قد نسمي تلك التصرف الذي قام به الوالد بحق ابنه نوع من الخيانة أو ما يدور في فلكها ؛ سأتحدث عن القصة بإسهاب لعدم الإطالة عليكم - شاب تعرف على فتاة أحلامه وقرر الاقتران بها لتكون شريكة حياته ؛ لقد طلب من أبيه مساعدته له بالذهاب إلى والد الفتاة لطلب يدها له ؛ ولكن الذي حصل وهو عندما شاهد والد الشاب تلك الفتاة أعجب بها هو الآخر وما كان منه إلا أن خطبها لنفسه وتم ذلك وتزوج الوالد من فتاة أحلام ابنه وتركه يضرب الأخماس بالأسداس بل ولعن اليوم الذي وولد فيه ...
نحن وعندما قمنا بانتخاب نوابنا كان الهدف من وراء ذ ذلك هو لنجد من يمثلنا ويطالب لنا بتحسين أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ؛إلا أن نوابنا الأفاضل وعندما وجدوا أنفسهم يجلسون على المقاعد النيابية صاروا يطالبون الدولة بتحسين أوضاعهم فضلا عن مطالبهم المتمثلة بصرف رواتب تقاعدية لهم وعلى مدى الحياة ؛ بكل وقاحة قام النواب بتجاوز ناخبيهم بل وظنوا أنفسهم أسياد وشخصيات لها ثقلها وهم في الحقيقة أنانيون وغادرون وما كان تصرفهم إلا طعنة في ظهور مواطنيهم وبالتالي فهم لا يختلفون عن والد الشاب العاشق السالف ذكره ؛ إن الأنانية
هي حب الإنسان لشخصه وجل طموحاته السيطرة والتملك وهي الإناء التي تجعل الإنسان لا يرى ويهتم إلا نفسه ؛ فالأنانية هي غريزة موجودة في كل انسان إذا كانت في حدود مقدار الذات ؛ وأما فيما لو تجاوزت حدود الذات إلى احتقار الآخرين والإستعلاء عليهم وتقزيمهم وضرب أرائهم عرض الحائط فهنا يكمن الداء وتكبر الخطورة ؛ إن النواب لأشخاص أنانيون ؛ فلا يعترفون بما يرتكبون من أخطاء بل ويظنون أنفسهم أنهم الصواب بل ومعصومين عن الخطأ ؛ بيمنا يلاحظ الآخرين ويلمسون أخطاء وزلات ومعاصي النواب ؛ رغم الاحتجاجات الشعبية العارمة والصرخات المدوية التي نسمعها في المواقع وفي الشوارع والتي تطالب الدولة وتناشد الملك
بعدم المصادقة على قرار تقاعد النواب باعتباره خطأ فادحا إلا أنهم يجهلون بأن الإعتراف بالخطأ دليل على احترام عقول ومشاعر الآخرين ؛ إنهم يحرمون علينا حقوقنا بينما يحللوها لأنفسهم ؛ إن الطعن في الظهر أنكى ما يمكن أن يأتي به الإنسان وللأسف الشديد لم نكن نتوقع أننا قد نتعرض لطعنات النواب الذين طعنونا بظهورنا أكثر من مرة .....
ساحة النقاش