صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

أكلات سوميه عريقة  ..

قد لا يعرف ألبعض كيف كانت عبقريات في زمن لم نكن نسمع فيه عن ألكهرباء وعدم وجود الكهرباء بتلك الأيام كان سبباً بإيصال أمهاتنا للعبقرية والاختراعات ؛ إن عدم وجود ألثلاجة بتلك الأيام كان يشكل مشكلة لكل العائلات فلم يكن هناك مجال لتخزين ألمواد الغذائية أي كان نوعها ؛ ففي ألصيف كانت الخضار متوفرة بكل أنواعها إلا أنها غالباً ما تكون معدومة بفصل الشتاء ؛ ولقد تم التغلب على تلك ألمشكلة من خلال تجفيف بعض ألمواد ألضرورية كالبندرة وألكوسا والباميا والتين وباقي ألمواد ؛ لقد كانت معظم النساء يعملن على تقطيع حبات البندورة ثم رشها بالملح ونشرها على الأسطح لحين جفافها ثم تخزينها لفصل الشتاء ؛ وكذلك كانت تتم عملية تجفيف ألكوسا

؛ وأما البامية فقد كانت تشك بخيوط على شكل " قلائد " وكذلك نبتة " الدنيدله " ولجعده التي كانت ولا تزال من ألمواد الضرورية لأكلة " ألكعاكيل " ألشهيرة ؛  والكباب ألمهبله ؛ والأكلة ألمرموقه " ألمكموره " وأما عن تخزين اللحم فلم تكن ألناس تشتري أللحم بصورة يومية لعدم وجود ملحمة في البلد توفر هذه المادة بشكل يومي ؛ فكان رب الأسرة يقوم بالذهاب إلى اربد ويشتري كمية كبيرة من اللحم ثم يقوم بشراء كمية من ألشحوم لتقوم الزوجة بتحمير اللحم قليلاً ليصبح " قشيم "  ثم تقوم بعملية " سلي ألشحوم " لتصبح سائلاً وتفرغها على اللحم ثم تضعها في تنك أو مرتبانات وترك تلك المرتبانات مفتوحة لحين انجماد الخليط  فتقوم بإغلاقها بإحكام وكانت تستخدم تلك المادة التي كانت تسمى " القفره " بأي وقت تريد ؛ أما عن أسماء الأكلات التقليدية والمشهورة فلم تكن مادة الأرز موجودة ؛ فكانت الناس تعتمد على مادة " السميده "

والفريكة ؛ وكانت تطبخ ألسميدة ويدار عليها الجميد ؛ كما وكانت أكلة ألمجدرة من الأكلات ألرئيسية ؛ وكانت النساء بعضن مكوناتها في ما كان يسمى " الطوس " المصنوع من الفخار ثم يوضع بالفرن حتى يبلغ النضوج ثم يصب ويدار عليه زيت الزيتون ليصبح لذيذاً ؛ لقد كانت أكلة " أذان الشايب " من أفضل الأكلات ؛ وهناك أكلة " ألمقطعة ؛ وأكلة ألزقاريط ؛ وأكلة المشوطة ؛ وأكلة الراشوف ؛ ومن الأكلات ألتي كانت متداولة على مدار ألعام " أكلة العدس " والعدس " ألصحيحه " أما وكانت هناك أكلة من أسوأ الأكلات قاطبة وهي أكلة " ألسميده " بدبس البندورة ؛ فكانت مكونات تلك الأكلة ألمزعجة عدة رؤوس من البصل يضاف إليها عشرة لترات من الماء ثم يضاف إليها دبس البندورة ؛ وبعد عملية الغلي كانت تدار بما تسمى شوربة" المبصله " مشكلة

خليطاً إرهابياً بامتياز ؛  كما وكانت أكلات البطاطا والزهرة والمعكرونه والباذنجان وكانت كل هذه الأكلات تطبخ " بدبس ألبندوة "  حتى الأرز كان يطهى بدبس البندورة وكانت أمهاتنا هن من يصنعن مادة دبس البندورة كمئونات لبيوتهن ؛ لقد كانت معظم الأسر تربي ألدجاج وتنتج الصيصان إلا أنها كانت تباع أو تبدل بالسكر ومستلزمات أخرى وكذلك البيض ؛ وقليلاً ما كنا نشتم رائحة صواني ألمحمر بالصيصان إلا إذا كان داهم أحدهم ضيوفاً معتبرين أو عندما تصل جحافل ألفرسان للبلد ....!! لقد كانت أرض سوم وفيرة البقوليات البرية كالعكوب والفطر وألخبيزة والحميض والعلت والسلق  والصناريا وكثير من هذه وكانت معظم العائلات  تحبب أكلها ولا تزال ؛ فالعكوب من أطيب الأكلات إذا ما طهي مع اللحم بالجميد أو مع زيت الزيتون والبصل ؛ وأما الفطر البري فلا يختلف طعمه عن طعم اللحم ؛ وكانت

معظم الأسر تزرع الفجل والبصل الأخضر والجرجير والرشاد والفلفل الأخضر ولا تزال ؛  ليس لأنها عديمة التكلفة بل هي أطيب من التي تباع في الأسواق بكثير.. ولقد كانت أمهاتنا رحمهن الله يصنعن " ألكراديش " من ألذرة والدشاديش مكونة من مادة ألسميدة يضاف إليها فريم ألبصل والبندوره وتصنع  على شكل مكتات سجائر ضخمة كما وكن يخبزن ألعوايص ؛ أما عن أدوات ألتنظيف وكيف كانت الناس تتصرف عندما كان القمل منتشراً في تلك الفترة فكان هناك نوعين من ألصابون غير صابون ماركة ألنعامه وهما صابون " كنعان – وسلهب " وكان ثمن ألرطل من الصابون يباع بستة قروش وسعر السلهب أقل من هذا ألمبلغ لردائة نوعيته ؛ ولقد كان سعر الثلاثة ألواح من صابون النعامة الكبير تباع " بقرشين " وفي ما بعد عام 957 وردت

للسوق أنواع عديدة كصابون " ألخروف " وصابون المفتاحين وأنواع عديدة أخرى ؛ لقد كان يتم تنظيف الأواني بواسطة ألتراب ثم بالماء لأن لم يكن يوجد أي نوع من ألمنظفات الأخرى " وكانت أمهاتنا رحمهن ألله يحممننا بالجملة " كل أربعه بلقن واحد " إلا أن كل مكان نتواجد فيه كان القمل يجوبه ؛ ففي ألمدرسه كنا نشاهده وكأننا في سجن وكان معظم الطلاب لا يلبسون أللون الأبيض ؛ لقد كانت السيطرة عليه من المستحيلات وبقي الوضع على حاله لعام 967 عندما نزلت إلى ألأسواق من مواد ألتنظيف  والمبيدات بغض الأنواع الذي ساهمت بالتخفيف من تلك ألمشكلة ألتي انتهت في مطلع ألسبعينات ..!!

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2014 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

211,615

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏