مشاكل وهموم السوميين بتلك الفترة المنصرمة ..
يقال بأن ألضيف ربما يكون شاعراً وهذا أمر مسلم به ؛ ولكن من الممكن أن يكون ألطفل شاعراً أيضاً ؛ نحن وعندما نخوض في هذا ألموضوع نكون قد وضعنا أيدينا على موضوع ألبخل ألشديد الذي كان يمارسه البعض ؛ فالبخل والكرم وجهان لعملة واحدة إلا أنهما على تضاد تام ؛ إن البخل هو من أكثر الأفآت شراً ؛ وعليكم أن تعلموا بأن المجتمع السومي لم يكن خلياً من آفة ألبخل ؛ ومن بنظركم هو أكثر معرفة بالبخلاء ؛ أليسوا ألصبية ؛ عندما كانت بعض أسرنا لا تجد ما تأكل فكان الصبية يذهبون إلى بيادر" للتبرك " من كراديس ألقمح المنتشرة بالمئات في غرب البلدة في سبيل ألحصول على " ثمنيه " من القمح وقت تعبئة أصحاب هذه البيادر لمنتجاتهم ؛ فمنهم من كان يعطينا وبل ويقول لنا " تعال يا بني لأعبئ لك " شليلك " وهو يبتسم ؛ وكناك من كان يصفن وربما كان يحسب كم ستكلفه عملية تبريكنا رغم عظم كومة القمح الهائلة التي أمامه ؛ ومنهم من كان يترك صاعه ويلحق بنا معربدا وشاتماً ؛ ومنهم من كان يلحق بكل صبي يمر من جانب " مقثاته " ويضربه ؛ ومنهم من كان ينادي " تعال يا بني واحمل هذا الفقوس أو حبات الكوسا لتطعم أخوتك ؛ يا ألله كم كان الفرق واسعاً بين هذا وذاك وكم كان وجه أحدهم صبوحاً عكس ذاك ألمغبر الأصفر ؛ لقد كان بعض السوميين يبعثون ألقمح لبعض الأسر المحتاجة بينما كان غيرهم يمتنع عن بيع تلك الأسر بالدين ؛ كثيرون منهم على هذه الشاكلة إلا أنهم ليسوا مقياساً على معظم أهل بلدنا الطيبون ؛ نحن وعندما نتحدث عن قلة من الناس كانوا ضمن عداد البخلاء فلابد من التذكير بأن هناك قرى معظم سكانها من البخلاء ولا يزالون في تكاثر لحتى طغى ألبخل على صغارها قبل كبارها وهذا يعني أن سوم ربما تكون في طليعة القرى التي يطغى على أهلها ألجود والطيبة والكرم ..!!يتبع
ساحة النقاش