صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

 ان للنور إحترامهم في مجتمعنا ألأردني كما وحقوقهم مصانه ولايختلفون عنا بشيئ ومعززين مكرمين من قبل الدوله  ؛ وللنور العديد من المعتقدات وألأفكارالتي ترسم طبيعة حياتهم التي تتسم بالقسوة وعدم ألإستقرار بأي مكان وممانعة ألإندماج في المجتمعات التي يعيشون بينها ؛ ولقد تمكنت أعداد تقدر بعشرات ألألوف من أبناء – ألريح – وهي ألاغنية المشهورة بالمتجتمع الترللي ؛ القدوم للأردن قبل اكثر من – 200 سنه – على شكل عشائرمن النورالذين يسميهم البعض ( الزط ) كما وسمم عرار  رحمه الله – مجالسهم بمجالس – ألزط – وقال ..

ياصاحبي إذا ماقضى ألسمار وانصرفوا -  فاخلع ثيابك واحمل راية النور

وعج  بنا  نتسلى  إنني  دنف  -  في  مجلس  الزط  بين  الناي والوتر..

 ويعود اصل النور لولاية – بيهار الهنديه وسبب وصولهم لبلاد فارس هو أن ملك بيهار صهراً لملك فارس بهرام بور- الذي قام بإرسال عشرة ألاف مطرب نوري وعاوف مع حواشيهم بناء على طلب ملك فارس الذي أراد إطراب شعبه بإقامة حفلات الدق والرقص على ألأنغام النوريه العريقه – وأنعم على كل واحداً منهم حماراً وثوراً ومؤونات وبذور ليزرعوا ألأرض ليعتاشوا من نماها ؛ ولكنهم لم يستسيغوا العمل بالزراعة وبقوا يمارسوا أنشطتهم الفنيه المعروفه بالدق والرقص  ؛ وعندما نظبت مؤونتهم وفدوا على الملك ليعطيهم مؤونة جديده فغضب وطردهم من بلاده  وارتحلوا يضربون ألأرض ؛ وانقسموا خلال رحلتهم لثلاثة اقسام ؛ ذهب احدها لبلااد الشام والثاني لبلاد مصر والثالث لأرمينيا والمناطق الروسيه لينتهي تاريخهم القديم ؛ ثم بعد ذلك

تشرذموا ووصل قسمم لآسيا الصغرى وقسم لغرب أوروبا والبرتغال واسبانيا التي تعيش فيها أشهر عشار الغجرمنذ نهايات العهد العربي ليشكلوا أبرز ملامح اسبانيا المعروفه من رقصة – الفلامنكو – ومصارعة الثيران ؛ ولكن وعندما نجتمع مع أحد مؤرخيهم من أصحاب الشنبات الفارهه التي تصلح لتكون كمهبط بط مهاجر – ونسأله عن أصل النور ينفي بأن أصلهم من الهند ويدعي بأنهم عرب أقحاح من بني – مره - مستندين على رواية – حرب البسوس وسالم الزير؛ الذي أذاق بني مرة الويلات وشتت شملهم واشترط عليهم عدم ركوب الخيل لأبد ألآبدين ولايزالون لايركبون  سوى الحمير ولايعرفون  الراحة ؛ وهاموا في الصحاري والبلاد ولاقوا مالاقوا من الظلم كما تقول روايتهم ؛ وكلنا نعرف بأن النور لايقبلون ألتعايش والاندماج مع

مجتمعاتنا ؛ كما ان النور لايدرسون ابنائهم في المدارس ضناً منهم أن ألأحرف الهجائيه من صنع الشيطان ؛ ولكن ألنور في ألأردن يختلفون عن غيرهم من النور؛ فقد عزفوا عن العيش بالخرابيش  وصاروا يبنوا الفلل والقصور الراقيه   ووٌسم العديد منهم  بالبشاوات والشيوخ - مجالي -؛ كما يحصل ألآن مع العراقيين والسوريين الذين هربوا من خيم ألأمم ألمتحده وانتشروا في قريه ومدينه أردنيه تحت إسم - رجال اعمال كما تدعي الدوله ؛ كما أن أبنائهم يدرسون الدراسات العليا ؛ ومنحتهم دولتنا الحنونه جنسيات أردنيه أسوة بغيرهم من ألذين لانعرف لهم منشأ ولا منبت وبالتالي أصبح المجتمع

ألأردني خليط من البشر  ومن شتى ألأصول والمنابت ؛ وأبناء النور لهم حقوقهم  كأبناء  المواطنين  ألأردنيين في التوظيف  وحتى في الجيش وشملتهم كل الميزات التي يحضى بها الأردني من ضمنها الضمان ألإجتماعي ؛ وإن لهجتهم طرأت عليها بعض التطورات التي لم تنال من جمال نسائهم وبناتهم  الشغوفين لمزاولة ألرقص والطرب والعزف على الربابه الذي يدمع العيون حيناً ويشجي ألأنفس أحياناً ؛ وتلك هي الروح الغجريه ؛ ولقد جسد لنا شاعر ألاردن " عرار صور حياة النور في اشعاره وبإسهاب وتحدث عن معيشتهم في ألأردن في خرابيشهم بأجود القصائد الشعريه ؛ ولقد كان عرار يعتبرهم أردنيين أقحاح ولقد تعشق – بسعاد النوريه الذي كان يلوم الوشاة على تعشقه بها قائلاً

مالي على الناس من سكري وعربدتي- مالي على الناس من جودي وإحساني ..

 مالي على ألناس أن  أهوى  مكحلة -  بين   الخرابيش   أهواها   وتهواني 

التي وكما قرأت  عنها بأن المغفور له الملك عبدالله أومأ لمتصرف إربد آنذاك والتي كانت تربطه علاقة حميمه مع - رتيبه النوريه هو ألآخر - بالقيام بترحيل سعاد وأهلها للكرك لينظر ماذا ستكون ردة عرار؛ ونفذ ألأمر وعندما نظر عرار  ولم يجد خيمة سعاد أنشد قائلاً وبحرقه ..

ذهبت سعاد فيا لعظم شقائي – إن الصخور تفتت لبكائي ..

فحزن ألملك وأشفق عليه وامر بإعادة سعاد لمكانها وكان ينتظر ردة فعل عرار الذي قال عند عودتها ..

نشرت سعاد ثيابها فوق الجبل – فسكرت وملت صحبتي من الثمل ..

فعاتبه الملك على ذلك ولامه قائلاً شعراً لم أذكره لئلايطول المقال ..

هناك عادات وسلوكيات لايمكن للنورالتخلي عنها " ومنها أنهم لايقبلون تغريب نسبهم لغيرهم  كما نغرب بناتن لمصر وللسعوديه حتى لأبناء الريح أنفسهم ؛ كما ولايزال النور يتحدثون بلغات لايمكن فهمها وغالباً ماتكون لغتهم ليست لها قواعد ولاهجاء ولاتراث فهي قائمة على – السنسكريتيه والعديد من المفردات الفارسيه والعربيه خليط عجيب ؛ ولكن ربما الجيل الحديث منهم تأقلم مع لغتنا ؛ ولقد تشرفت في الجلوس في أحد  خرابش النوروعملت حواراً مع أحد النور وسألته عن أوضاعهم فقال بأنهم أردنيين أقحاح - بتشديد القاف - وينالون حقوقهم كاملة غير منقوصه ولقد دخلوا معترك الحياة ألنيابيه ألأردنيه ولايزالون يسعون للحصول على المقعد النيابي  وسيحصلون عليه شئنا أم أبينا ؛ ومنهم من يرتل علينا من

إبداعاته الغنائيه بالتلفزيون ألأردني لغاية الساعه ؛ فسالته هل هناك من فارق بين ألمواطن ألأردني وألمواطن وألأردني النوري فقال : أن الرجال النور أسود وألرجال ألأردنيين ليسوا أسوداُ ؛ فشدني الفضول لمعرفه هذا السروالفارق القاتل فقلت له : ألا تفسر لي هذا فقال : بأن الرجل النوري لايخرج من الخربوش إلا للضروره وعلى الدوام تجده في عرينه جالساً امام بكارجه ودلاله  كالأسد " الذي تقوم باقي الحيوانات الضواري بجلب ما تصطاده وتقدمه  لجنابه ؛ كما تقوم النسوة والبنات النوريات  من خلال سعيهم المتواصل  في ألشوارع للإنفاق على ملك الخربوش ؛ والرجال النور يتنكدون عندما تلد نسائهم الذكور لأنهم غير منتجين  .!!. ولقد قمت بتوجيه سؤال لهذا الرجل ألنوري المحترم

وهو- لماذا لم تعد تجارتكم الذي كنتم تمارسوها سابقاُ كصناعة - الغرابيل مثلاً وبيعها فقال : باي عليك باي " ألا تعرف بأن أسعار الحمير تصاعدت منذ عشرين سنة وعادت بالإرتفاع مع هبوب الربيع العربي ؛ فقلت له " وما دخل الربيع العربي بجلود الحمير واسعارها والذي أعرفه بأن ربيع الحمير قد إنتهى أمره - بحاكورة المرحوم - النجار؛ فقال : ألا تعلم بان هناك حملات منظمه للقضاء على الحمير ؛ ألم تشاهد كيف أعدم الجيش السوري أرتالاً من  ألحمير ميدانياً ؛ كما وأصبح سعر الحمار بالشيئ الفلاني وأقل من سعر الإنسان العربي بكثير؛ نحن لم نعد نصنع مثل هذه ألأدوات اصلاً لأن الناس لم تعد تستخدم الغرابيل ولمتعد مواسم الحصاد كما كانت كيف وسعر كيس القمح بتشديد

القاف  بخمسين دينار ؛ لقد أفحمني ألرجل ؛ وأفهمني بإن حياة السوريين الذي هاجروا من بلدهم لهي أسوأ من حياة - بني مره بكثير ؛ وقد تحول الكثير من الرجال السوريين الهاربين لأسود ؛ كما وأن شرائح كثيرة من الأردنيين ستنظم لعالم النورنه يا بعد قلبي  ؛ وإذا ما أردت سأدلك على  الكثير من ألأردنيين  ياحجي يستأسدون أحياناً وهناك من يقومون بدراسة

ألأسدنه للوقوف على جدواها ألإقتصاديه بسبب الفقر وعقم القوانين وهشاشتها ؛  كما وهناك من يدفع بهم ترغيباً وترهيبا لترويضهم ليتم تحويلهم لمجتمع أسود ونحن أبناء الريح لانرغب بوجود منافسين..!! نحن ألأردنيين لانريد أن نتحول  أسود( زُط )  فقط نريد البقاء كما نحن - قرود - ويتطلب من ذلك أن نكون في غاية الحذر من الفتن والدسائس وإلا سنصبح أسوداً وسيتحول مجتمعنا المثالي  المترابط لمجتمع - ترللي ....

.......

 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 437 مشاهدة
نشرت فى 6 فبراير 2013 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

196,528

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏