لقد عايشنا تاريخ طارق عزيز منذ بداية عهده السياسي وانضمامه لحزب البعث وتدرجه بالمناصب التي شغلها بعهد الرئيس الشهيد صدام حسين ؛ لقد اتهم البعض هذا الرجل الذي كان من أبرز وألمع السياسيين في عالم السياسة بأنه خرف ومريض ومسميات لا تمت لطارق عزيز بصله ؛ من تابع اللقاء الذي أجراه على الدباغ مع طارق عزيز لابد وأن يحكم على الرجل بغير ما حكم عليه غيره ؛ لقد حاول طارق عزيز ألابتعاد عن الحديث عن خصوصيات الرئيس صدام من النواحي السلوكية وألإجتماعيه بل وأصر الدباغ على معرفة ما إذا كان الرئيس المرحوم صدام يتعاطى الخمور إلا أن طارق عزيز أكد بأن الرئيس كان قليلاً ما يشرب بعض كأس من البيرة صدفة ولم يذكر بأن الرئيس كان ماجناً ومستهتراً ؛ أسئلة عديدة طرحها الدباغ على طارق عزيز وأجاب عليها بكل صدق وكانت كل إجاباته واقعيه وكان السؤال الذي أراد أن يتوصل الدباغ ألإجابة عليه وهو - كيف كان الرئيس صدام يدير شؤون البلد والسلطة ولم يكن عالي التعليم – وكان رد طارق عزيز على الدباغ هو أن الرئيس صدام كان عالي الثقافة وحاد الذكاء إلا أنه لم يكن على قدر عال من الفهم بأمور السياسة ؛ لقد أثار جواب طارق عزيز على السؤال حفيظة المتعاطفين مع شخص الرئيس صدام الذين لا يعرفون شيئاً عن خلفيته ألسياسيه " من الذي ينكر بأن طارق عزيز مدرسة سياسية وعلم سياسي كان قائم بحد ذاته ؛ لم يصمد بيكر وغير بيكر أمام طارق عزيز وهم من شهدوا له بعبقريته ألسياسيه ؛ لقد ذهب الرئيس صدام وأصبح في ذمة الله ؛ وهاهو طارق عزيز في سجنه ؛ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو – لماذا عندما تحدث طارق عزيز عن إيجابيات الرئيس صدام وصفه البعض بالرجل المخلص وعندما تحدث عن بعض سلبيات الرئيس وصفوه بالخائن " كل من يقرأ تاريخ العراق منذ عقود يعرف بأن طارق عزيز كان بمثابة وجه العراق السياسي ولكن الرجل كان في غاية التواضع ولم يذكر شيئاً عن خصاله الذي يعرفها الجميع ؛ لقد كانت ألمقابله التي أجراها الدباغ لم يكن أجراها ليدونها للتاريخ مما جعل طارق عزيز يتحفظ على الكثير مما يعرفه ولكن لو كانت المقابلة تحت عنوان – شاهد على العصر – مع احمد منصور لكان أطلعنا طارق عزيز على ما هو أكثر .......
ساحة النقاش