الغرب. تكمن الغرابة أن التيارات ذات الطابع الدينى تزدهر و تنمو أكثر فى الشعوب المطحونة من الأنظمة الديكتاتورية. و هكذا يرى الغرب الآن أن الديمقراطية و الحرية هى الحل لمنع التيارات الأصولية من الحكم.

و لكن المشكلة هى أن نستبدل حكم علمانى شمولى بحكم إسلامى شمولى، و "كأنك يا أبو زيد ما غزيت".

لو قدر لنا نحن المصريون أن تكون هناك إنتخابات حرة و نزيهة، و تبين لنا أن الشعب المصرى يريد الإخوان المسلمين و قد يمثل الأغلبية و تكون الحكومة منه، فهذا سيكون اختبارا حقيقيا للإخوان، و إذا اخفقوا فى تحقيق مصالح الشعب المصرى إذا من حق المصريين فى ظل انتخابات حرة و حكم ديمقراطى أن ينتخبوا أحزاب أخرى، هكذا لن يكون هناك "بعبع" إذا أرسينا مبادئ الديمقراطية فى مصر. أنا أرحب بأى تيار على شرط أن يحترم الدستور و الشرعية و أن يحقق مطالب الشعب المصرى فى الحرية و الكرامة و العدل.

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

627,576

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه