معظم العادات والتقاليد في مجتمع كمجتمعنا أتت عن تجارب طويلة لحياتنا من خلال تاريخنا الذي شهد ويشهد العديد من الأحداث والتطورات حيث يترك سلوك الناس وأنماط عملها ومعتقداتها أثراً في المجتمع يميزه بعادات وتقاليده ؛ وتتناقل هذه العادات من الإباء للأبناء وتتوارثها الأجيال لتمثل حياة الإنسان بمختلف أوجه الحياة لاجتماعية .......هناك عادات يمكننا تمريرها وقبولها أو رفضها حسب نوعياتها وضعف وقوة تأثيرها على المجتمع ؛فلدينا ألكثير من ألعادات نمارسها جميعاً منها ألحميدة ومنها الخبيثة ؛ أما موضوعي فينصب على عادة مستجدة بدأت بالطهور كظاهرة فإذا ما تمت الإشارة إليها والعمل على وئدها في مهدها قد تتحول لسلوك قد يترك أثرا سلبياً على مجريات حياتنا الإجتماعيه ........
من ضمن بعض ألعادات التي كنا طالبنا بتغيرها في السابق كعادة توزيع تمور العزاء على المعزين لا تزال تمارس بكل مناسبات عزائنا ؛ ويستوجبنا ذلك ألتحدث عنها بين ألفينة والأخرى عسانا نساهم بإنهائها للأبد كما انتهت عادة "كيس السكر وتوزيع العوايص .......لكن ومن ألمؤسف حقاً هو أننا عندما نصبح على وشك الإقلاع من مشكلة نجدنا غارقين بأخرى أسوأ .......
لم تعد تقتصر المشكلة علي توزيع تمور مزارع الحق الفاخرة بل هناك مشاكل أخرى مستجدة بحاجة للمعالجة ؛ معظم ألناس اليوم مهتمة بأعمالها بحيث لم تعد هناك مضافات تجتمع فيها الناس لتتحدث عن بطولاتها ونهفاتها ومغامراتها كما كانت في ألسابق ؛ وبالتالي وجدت من مناسبات ألعزاء ألمكان الأمثل لبث ما بجعبتهم من مزاح وضحك وتبادل النكات وتفتح المواهب وفتح دفاتر عتيقة .. !! هناك معايير وضوابط دينية وأخلاقية تخضع لها مثل هذه المناسبات يجب احترامها ومراعاتها وعدم تجاوزها إلا أنة وللأسف يتم
تجاوزها حتى من بعض أصحاب العزاء أنفسهم ؛ لا يجوز ولا يعقل ليرجونا أحدهم السكوت لتمكين أحد ألشيوخ من إلقاء كلمته ..!! أيها الأفاضل لا يوجد شيء اسمه " مستحيل " ولا كمال فمن يدعي بأنه شخص كامل فقد بلغ ذروة السخافة فالكمال لله عز وجل وحده ؛ فلنعمل على إصلاح أنفسنا فليس عيب تكون بنا عيوب ؛ إنما ألعيب هو أننا نعرف أن هناك عيوب مشينة فينا ولا نعمل على إصلاحها ونوأدها في مهدها قبل تحويها لميزات ؛ ..!!
أيها الإخوة: إن مناسبة ألعزاء من طقوسنا ألدينية وعاداتنا المحببة للتخفيف عن اهل المتوفى ومشاركتهم أحزانهم لا لتبادل الأحاديث والدخول بسجالات وفتح دفاتر قديمة ؛ إنها مشكلة حقيقية أصبحنا يواجهها أي منا عندما يذهب لمكان عزاء ليعبر عن حزنه يجد نفسه غارقا بالضحك ؛ لذا ليس من اللائٌق فتح مواضيع تغتاب فيها الناس ويتبادل البعض فيها النكات وتعلو فيها ألضحكات ؛ عادات سلبية لم تأتي من فراغ ولم ينجبها أللاشيء تتغلغل بقوة بيننا لتصبح جزأً من حياتنا اليومية بحيث لا يمكن تغييرها بسهولة ولا حتى الجوانب
الغير لائقة منها ؛ فالعادات المتبعة في مجتمعنا ذات وجهين " ألوجه ألسلبي والآخر الإيجابي " وكلنا نلمس هذا ألوضع بحيث ألعديد من شبابنا يتضايقون من بعض عاداتنا ويشعرون بأنها تقيدهم وربما تقف حجر عثرة بينهم وبين تحقيق ما يصبون إليه ؛ فللعادات دوراً بارزاً في مجريات حياتنا وليس بخافي عليكم ما تقوم به العادات من أجل رفعة مجتمعنا أو إنحطاطه ؛ هنا من المفروض علينا مصارحة أنفسنا دائما بعاداتنا ونحدد درجة سوء كل منها ونبدأ بإصلاح العادات السيئة المقدور على تغييرها .. قد يبدو لنا الأمر بغاية ألصعوبة إلا انه ليس بالأمر المستحيل .........
<!--
ساحة النقاش