صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

 


لم تعد ألناس تهتم بموضوع فاكهة ألأدب إلا ألقليل من المثقفين ذواقي الشعر؛ لقد كان الشعر حديث العرب ينساب من أفواه بعضهم انسياب الرحيق من قوارير العسل ؛ كما وكان يخرج من أفواه آخرين كنفث السُم ؛ ولقد كان يقتصوا ت العرب تهتم بالشعر أكثر من اهتمامها بأية أمور أخرى إلا قلة قليله ؛ وغالبا ما كان الشعراء يركزون بأشعارهم على المدح والهجاء والفخر والرثاء ؛ فكان بعض الشعراء ينظمون ألشعر المادح وكانوا يمدحون بشعرهم الخلفاء والأمراء والقضاة واعيان ألقوم وعاليتها؛ وكانوا يحضون بالعطاء من هؤلاء ؛ فلقد كان

الخلفاء يجزلون العطايا المادية وكانت بعض أعالي القوم والقضاة والولاة يمنحون المال ويأمرون بالخلع ؛ وكان معظم الشعراء يتخذون من أشعارهم مصدر رزق لهم ؛ ولكن كان غيرهم من الشعراء يهجون الناس أيضاً مقابل ألأجر وكانت تستأجرهم الناس وبالتالي كان الشاعر الذي ينظم الشعر المادح والشعر الهجائي يطمح بنوال مقابل ما نظم من شعر؛ هناك ألآلاف من هؤلاء ممن نسميهم فحول الشعر كجرير والفرزدق وأبي العتاهية والحطيئه والنابغة

الذبياني وغيرهم ؛ ولكن لم يقتصر نظم الشعر على هؤلاء الفحول فلقد كان هناك من يقولوا الشعر في معشوقاتهم ومنهم كان يقول الشعر بالخمر والطير ويتعشق بالقمر والنهر؛ ومنهم كان كان متخصص في الرثاء ومنهم كان متخصص بالغزل كعمر بن أبي ربيعه ومنهم كان مختص بأشعار الزندقة ويفتخر بالزنا ؛ هناك أساليب لاحصر لها كان الشعراء يتبعها ؛ وكان من بين هؤلاء الشعراء

من ألأمراء والسلاطين حتى بعض الخلفاء نظموا الشعر ؛ وكان كل الخلفاء يتذوقونه ويطربون لسماعه إلقاء وغناء على ألآلات كالعود والطنبور والدفوف ؛ لقد كان في تلك الحقبة الزمنية السحيقة من هم في غاية الذكاء والحرفية في نظم الشعر؛ وهؤلاء كانوا يحملون أشعارهم لبعض ألأغبياء كانوا قد ارتكبوا جرماً بحقهم كرسائل لأهاليهم ليقتصوا منهم كما فعل الزير سالم بالعبدين اللذان قاما بقتله

حيث حملهما بيت من الشعركرساله لأبن أخيه الجرو والذي ترجمتهما أليمامه التي كانت غائبة العقل وهما ..

ألا مُبلغ الحيين أن مهلهلا  * لله دركما ودر أبيكما ؛

وعندما أبلغ العبدين هذا البيت للجرو لم يفهم حل لغز البيت فأكملت اليمامة شعر عمها الزير حيث قالت ..

ألا مُبلغ الحيين أن مهلهلا   *  أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلا..

فأمر الجر وبقتل ألعبدين ؛ ولقد كان أبي العتاهية سمع بأن الخليفة المأمون إختار أبي نواس ليؤدب ولديه ويعلمهما ؛ وكان أبي ألعتاهيه على دراية تامة بأفاعيل ألنواسي وألاعيبه ؛ ولكنه لم يجرؤ على انتقاد المأمون ولا مفاتحته بالأمر فقام بكتابة

 رقعة كتب فيها بيتين من الشعر يوضح من خلالهما للمأمون نوايا أبي نواس وأعطاهما لأحد غلمان المأمون ..

قل للأمين جزاك ألله صالح  *   لايجمع  ألله   بين  السخل   والذيب

فالسخل يعرف أن الذئب آكله   * والذئب يعرف ما بالسخل من طيب ؛

فقام ألمأمون بعزل أبي نواس عن ولديه وأمر بحضور أبي العتاهية ألذي كان قد هرب للرقة خوفا من عاقبة ما كان قال للمأمون ؛ لم نسمع بأن أحداً من هؤلاء الفحول من الشعراء كان درس في ألجامعه الأمريكية وتعلم الأدب ألعربي ألذي وكما تعلمون يدرس في ألمانيا وأوروبا أليوم ؛ ولم تكن بتلك ألأيام الخوالي شهادة – د – ولا ماستر ولاحتى الثانوية ؛ لقد كان هناك ما يسمى  - بالمربد –

وهو عبارة عن مكان كمجمع النقابات تجتمع فيه ألشعراء والأدباء ويتطارحون الشعر والأدب وكانوا مبدعين بنظم الشعر ويتبارزون بالقوافي ؛ فلقد قال هؤلاء من الشعر ما يسحر العقول ويذهل ألألباب فكانوا لايتكلمون إلا بالشعر ولا يطلبون شيئاً من احد ألا وكان الشعر سيد ألمنطق ولسان الحال ........

 

 

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 115 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2012 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

190,937

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏