
من هو صدام حسين - ج ( 1 )
هل صدام حسين كان بطلاً أسطوريا لم تلد مثله النساء ؛ أم هي مجرد خديعة يخدعنا بها البعض أم نحن نخدع أنفسنا ؛ كيف يمكننا الوصول لحقيقة تلك الشخصية ألأسطوريه التي أبهت ألملايين من المغفلين من مجتمعاتنا العربية كما أبهتتهم شخصية الزعيم الخالد الرجل ألسياسي ألخارق عبد الناصر كما يدعي الملايين أيضا ؛ لقد كان الزعيم الناصر الخالد أكثر جرأة من صدام حسين عندما أعلن للشعب العربي بأنه اخفق في الحرب وفشل فشلاً ذريعا ومع ذلك لم يتقبل الشعب بهذا الفشل واعتبر نصراً محقق " لقد فتننا عبد الناصر بخطاباته التي كان يكتبها له – هيكل – وسحرتنا شخصيته كما فتننا شخصية صدام بشاربه الفاره وابتسامته العريضة وشموخه اللامحدود ؛ نحن
وعندما نتحدث عن احد من هؤلاء الزعماء فيجب علينا توخي المصداقية ومن الضروري كشف الغطاء عن وجهه ألآخر لأن لكل إنسان أربعة وجوه ؛ نحن نصاب بالبهتة عندما يطل علينا أحدهم خاطباً ومرتلاً بطلعته البهيه ووجهه الجميل بينما يعاملنا بوجهه ألآخر في مواقع أخرى ؛ نحن وعندما نتحدث عن دول وشعوب ومصائرنجد أن مصائر تلك الدول والشعوب مربوطة بزعيمها ألأوحد وبالتالي يجب على ذلك ألزعيم أن يكون جديراً بتزعم السلطة في تلك البلد وبالائتمان على شعب البلد " أما أن يأتينا أحدهم متسلبطاً على السلطة بواسطة انقلاب عسكري فهذا ليس معقولاً من عدة نواحي أهمها أن ليس لديه من السياسة ما تؤهله الرقي بالبلد والتعامل مع الدول ألأخرى بدبلوماسيه ومهنيه عاليه ؛ كما أن معظم الذين أتو للسلطات عن طريق ألانقلابات غالباً ما يشكلون المجالس
العسكرية وبالتالي يكون كل وزرائهم من العسكريين لحين موعد انتخابات كما يدعون ولكن معظمهم بقوا متشبثين بكراسي الحكم لأجل مسمى كالزعيم الملازم – معمر ألقذافي – والرائد عبد الناصر والعقيد علي عبدا لله صالح وحافظ ألأسد الذي ورث الحكم لأبنه الذي لم يبقي على نيشان ووسام عسكري إلا وحملها على صدره وكتفيه ..!! لن أركز على مواضيع أؤلئك الحكام كثيراً لأن الموضوع يتحدث عن صدام ؛ فهو ألآخركان أول الداخلين لقصر عبد الكريم قاسم لإقصائه عن السلطة ؛ لقد قام كوادر حزب البعث بعمليه انقلابيه ناجحة وهو في مصر وتم تنصيب عبد الرحمن عارف رئيسا للعراق الذي مات هو ألآخر في حادث مروحيه لينصب أخيه عبد السلام ثم قاموا بالانقلاب على عبد السلام عارف وتنصيب احمد حسن البكر الذي قام صدام بتسلم السلطة منه عام 78 ليصبح رئيساً للعراق وأمينا عاماً لحزب البعث ؛ لقد بدأ صدام تاريخه بالدموية واعدم العشرات
من رفاقه في الحزب بل كان يقتل كل من يراه نداً مفترض – كما واتت بداية حكمه تزامنا مع الثورة الخمينيه فقام بإلغاء المعاهدة التي ابرمها مع شاه إيران في الجزائر ؛ لقد لمح الخميني بأن الثورة الخمينية ستمتد لدول الخليج العربي وللسعودية تحديداً مما دفع بزعماء الخليج العربي لشحن الرئيس صدام وإقناعه بأن التهديد ألإيراني سيبدأ بالعراق وما على العراق إلا أن يبادر بتأديب الخميني من خلال جيش العراق الضخم ثم دعمه مادياً ولوجستياً ؛ فقام ألإعلام العراقي بتهيئة الجيش والشعب العراقي للحرب من خلال ما تناقلته ألأخبار الحكومية من خروقات إيرانيه شبه يوميه على المراكز الحدودية مع إيران وقد وقع المحضور ودامت الحرب لمدة ثماني سنوات دون أية نتائج ملموسه سوى موت مليون جندي عراقي وإيراني وتدمير بنى
البلدين التحتية ..!! لقد أنهك الجيش العراقي وتضرر العراق مادياً بل وأصبح مديوناً بعشرات المليارات ولم يعد الجيش العراقي كما كان أيام قبل الحرب بل أصبح يعاني من مصاعب كثيرة منها تقادم آلته العسكرية وطائراته ؛ لم تدم فترة استراحة المحاربين ولم تستطيع الدولة من تلبية احتياجات الجيش من قطع ومعدات جديدة لأسباب يطول شرحها ؛ كما لم يتمكن ألاقتصاد ألعراقي من استعادة قدرته حتى اتهم الرئيس صدام الكويت بالعمل على تقويض اقتصاد بلاده وبدأت التهديدات والتلميحات توحي بأن صدام ينوي تأديب ألكويت وحاول كل القادة العرب احتواء الموقف وعرض الحلول البديلة إلا أن موقف العراق كان يرفض كل ما يقترحه الآخرون وتطورت ألأمور وتسارعت ألأحداث واستدعى الرئيس سفيرة أمريكا ولمح لها بأنه على وشك غزو الكويت عسكرياً وكان ردها بأن أمريكا ل اتتدخل بشؤون الدول مما دفع صدام على
ألإسراع بغزو الكويت وقام الجيش والشعب العراقي بسرقة كل ما طالته أيديهم من ممتلكات الدوله والشعب الكويتي ..!! لقد وقع في المصيدة ولامناص له إلا بدفع الثمن غالياً – لقد نبهوه قادة فرقه العسكرية بأن ألأسلحة التي يمتلكها الجيش العراقي عديمة النفع ولا يمكنها مواجهة أقوى قوة على وجه ألأرض مدعومة من 33 جيشاً علاوة على دعم مالي خليجي غير مسبوق ؛ وكانت هذه إشارة من القادة لصدام بأن يقبل بحل يحفظ ألجيش ومعداته من دمار محقق والحفاظ على ماء وجه العراق إلا أن ألرئيس لم يعر أي اهتمام وتم تدمير 85 % من قدرات الجيش ومئات ألآلاف من القتلى والأسرى وفرار من استطاع من ما تبقى من الجيش ليواجهوا ثورة شعبية عارمة في النجف وكربلاء كلفت الجيش من الخسائر الكثير ؛ لقد اجتمع وفداً عسكرياً عراقياً برئاسة – سلطان هاشم زوج ابنة
صدام مع نضرائه ألأمريكيين في صفوان وتم تكبيل العراق بشروط تعجيزيه كرسم خطوط طول وعرض وعدم تحليق الطائرات الحربية العراقية في تلك المناطق وفي مختلف إنحاء العراق وكأن العراق كله أصبح محتلاً من الناحية العسكرية ؛ ثم صدرت بعد ذاك عدة قرارات أمميه من ضمنها فرض حضر شبه كامل على العراق مما أدى ذلك بتفاقم مشكلات العراق التي لم يقوى العراقيين التعايش مع اثآرها ؛ لقد قبل المسئولين العراقيين بكل القرارات إلا أن صدام بقي يراوغ ويتنصل ويماطل لحتى قبل أخيراً بدخول مفتشي ألأمم المتحدة بتفتيش غرفة – ساجدة – الخاصة بها ولم يكتفوا بل نصبوا له شركاً آخراً وقامت أمريكا بغزو ألعراق ولم يبدي صدام مرونة مع ألأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتم غزو العراق بالكامل ؛ قبل غزو العراق قام
ضباط الحرس الجمهوري وقادة الفيالق بتقديم النصح لصدام بأن أمريكا جادة بتهديدها وستحتل العراق بسبب عدم التكافؤ بين قوة أمريكا الجبارة والجيش العراقي وأسلحته الهشة إلا أن صدام راهن على على النصر ثم عدم إقدام أمريكا على تنفيذ تهديداتها وتطبيقها عملياً ؛ لقد بدأ الغزو وانتهى باحتلال العراق وانهيار الدوله والجيش العراقي ..!! لقد سادت الفوضى ونهبت أملاك ألدوله واستفحل اللصوص وقطاع الطرق وغاب ألأمن وهجرت الناس لدول الجوار وأعيد العراق للعصر الحجري وتم ألقاء القبض على كل كوادر الحزب والدولة والجيش العراقي وأعدم من أعدم وسجن من سجن وتم إعدام صدام ؛ هنا لابد وأن نسأل انفسنا نحن المفتونون بشخصية صدام أثناء حياته والباكين عليه بعد وفاته عن إنجازاته وما قدمه للشعب




ساحة النقاش