كان المرحوم أبي أحمد فلاح سومي متمكن وكان أحد ألنحالين الأكفاء ؛ لم أكتب هذه المقاله للتكريم تحديداً بل للتحدث عن الخيانه والفساد الذي تعرض له ذلك الرجل قبل مالايقل عن الخمسين عام ؛ لقد كان الرجل من الفلاحين الفاعلين الذي لم تكن تهدأ وتتوقف أدوات عملهم  يوماً عن العطاء ؛ فكان منتجاً لامستهلكاً يحرث ألأرض ويزرع الغلال والأشجار وكان يقف على رأس عمله بجد ونشاط ؛ لقد أبدع الرجل ببناء مملكة النحل الخاصة به بيديه وكانت تسمى ألأماكن التي يعيش فيها النحل وينتج عسله فيها بالدناديك الطينيه التي كانت تنتج اجود انواع العسل ؛ أما أم احمد فكانت تتمتع بنشاط لايقل عن ما يتمتع به أبو احمد ؛ فكانت تمارس عملها طيلة يومها بنشاط وأسست  مملكة طيورها الخاصة بها وأشرفت عليها لتنتفع العائلة من بيضها ولحومها وبيع ماكان يزيد عن الحاجه من صيصان وبيض ؛

كانت ساحة المنزل ملائمة لتربية الطيوربسبب تضاريسها ووجود ما يسمى بالعراق التي كانت  دجاجات  أم حمد تضعن البيض فيه بحيث لم تكن ولو دجاجة واحد تضع بيضها في مكان آخر؛ معظم دجاج أم أحمد من النوع البلدي الذي يمتاز بخواص عديدة من أهمها الشرف  وعدم التفريط بمجهود من تشرف على تربيتها وتقدم لها كل متطلباتها ؛ لقد ارتكبت أم أحمد خطأ فادحاً تمثل بتوسعة مملكة طيورها بحيث قامت باستقدام  طيورالحبش من قرى الجوار ومن سوق الدجاج من أصول لاتعرفها ومنابت مثيرة للجدل ؛ لقد كانت طيور الحبش في غاية الذكاء والدهاء والغدر والخيانه ؛ لقد بدأت بإنتاج بيضها وتمكنت من نفريخ أعداد كبيرة من كتاكيت الحبش وصارت تمشى رهواً بأعرافها ولغاليغها المدلاة على صدورها ؛ وعندما اكتملت أعدادها وكثر

إنتاجها صارت تمارس الخيانة والغدر بأم احمد بحيث أصبحت  تأكل العلف وتحضى برعاية إلا أنها وجدت مكاناً سرياً تضع بيضها فيه لحرمان أم أحمد من ألإنتفاع منه ؛ بل وتسول للدجاج البلدي بانتهاج نفس ألأسلوب المتبع لديها  ؛ لم تقبل إلا قلة من الدجائج بخيانة أم أحمد ؛  ولكن وماتبقى من الدجاج لم يقبل بالتنازل عن إنتماءة لتلك ألأسرة ورد الجميل لمن تعلفه وتشرف على خدمته وترعاه  وتحميه من الثعالب والكلاب ؛ لقد حصل تنافر وتبادل تهم  وعراكات بين ديوك الدجاج البلدي وألمختالين من ديوك الحبش أفرزت  نوع من العنصريه لدى الطرفين مما دفع بأناث مجتمع  الحبش لوضع بيضها في بنك خاص بها لايستطيع أحداً من إكتشافه والوصول إليه ؛ لقد كانت في جهة المنزل الغربية شجرة صبر عملاقه تمتد لعشرات ألأمتار تشكل سوراً

إستراتيجي من الجهة الغربيه ؛ ولقد كانت طيور الحبش الفاسده التي وجدت مابين جذوع شجر الصبرالمتراميه على ألأرض مكاناً ً تضع فيه بيضها فيه واتخذته كبنك ؛ ولقد بدأت ام أحمد تشكو قلة إنتاجية الحبش من البيض بل لم تجد بيضة واحدة في العراق المكان االمخصص للمبيت و للمبيض إلا القليل من بيض الدجاج الوطني  ؛ ؛ لقد كان طيراً واحداً من ألحبش يلتهم من العلف مايشبع عشر دجاجات ؛ وكان لايترك أي اثر إذا ما تمكن من السطو على – طباقة الخبز --!! وأصبحت طيور ألحبش بنظر أم أحمد غير منتجه ولامجديه إقتصادياً بل مستهلكه –  تقاقي في ساحة المنزل وتبيض خارج الخم " برا ؛  لقد كنت ماراً من جانب تلك الصبرة صباحاً بحيث سمعت حراكات وإرهاصات غير طبيعيه داخل الصبرة فدققت النظر وإذا بإحدى الحبشات

يرافقها ديكها تقوم بوضع  بيضتها في عش مموه بين ألقش   وغادرت المكان  ثم تبعتها حبشة أخرى بصحبة ديكها وهلم ماجرى؛ لقد ألقيت نظرة وياللهول عشرات البيوض موجودة بالعش ؛ لقد أحضرت قفة قديمة وقمت بتعبئة البيض وكان العددوصل 70 بيضه وذهبت بها للبيت وتمتعت بغنيمتي ؛ لم أكن ألوحيد الذي سطوت فهناك الكثير سطوا مثلي ؛  أما أبو أحمد فقد عانى من فساد الحراثين التي كانت تحفرالدناديك وتدخلها بأسلوب إرهابي وتلتهم العسل وشهده وترهب وتأكل النحل أيضاً ؛ كما وعانى من فساد الخلندات التي كانت تقتلع جذورمحاصيله في أرضه بمحيط  سوم ؛ ليس فقط أبو أحمد من عانى من مثل هذه المشكله أناس كثيرون عانوا مثله ؛ فعندما يقوم أحدنا بالتطاول على ألمال ألعام يقوم بإيداعه منهوباته ببنوك بريطانيا  باسم زوجته وأولاده  لكي يتفادى الملاحقه القانونيه والمصادره ؛ ولكن نحن لانعرف هل هم تعلموا هذا الفن في ألخيانة

من طيور الحبش أم هي تعلمت منهم ..!!عندما تفتقد أغلى ألناس وعندما تتركك روحك جسد من دون روح  كما فقد ألأردن بعض رجالاته – الثقاله -؛وعندما كانت لك طريق في الحياة ؛ شيئ تجد وتجتهد لبلوغه شيئ تعطي له نفسك وروحك وفجأة ومن دون إنذار يتركك منفرداً حزيناً تائهاً حائراً مهموم ؟   أن يطعنك أحدهم من الخلف  فهذا ممكن ولكن وان تلتفت وتجده أعز الناس إليك ؟؟؟؟ فكارثة ...!!! من المؤسف أن تبحث عن خلً وفي  هذا العصرفمن الجائز أن تتأبط خائناً  لأننا في عصر الخيانه – وتبحث عن مايسمى بالحب في قلوب جبانه ومعظمنا جبناء.....إن من اكثر الناس حقاره وخيانه هو من ينقلب عليك ويعطيك ضهره وأنت في حاجة نجدته ..!! أيها الخائن أي كنت !!! صديق أم حبيب وطني أم متوطن لوكانت كل قصة تنتهي بالخيانه لأصبح كل البشر مثلك ...!!!!!!