السرقة كانت عملاً بطولياً ...
يمكننا وصف قاع الطريق والسارق ب " الصعلوك ؛ والصعاليك لغة هم ألفقراء الذين لا يملكون المال الذي يساعدهم على ألعيش وتحمل أعباء ألحياة ؛ ويطلق هذا الاسم على جماعة في زمن ألفقر والعوز وأطلقوا حركتهم في الأردن وفلسطين وسوريا إبان احكم العثماني ولغاية ستينيات ألقرن الماضي ؛ كما ويعود أفراد مجموعة الصعاليك لعشائر مختلفة ؛ ومعظم هؤلاء لم يعترفوا بسلطة ودساتير عشائرهم ؛ كما واعتبرتهم ألدوله خارجين عن القانون – بالوصف المعاصر . لقد كان ابن " صافي " صعلوكاً بل وشيخ عشيرة صعاليك وكان يغير على ألحاميات والمخافر التركية ويسلبها ؛ كما وكان يقطع ألطريق على القوافل المتجهة من الشام عبر الأردن للحجاز وكان يأخذ " ألخاوة " من الأتراك والتجار " قد لا يعرف البعض عن اللذين أذاقوا الأتراك ألأمرين وكبدوهم الخسائر الفادحة ؛ إنهم صعاليك العشائر ألبدوية الذين لا يزالون محط فخرنا واعتزازنا اليوم ؛ وليست ألجيوش ألعربية هي من طردت الأتراك من الأردن وسوريا ؛ فقد كان ألمغفور له بإذن الله معتمداً اعتمادا كلياً على أبناء العشائر الأردنية لطرد المستعمر التركي الذي أرهق المواطن الأردني وأثقله بالديون والهموم ..!! لم تقتصر أعمال ألنهب والسرقة على البدو ؛ بل كان الأردن محشو بالصعاليك وكانت السرقة في تلك الفترات الماضية تندرج ضمن أعمال البطولة في نظر ألمجتمع ؛ وكانت الناس تفخر بممارسيها وتعتبرهم " الرجال ألعتاعيت " وكان ألحرامي ألصعلوك بنظر المجتمع هو الرجل الجدير بالفخر والمصاهرة والصحبة ؛ وكان عندما يتقدم لإحدى بناتهم " عريس " كانوا يسألون " هل ألعريس حرامي محترف " فإذا ثبت ذلك تم ألقبول ألمباشر وبالتالي فكان يوجد من أبناء سوم ألعد يد من هؤلاء ألصناديد وكان من أبرزهم " المرحوم " عبد الرحمن أبو قديس " رئيس الحرامية سوم المؤلفة من جدي موسى السلمان ؛ وصالح السليمان الشناق ؛ وحمود العبد القادر؛ ومحمد الأحمد ألشهير " بالأقطم " وفلاح المزاري " ألملقب " ب- ألسلح " وأحمد صالح ألمكحل ؛ ألمتزوج من اخت ألمرحوم " صالح ألحسن ألشناق " ومحمد ألبا ير ألعزام ؛ رحمهم ألله جميعاً وتجاوز عن أبقارهم ألتي سرقوها ..!! لقد كانوا هؤلاء الرجال يضربون الأرض شمالاً وغرباً وكانوا يسرقون ألبقر والغنم والبضائع من كفر حارب وطفس والجولان ومن كل مكان في ألمنطقة ؛ لم تكن السرقة بتلك الأيام عادة بل كانت فلسفة وسلوك ؛ هناك قصة تغريب أو نفي لبعض رجال سوم حدثت في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وكان سبب تغريبهم هو أنهم سرقوا جسوراً كانت تسمى " جسور الطرزينا " التابعة لسكة الحديد وتمكنت الدولة من القبض عليهم لوجود وشاية أو إفسادية من بعض ألناس وقامت الدولة بنفي كل من المرحومين ؛ الحاج محمد النهار الشناق ؛ والحاج طالب العبد الرزاق ؛ والحاج " صالح ألشناق ؛ والحاج " على ألسلامه ألمعابره أبي رياض رحمهم الله جميعاً ..!! يتبع
ساحة النقاش