نحن كمسلمين غالباً ما نتعامل بالأحاديث الدينية الشريفة كونها أهم مرجع نتبعه في كل أمور حياتنا وأعمالنا ؛ فهي تبين لنا الحلال من الحرام ؛ كما وفيها من النصائح والإرشاد ما يجعل كل عمل نقوم به نقوم به أكثر صواباًً – ولكن نحن ومن خلال تعاملاتنا نسمع مئات ألأحاديث ؛ ففي المساجد يتحدثون بلغة ألأحاديث ؛ وفي ألمناسبات ألاجتماعيه كلها يتحدثون بالأحاديث الدينية ؛ ليست المشكلة في سرد ألأحاديث بل مشكلتنا تتمثل
بالذين يأتونا بأحاديث مشكوك فيها وربما من ألإسرائيليات وعندما يقوم أحد العارفين بالإشارة وتنبيه بعض الذين يتناولون مثل هذه الأحاديث بأنها ليست محققه سرعان ما يجيبه ألأخ –المتفقهن- بأن هذا الحديث صحيح ولم يأتي به من بنات أفكاره ؛ وكلنا نسمع بمثل هذه ألأحاديث الغير محققه من هذا وذاك ؛ أنا اجزم بأن لا يوجد عالم ديني في هذه الدنيا يحفظ كل ألأحادي المنسوبة لرسول الله (ص) لأنها وكما روى ألإمام احمد رحمه الله الذي قال
" صح من ألأحاديث – سبعماية ألف وكسر؛ وحمله أهل العلم على ما يشمل ألأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ؛ كما وذكر الإمام البخاري رحمه الله – أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيحة ؛ وحمله أهل العلم على اختلاف ألأسانيد مع تكرار المتون ؛ وذكر ألغمام النووي رحمه الله – أن ألأحاديث الصحيحة " أي المحتج بها فتشمل الحسنه " قريب من عشرة ألاف ؛ وهذا العدد قريب من عدد ألأحاديث في صحيح الجامع للشيخ ألألباني
– أكثر من ثماني ألاف " وعد ألأحاديث في صحيحي بخاري؛ وبالتالي ليس هناك من من ثقة بما يرويه البعض من ألأحاديث ؛ فالأحاديث النبوية ألشريفه المحققة واضحة لكل إنسان مطلع ؛ بحيث يستطيع التمييزيين الحديث الصحيح من الحديث المنسوب ؛ هناك من يدعون بأن هناك تناقض بين أقوال ألرسول (ص) والقول بوجود تناقض إما ان يأتي عن عدم المعرفة بعلم الحديث بحيث لا يميز القارئ بين الحديث المحقق والغير محقق ؛ فيورد
التعارض بين أحاديث لا وجود لها ولا أصل ؛ أو يعارض حديثاً صحيحاً بآخر مختلق ؛ أما أن يأتي من عدم الفقه في حقيقة المراد بالنص ؛ نحن اليوم في مشكله وخيمة سببها عدم قيام أصحاب الشأن بالقيام بفرز ألأحاديث المحققة عن غيرها من المزورة ؛ لأن هناك أناس يتبنون أحاديث في سلوكياتهم وتصرفاتهم ولا يعرفون هل هي محققه أم مدسوسة وليست كل الناس متفقهة بالدين وضالعة في تفنيد ألأحاديث وتبني المحقق منها ؛
وكثير من الواعظين يأتونا من خلال خطبهم بأحاديث لا تمت بالمحققة والمدسوسة بصله ؛ وهي عبارة عن أحداث خرافية حدثت مع النبي (ص ) وليس له بها أية علاقه ؛ نحن لسنا علماء ولسنا كلنا متفقهين بالدين ؛ ولكن وعندما يقوم أحدنا بطرح حديث ديني يجب عليه أن يكون قد تحقق منه وإلا كان سكوته اجدى نفعاً من تحدثه ؛ كما وهناك شيوخ يتحدثون عن خرافات استنبطوها من كتب ألف ليله وليله ولم نكن نعرف هل شخصية أمثال هؤلاء محققة أو مزوره أصلاً فقط ملتحووووووووووووون ..
ساحة النقاش