شباب سوم والبحث عن العمل والتوظيف ..
والصفدي رحمهم الله جميعاً ؛ لا تكاد قرية من قرى المحيط تخلو من لمسات هؤلاء المعاليم المبدعين الذين قاموا بتطوير تلك المهنة وصاروا يبنون البيوت بالحجر " ألنضيف " الذي كان يقطع من محاجر ججين الذي كان يقطع ويفصل ويدق يدوياً وبعدد بدائية ؛ لقد ذهب الكثيرون من أبناء سوم للعمل في كسارات عمان التي كانت تتواجد في منطقة " وادي الرمم " وبأجر زهيد إلا أنهم ساهموا بالإنفاق على أهاليهم وأبنائهم إلى أن أنشئت كسارة " ألجدي " ثم كسارة " يغمور – وكسارة أبو عاطف ثم كسارة ألمرحومين "سالم وعبد الرزاق ألصالح في منطقة " ألخور؛ وكانوا يذهبون لعملهم فجراً ثم يعودون لبيوتهم مساءً سيراً على الأقدام ؛ وكانوا يحملون الحجارة بالقفف لعدم وجود جرافة تلك الفترة وكان المرحوم " محمد الملاوي وبعض رجال سوم كالحاج المرحوم " حسن المرعي الرجل الهمر" بحفر جور الألغام ثم دكها بملح البارود وكان الحاج عبد الرزاق ألصالح وبعدما كانت تتم عملية ربط كميات البارود بشريط التفجير يقف في أعلى ألكسارة مومياً للعمال بالابتعاد وكان يصيح بصوته المرعد " باااارووودد" عندما كنا على مقاعد الدراسة كنا نذهب للعمل في تلك الكسارة في أثناء العطلة الصيفية وبأجر مقداره " عشرة قروش " ولقد كان العمل شاقاً بحيث كنا نعبئ "الترليات " التي تجرها التراكتورات بالكريكات والقفف ؛ وكانت معظم وجبات إفطار العمال عبارة عن البيض المسلوق والبطاطا المسلوقة مع الخبز فقط ..!! إن المجتمع السومي كان مثله كمثل مجتمعات المنطقة وربما كان الفرد السومي أفضل حالاً من غيره من سكان قرى ريف اربد ؛ فكانت حركة الناس مستدامة ليل نهار وكان الكل يعمل بأقصى طاقاته ؛ فكانت ألبنات هن من يذهبن للتحطيب وجني ألبق وليات وغيرها ؛ وكانت أمهاتنا منهمكات ليل نهار بالطبخ والغسل والخبز وتربية الأطفال والعمل على الطواحين اليدوية لتوفير الطحين والبرغل وتجفيف البندورة وتخزينها ؛ لقد كان في معظم بيوتنا " قضيب حديدي معلق بالسقف وكانت تعلق به سلة الخبز وكان هناك ما كان يسمى "بالشاروط" مثبت على رأسه سلك حديدي ومصمم على حرف " إس " بالإنجليزي وكانوا يرفعون السلة بواسطته ثم رفعها ..!! إن من يقول بأن المرأة هي نصف المجتمع فهو لا يعرف عن طبيعة المرأة شيء ؛ إن ألمرأة هي المجتمع كله ولولاها لما كان هناك مجتمع أصلاً ؛ فالمرأة هي الأم ألحنون والقلب الرؤوم كيف وهي الملاك الرحيم ؛ وهذا لا يعني التقليل من شأن ألرجل ؛ فللرجل دوره ونفعه في حياتنا ؛ رحم الله أمهاتنا وإبائنا وغفر لهم ما تقد م من ذنوبهم ..!!
ساحة النقاش