توجه الناخبون المصريون اليوم إلى مراكز الاقتراع لانتخاب ثالث برلمان لهم في السنوات العشر الأخيرة، متأثرين بثلاثة عوامل يؤكد الخبراء أنها تلهب السباق الانتخابي في معظم الدوائر -وعددها 222 دائرة- هي المال والإخوان والعصبية. وبحسب الكاتب المتخصص في الشأن الاقتصادي سعد هجرس، "هناك مرشحون أنفقوا عشرين أو ثلاثين مليون جنيه (بين 3.5 و5.2 ملايين دولار)، خلافا للقانون، أملا في أن يعوضوها من خلال الحصانة البرلمانية، فضلا عن أن بعضهم استخدم الانتخابات لغسل أمواله". ويشارك في الانتخابات عشرات من رجال الأعمال، ومن بينهم هشام مصطفى خليل بقصر النيل، ومحمد أبو العينين بالجيزة، وطارق طلعت مصطفى شقيق هشام طلعت مصطفى الذي قدم للوطني تبرعا بمليون جنيه (173 ألف دولار) في سيدي جابر بالإسكندرية، وأمين مبارك بشبين الكوم في المنوفية. وهناك أيضا منير فخري عبد النور مرشح الوفد ببندر جرجا في سوهاج، وعبد الرحمن بركة في أتميدة بالدقهلية، ومحمد المرشدي في المعادي بحلوان، وأكمل قرطام بالبساتين في القاهرة، ومحمد رشاد عثمان في الإسكندرية، وإيهاب يوسف نسيم في بنى سويف، وأحمد عز في منوف بالمنوفية، ورامي لكح في شبرا، وعشرات غيرهم يتوزعون على المحافظات. وفي السياق ذاته، حذر سعد هجرس من أن "زواج المال بالسياسة" هو أحد بوابات "الفساد الكبير" في مصر، وأن تجربة توزير رجال الأعمال أو دخولهم للبرلمان سلبية، في ظل عدم وجود تشريعات تضع خطوطا فاصلة بين المال العام والخاص، وتمنع تربح المسؤول من منصبه.
مرشحات من الإخوان خلال حملة انتخابية (الجزيرة نت) |
"العصبية العشائرية" تطرح نفسها بقوة في ثنايا العملية الانتخابية (الجزيرة نت) |
وتطرح "العصبية العشائرية" نفسها بقوة في ثنايا العملية الانتخابية، بأماكن عيش "المهمشين"، والبادية والصعيد، حتى دفع بعض أقارب المرشحين ثمنها بتعرضهم للقتل في سبعة حوادث حتى اليوم. ويقول أستاذ الطب النفسي الدكتور وائل أبو هندي للجزيرة نت إن "العصبية أو القبلية تنشأ عندما يغيب المشروع الواحد عن المجتمع، فيصبح البديل هو التعصب". وهناك نموذج حي لدائرة قد تحسمها العصبية في حلوان، إذ يعتمد المرشح المستقل مصطفى بكري على الصوت الصعيدي في مواجهة هيمنة وزير الدولة للإنتاج الحربي سيد مشعل.
ساحة النقاش