الاقتصاد السومي ..

سأنفض غبار ألماضي عن قريتنا سوم وأكشف عن واقع مجتمعنا ألسومي ألذي عشته في خمسينيات ألقرن ألمنصرم وأتذكره بدقة وأستطيع تصويره لكم بعد مرور أكثر من 56 عام بوضوح تام ..!! كما وسأذكر بعض ألمعلومات الوثيقة والوافية مستعيناً بشهادة بعض رجال سوم منهم" علي الموسى السلمان "  الذي يبلغ من العمر " 80 " وكان يعمل لدى الحاج محمود الموسى في الأربعينات ولمدة " ست " سنوات ؛ ولا تزال ذاكرته بكامل دقتها ؛ لقد كان ألمرحوم الشيخ " احمد الشيخ ألشناق يجني من ألمحاصيل الكثير ؛ فكان يأتيه من القمح " 2000" ألفي مد ؛ ومن الكر سنة " من 200 إلى "300 " مائة مد ؛ ومن ألعدس ما يصل إلى " 150 " مد ؛ إضافة إلى " 100 " مد من ألسمسم ومثلها من ألذرة ....!!! وكان ( محمود ألموسى – أبي مصطفى ينتج نفس ألكمية وربما أقل أو أكثر بقليل ..!! لقد كان ألمرحوم " الشيخ أبي عوده والحاج محمود ألموسى يستأجرون حلة ضخمة من شخص تاجر في اربد اسمه " مسلم ألزر بات " ليسلقوا فيها مئونتهم ألتي كانت تصل إلى " 150" مد من القمح وكان يتقاضى " ثمنيه قمح " كأجر للحلة عن كل " سلقة " ..!! وهذا ألتاجر الوحيد الذي كان يمتلك متجراً كبيراً تتزود منه ألناس ما تحتاجه من أقمشة وبضائع وجهازان للعرائس بتلك الفترة  ؛ وأعتقد بأن مثل هذه ألكميات فضلاً عن ما كانت ينتجه باقي أصحاب الأراضي كفيلاً بإغراق سوم من تلك المواد ؛ لقد كان المرحوم أحمد ألشيخ يمتلك " 200 " دنم في " كفر رحتا " والحاج محمود ألموسى كان يمتلك أيضاً " مائتي دنم " والمرحوم الشيخ " فارس ألشناق كان يمتلك " 400 " دنم ؛ والحاج زكي لإبراهيم  كان ولا يزال يمتلك " 100 " دنم " إلا أن معظمهم باعوا تلك الأراضي بسبب جريمة قتل قام بها ألمرحوم " طلال ألحمود ألعبد ألقادر" رحمه ألله عندما قتل ألمرحوم " احمد ألفنيخر من سكان كفر رحتا ..!! كما وكان ولا تزال لعشيرة " ألمعابره " أراضي واسعة تقع ضمن أراضي " جمحا وتحيطها من كل الجهات ولا تزال أراضي زراعية كأرض ألمرحوم " علي الأحمد ألمعابره – أبي أحمد ؛ وأرض ألمرحوم " صالح ألصالح ؛ وأرض ألمرحومين ؛ محمد العلي شتيوي ورحيل  ألعبد ألرحمن رحمهما ألله تعالى !!! معظم رجال سوم كانوا يتاجرون بالحبوب والتبن والمواشي  بكل أنواعها كما وكانت تجارة التبن رائجة فضلاً عن بيع محاصيلهم كالخضار والفواكه في اربد ؛ لقد تغنى ألبعض بماضي أهل سوم والسوميين ألعريق إلا أنهم لم يتطرقوا لسلبيات ذالك ألماضي وما كان يعيشه السوميين وما عانوه من مر ألعيش والضنك والعوز والعدم شأنهم شأن سكان قرى ألمحيط وصولاً للمجتمع ألريفي الأردني بمجمله ؛ فرغم أنتاج كل هذه ألكميات من ألحبوب إلا أن ألمادة " المصاري " كانت غير متوفرة إلا مع قلة من الناس  ؛