في الماضي المنصرم لم نكن نعرف ماهو لتلفون ؛ ففي بداية الستينات كانت ألدوله تقوم مشكورة بتزويد مختار القرية جهاز تلفون يعمل – بالمانويل – أو على شاكلة بابور الكاز – بحاجة لدك مستمر من يمين المختار النمشي ؛ ولقد كان هذا الجهاز موصول بشبكة من ألأسلاك المتصلة بدورها ببطارية الجهاز والتي يقارب حجمها حجم بطارية السيارة ؛ ولقد كان يقتصر استخدام هذا ألجهاز على التبليغ عن ألجرائم التي كانت تحدث بكل زمان ومكان ؛ ثم التبليغ عن سرقات البقر والدكاكين ؛ وكانت غالبية الناس توسم المختار( بالداسوس ) لأنه يقوم بإبلاغ رجال الدرك ألمرعبين بكل شاردة ووارده تحصل في القرية وسرعان ما يأتون على الخيل ؛ فلنتجاوز السنين في سبيل ألاختصار؛ نحن لم
نعد نهتم بشيء بهذه ألأيام إلا بالتلفون الذي تحول إلى نقمه بدل نعمه ؛ معظم الشباب والشابات أصبح شغلهم الشاغل هو التلفون ؛ فالشاب الذي يجد نفسه قابعاً في الفراغ أصبح يستعين بالتلفون ليقطع به الوقت ؛ فيشاهد مالذ وطاب من الصور ألإباحية المحشوة بذاكرة الهاتف ؛ وعندما يشعر بالملل يشرعبتعبئة أرقام غير معروفة لديه مسبقا ولا يدري لمن تعود ؛ ثم يقوم بأ لإتصال بها في سبيل ألتصيد لأحدى البنات ؛ فإن ووفق بالتعرف على أحداهن فقد أنفق وبصورة دائمة نتاج عمله على شراء البطاقات والقيام بشراء أحدث التلفونات ؛ وغالباً ما يقع هذا المتعثر بمطب فأحياناً يرد عليه عالم دين فيعتذر وأحياناً ترد عليه امرأة فتقوم بتوبيخه وتهزأ ته ؛ وكذلك العديد من البنات ينتهجن نفس الأسلوب في
سبيل الوصول لمن هو على نفس الشاكلة ؛ ليس كل هذا مهماً ؛ إن بعض ألأمهات والآباء وفي سبيل المفاخرة يقومون بتعليم ألأطفال على إستحدام ألهواتف الخليويه ؛ ومعظمكم شاهد طفلاً أو طفلة لاتتعدى أعما رهم السنة ونصف يتجولون في ساحات المنزل واضعين الهاتف على آذانهم وتسمعوهم يتحدثون واهمينً وكأنهم يتحدثون مع غيرهم فعلاً؛ ؛ والأمر من كل ذلك هو ان العديد من الناس تراهم عندما تجتمع بهم في مجلس يقومون ببسط هاتفين أوثلاثه من أنواع غالية الثمن أمامهم وكأنهم يعملون في البورصة – ودبلوماسيين او رجال أعمال؛ وهم في الحقيقة يحملونها في سبيل البذخ والترف المزيف وبعظهم لديه فواتير ماء وكهرباء مكسورة ..!! وكلكم سمعتم بالمحترم الذي قام بدفع – 2700 دينار ثمن الهاتف – أيفون - 5؛ لقد أصبحت الهواتف سبباً في تفكك
العديد من ألأسر وحط بعضها في الحضيض بل ودمرتها ؛ وهناك الكثيرين قابعين في السجون بسبب الخلويات ؛ كما أن هناك ألاف القضايا في أدراج المحاكم بهذا الخصوص ؛ إن هم الشباب والصبية والبنات هذه ألأيام هو شراء وحمل أحدث الهواتف ولو على حساب مصروفه الشخصي ودخل أسرته الذي في الرمق ألأخير؛ لقد أصبح ألأب لا يرى أبناءه أو يجتمع بهم إلا في المناسبات ؛ وغالباً ما يراهم صدفة ؛ هناك أحمد منشغل بمكالمة مشبوهة على سطح المنزل ؛ والصنديد إيهاب يقوم بعمل إعدادات صوت وصوره وانترنت ؛ ولآنسه ملاك تقوم بضبط البلوتوث ؛ والوالدة تتصل بالجارة تسألها عن ورق الدوالي ولأخرى تشرح لها عن تصنيع البقلاوة ؛ بعض أفراد العائلات أصبحوا كالخفافيش كل عالق بمكانه يمارس هواياته بطريقته ؛ ولكن كيف لهؤلاء
ليركزوا على دروسهم وأعمالهم ؛ فالموظفة الذي في المكتب بتقلب بالتلفون ؛ وموظف لاستعلامات بشقلب بالتلفون ؛ والبعض مش ملحق رنات ومسجات من مختلف الجهات ؛ كيف لنا لنتقن عملنا وننجح بدروسنا ونحن فاقدين المقدرة على التركيز ؛ هناك أكثر من ( 500) مليون دينار تذهب لصالح الشركات المصنعة للخلويات من جيوب ألأردنيين ؛ كما أن هناك ( مليون وأربعمائة شخص في ألأردن مشتركين في ألحاج ( فيس بك ) كما أن هناك من يستدينون من البنوك مبالغ كبيره للقيام بشراء السيارات ألحديثه ومنهم من قام برهن راتبه وبيته وأرضه لتقول عنه الناس – والله فلان ابن عز ..!! نحن عندما نتحدث عن الفساد والفاسدين أولى بنا لنقوم بإصلاح أنفسنا أولاً ؛ لأن ألفولكس فاجن تفي بالغرض ؛ وهاتف خلوي بسعر-10 – دنانير يبلغنا ألمطلوب ....
ساحة النقاش