عندما يخفق احدنا بالوصول لنتيجة تخص مشروعا ما سرعان ما يأتينا بمبررات ما أنزل ألله بها من سلطان هو نفسه ليس على قناعة بها ؛ في محاولة منه للتهرب من الحقيقه  ؛ لقد خلق الله لنا ألعيون كما وحبانا بعقول وحواس ولو لم يفعل لما كان هناك من فارق بيننا وبين البهائم ؛ نحن كبشر نعرف بأن الكثير من لناس يعيشون بيننا ونتعامل معهم على أنهم من ألجنس ألبشري وهم في حقيقة ألأمر بعيدين كل ألبعد عن هذا ألجنس ؛ وهؤلاء الذين وصفهم القائل بأن بينهم وبين التفاهم سوء تفاهم ..!! ؛ لقد كان ألتنحاء  ينقل محاصيله الزراعيه من أكداس الكرسنه والقمح

والعدس بواسطة بهيمه المضفر ولكن لم يكن يختار الطريق ألسليم الذي ينبغي على حماره سلوكها لإيصال أكداس محاصيله لقبة  البيادر؛ علماً توجد هناك طرق بديله في منطقة جنوب غرب وشرق سوم ألأولى طريق النعيج القروديه ؛ والثانية طريق النعيج  كرم الحاج مطلق ؛ و الطريق المنحدرة بجانب كرم الحاج المرحوم عبدا لله ألعبده ؛ وهذه الطريق المحاذية لكرم الحاج عبدا لله  عبارة عن منحدر يبدأ بتعرجات صخريه ضيقه ولا يستطيع أي حمار سلوكه إذا ما كان محملاً بأحد ألأحمال المذكورة ؛ ولكن كان الرجل مصراً بصورة  دائمة على توجيه مقود حماره لسلوك تلك الطريق الوعر" وكانت غالبا ًما تؤدي به عبقريته للوقوع في المآزق التي غالباً ما كان ينتج عنها انقلاب الحمولة وتفركشها "  وكان بعد ما يقع بتلك المشاكل

الفنيه يسوق الحمار لما بعد المضيق الصخري ويستنفر صبيته لجمع ما تبدد من الحمولة ثم يقوموا وبنقلها وتحميلها من جديد ليوصلها بصعوبة بالغه ؛ لقد كنا نراقب المشهد الذي كان يتكرر بصورة شبه يوميه عندما كنا نلعب – المسحيشيه – بالقرب من مضيق طريق الحرير ؛ وفي أحدى ألأيام رأينا نفس الحمار ونفس الرجل ولكن كان حجم الملف المحمل على صهوة أبو صابر ذا حجم هائل – لبش مقثاه –  وقد بدأ يأخذ مساره بنفس الطريق فشدنا الفضول لمشاهدة تلك المشهد الرائع والموقعة العظيمة التي  كان متوقع حدوثها في المضيق ؛ نعم لقد كنا على مقربه ونراقب المشهد – الحمار بدأ بالولوج في مضيق الدردنيل – هناك حبات جعبور مدلاة  من

أللبش – لقد حاول الحمار التهام أحداها وبدأ يلف رقبته لليمين بينما مؤخرته تحذف للشمال إلى أن أصبح بوضع عرضي ( يعني عصي ابو صابر)  ولم يعد قادراً على ألتحرك بأي اتجاه لقد تربس ووقع الرجل بمأزق من نوع متحف ؛ لقد حاول تعديل وضعية الحمار لكن عبثاُ لم يستطيع ؛ فقلت له :صح  بدنك يا حجي فقال : أي هو خلالي بدن  ها الضفير ؛ فقلت والله يا حجي الحق عليك مش على الضفير لأنك وقعت بنفس المشكلة عدة مرات ووقع تنحاء غيرك بها من قبلك ولم تتعض وأنت تعرف بأن الطريق ضيق ومتعرج فقال : لا والله – هذا البهيم  حمار بفهمش لو ضل ماشي دُغري ما كفت الحمل ؛ لا الله إلا الله ؛ يا حجي كيف يمكن لحمارك لحمل

هذه الكومة الهائلة من القش على قادم خشبي ولم تلبسه جلاً يقي ظهره وهاهو الدبر منتشر على ظهره ألا تخشى فيما لو نفذ صبره يسدد لك عقطه ذا قدر وقيمه ؛ لقد تمتم الرجل الذي لم يكن أمامه إلا القيام بفك أحبال الحمولة وتنزيل اللبش وتخليص الحمار الذي أصبح كبين فكي كماشة ثم تحميله ثانية " إلا أنه إكتشف مشكلة غير متوقعه – لقد أنكسر حوض أبو صابر بسبب شده من ذيله بعنف ؛ فقلت له لقد كسرت شاسيه الحمار فلو كنت  أسلكته طريق القروديه لما خلعت ضهره  فقال : الطريق قاسيه عاالبهيم  قلت : لماذا لا تسلكه طريق الخله من الجهة لشرقيه المحاذية لكرم الحاج طالب فقال – بعيده عاالبهيم ؛ طيب يا أخ طبره  هناك طريق أرحب وهي المحاذية لكرم الحاج مطلق فقال  - بعصلج فيها البهيم  ؛ وقال محتجاًً بلهجة هجوميه  – يا أخي بعدين انت  شو إلك بمصلحتي ..!! لقد

أفحم الرجل نفسه بما أتى به من مبررات ولم يعترف بفشله ؛ تبريرات غير مقنعه يأتينا بها كل من يقع بمأزق ويفشل بمشروع ويتعثر بمطب ناتج عن سوء تخطيط ؛  لقد تيسرت أمور دولة الرئيس واستطاع بعد جهد تمرير ملف المحروقات  والضفر بالثقة من خلال التعرجات  الشعبية والمضايق النيابية  والمطبات ألإخوانيه وأتانا بمبررات ربما كانت شبه مقنعه بعض الشيئ ؛  وتمت الموافقة عليه بوعود وزرنة دزينة نواب ؛ وثارت ثائرة الشارع إلا أن دولته لم يتعض رغم التحذيرات الشعبيه والنيابيه وتأكيد جلالة الملك على رفض وزرنة النواب الذي سيكون له أثره السلبي على تمكن دولته من السيرقدماً بتمرير وإقرار ملفاته وقوانينه ؛ ربما لا يستطيع

هذه المرة تمرير ملف ألكهرباء وممكن جداً يستطيع تمريره بصعوبة بالغه ؛ كما ومن الممكن أن يسفرفيما إذا تم إقراره الوقوع في مآزق من الصعب عليه إحتوائها في خضم ألإحتقان الشعبي والجوالمشحون في معانستان ؛ والكل ينصح دولته بسلوك طريق آخر غير طريق ( المندسه ) فهناك  طرق بديله يمكنه إختيار ألأسلك  منها  ؛ ولكن ألدغري متعنت ومشكوك بطبعه الناري الغالب عليه عنصر الهواء  ولم يعر إهتماماً  لاقتراحات ونصائح ألآخرين ؛ هناك يا دولة الرئيس اكثر من خيار ربما تكون بعضها أخف وقعاً على حوض المواطن  مثل رفع سعر علبة السجائر مائة فلس تذهب خصيصاً للخزينه "إلاأن دولته يبرر بأن ذلك سيؤدي إلى تفاقم مشكلة التهريب ؛ والصحيح هو أن من الصعب على الحكومه إقناع قياصرة شركات  الدخان والتأثير على سياستهم  المافياويه بإختصار قاسيه عالحيتان ما

بتزبط معنا ؛ طيب فما المشكلة  لو قمتم برفع سعر كيلو الخبز عشرين فلس ولن يتأثر المواطن بهذه النسبه ؛ هذا ألطريق أقسى من سابقه إنتوا بدكوا تجيبولي الدور - والله قاسيه عالضيوف  ..!! هناك اكثر من حل وأكثر من طريق يستطيع  إتباعها كرفع التعرفة الجمركيه على السلع الكماليه والسيارات الفارهه وأطقم الفرش  والكنب وألأثاث الفرنسي وغيره ولكنه يأتينا بمبررات ليست بمقنعه ويقول صعبه على أبناء الذوات ؛ توجد  تحت أبط ابو زهير3 ملفات - ملف الكهرباء يتبعه ملف الماء وسيتبعهما لاحقاً بملف الخبزوسيطرح هذه الملفات وسيحاول تمريرها  وإقرارها  بأية طريقه كانت خلال ألأربع سنوات ؛ ربما يمتلك الرجل قوة إقناع خارقة وديناميكيه رهيبه تمكنه من تذليل العقبات إلا أن الحقيقة تقول بإن الدغري مش قابل يمشي دغري .....