لقد كنت اسمع بالمُحب فأعجب ؛ لقد مر شحاذاً من أمام جمعة من الرجال بينهم أحد ألصحابه ؛ وقال أعطوني مما رزقكم الله ؛ فأعطوه جميعها إلا الصحابي ؛ فسألوه عن أمره فقال : والله لو أعطينا كل من يسألونا لصرنا أسوأ منهم حالاً ..!! لقد كنا قبل الربيع ألعربي ألذي حول نصف مجتمعاتنا لمتسولين رغيف الخبز لا الورود لأنه ربيع لم ينتج لنا ولا ورده ؛ لقد كنا صدفة ما نتصادق مع شحاذ لأن معظم الشحاذين كانوا يتمترسون في الزواريب وفي ألأماكن المزدحمة خوفاً من إلقاء ألقبض عليهم
من قبل الجهات ذات العلاقة ؛ وكانت حرفة التسول تمثل وجهاً قبيحاً لا حضاري للبلد ؛ كما وكان الباحث عن المتعة يجهد نفسه بالبحث عن أحدى العاهرات وغالباً ما كانت جهوده تتكلل بالفشل بسبب قلة أعداد القحاب ومراقبة رجال ألأمن المختصين لهن وعلى مدار الساعة وبكل زمان ومكان ؛ لم نعد اليوم نعيش تلك الزمن ألذي كنا نستغرب فيه وجود مثلما نشاهده ونسمع عنه اليوم ؛ لقد فاق عدد العاهرات في الشوارع والملاهي عدد المارة والزبائن كما وفاقت أعداد المتسولين في كل مكان أعداد المتواجدين
التقليديين وكل ذلك يجري بلا رقابه بل وربما ومع تهالك وهشاشة القوانين أصبحت تلك الصور والمشاهد حضاريه ؛ هل يا ترى كبي الحصان وعدت عليه الثعالب ؛ من الذين أتوا لنا بالبنات العاهرات الروسيات وكيف استصدروا لهن جوازات أردنيه وأصبحت لديهن جُرأة للعمل جهراً بل ويعتصمن محتجات على استبدالهن ببائعات الهوى من السوريات اللواتي هن أحق من غيرهن بممارسة الرذيلة ولم يقمن بواجبهن تجاه أمراء الحرب في سوريا كمجاهدات نكاح ؛ نحن نعرف بأنه بات من الضروري
عدم تقيد هؤلاء العاهرات ألأجنبيات بممارسة الدعارة حسب العرض والطلب بل يجب عليهن تخفيض ألاسعار بتعرفه جديدة وإلا سيتوقف عملهن وبالتالي سيصبحن عبئاً جديداً على كاهل ألدوله التي ربما ستمنحهن راتباً تقاعدي أو تأتي لهن بزبائن من شتى ألأصول ؛ لقد قام ألشحاذين بتنظيم تظاهرة تزامناً مع قيام العاهرات بتنظيم مظاهرتهن ولا ندري ما تفسير ذلك فهل من رابط بين الشحاذين والعاهرات وهل ألذين يديرون قطاع المتسولين هم أنفسهم
من يشرفون على أعمال ألعاهرات كعصابات منظمه ؛ لقد وفدت ألاف العاهرات من سوريا ومن تونس وروسيا ومضيق الدردنيل ولكن لسوء حضهن وجدن بأن ألأردن يحوي في مدنه ألاف العاهرات من شتى بقاع الأرض وتحول لمزبلة لحثالة البشر وفلتر لشوائب الأمم ؛ لقد تعاظمت أعداد ألعاملات في قطاع الدعارة ومعظمهن يحملن الجنسيه ألأردنيه وأصبحن بعداد العاطلات عن العمل لعدة أسباب أهمها - أن الرجل ألأردني لم يعد يسلك طريقه للزوجة ألأولى ولم يجد من المال لينفق على
أطفاله فكيف سيذهب لشراء المنشطات من عند – الحاج متولي ..!! ثانياً إن فكر المواطن ألأردني منصب على تأمين قوت يومه وموعود بعدم قبض راتبه ومحاط بغلاء ألأسعار وجشع التجار والمطالبينه بالدين فكيف لهذا أن يفكر بمتعه وهو عاجز عن ألوصول لزوجته ألأولى ..!!إنها مسؤولية الدوله ومن الضروري صرف رواتب مجزية لهن وشمولهن بالضمان ألإجماعي وتأمينهن صحياً ومشكور سعيها ...
ساحة النقاش