لقد عدت مساءً لبيتي ألذي كنت لم أقم بإغلاقه وكان ذلك بسبيل السرعة والسهو؛ ولقد تفاجأت اثناء عودتي بتنهيدات تنبعث من أحدى الغرف تنذر بجود أحداُ مافي المنزل ؛ فقمت وبحذر شديد بتفقدغرف المنزل غرفة تلة غرفة وكانت ألمفاجأة ؛ لقد وقعت عيني على احد زوايا بعض الغرف وإذا ألسيد أبو صابر مرتدياً ملابس نومي ويتفرج على التلفزيون ؛ ولكن كنت قد رأيت ألحزن بمقلتيه ألكحلتان وذنبه المنكس ؛ ولكن ما أدهشني هوذهاب أذنيه لمسافة كبيرة عن مكانهما الطبيعي ومنظرهما يوحي بأنهما سيقلعان عن رأسه ؛ فشدني الفضول لأرحب به وأوجه بعض ألأسئلة لعطوفته ولكن رأيت من الواجب إعراض الطعام عليه
؛ فعرضت عليه العشاء فلم يقبل فقط يتابع ألأخبار بنهم شديد وكأنه يأكلها وكان ذلك واضحاً من حركة – براطمه السكنيتان – فقلت له مالذي أتى بك إلى هنا فهل انت حمار العزير - وهل تضنني سائس حمير..!! أم تظنني صاحب خان ؛ فقال أنا حمار من أصل ومنبت عربي وإني أطلب حقي في اللجوء السياسي في هذا المكان لحين هدوء ألأوضاع في العالم العربي و لحين تنتهي فصول الربيع المزعجة ؛ فقلت له وما شأنك بالربيع العربي فهل
هناك ربيع الحمير ونحن لانعلم ؛ فقال : إن الربيع الذي تحدث فصوله ألآن قد شملنا مثلكم تماماً ؛ لقد حيرني هذا المخلوق وقررت أن أتركه يتحدث بأريحيه ؛ فقلت وما كان دوركم في الربيع العربي والذي نجهله فقال " أنتم تجعلون منا أدوات لتعبروا بواسطتها عن احتجاجاتكم من خلال رسم صور وعبارات على سروجنا تسيء لهؤلاء الزعماء الذين ربما نحن معشر بني جحش نفوقهم ثقافة ..!! وبالتالي فأنتم قد جعلتم منا أهدافاً لقوات تلك ألأنظمة وأصبحوا يلاحقونا في ألأودية والمزارع للقضاء علينا ؛ وأصدقك القول بأننا ساعدنا
ثوار ليبيا واليمن في نقل ألأسلحة والمعدات لهم عبر الطرق والجبال مما أدى لتفاقم مشكلتنا ؛ لقد أصبحت تلاحقنا المروحيات وتلقي علينا القنابل لإبادتنا والقضاء على جنسنا بالكامل ؛ فسألته عن دور زملاءه الحمير في الثورة السورية فقال ؛ لقد كانت أعدادنا تزيد عن المليوني حمار ولكن قامت شبيحة النظام السوري بتقليص تلك العدد لبضعة ألاف بسبب القتل وألاعتقالات والهجرة من سوريا لأماكن أكثر أمناً للحفاظ على فصلينا من ألانقراض وكلكم شاهدتم ألإعدامات الجماعية بحق العديد من أقاربي وزملائي بني جحش ؛ وقد قامت فضائياتكم بنشر مشاهد إعدامهم ؛ كما أننا تعرضنا للاغتصاب وألإهانه من قبل بعض الثوار وجنود ألأنظمة الجائرة على حد سواء ؛ فقلت له ولكنكم لا تتمتعون بما يتمتع به البشر من حقوق
وليس من الواجب على البشر ليحترموكم فقال : لقد كنا في ألقرون الخوالي نحظى باحترام الناس ؛ ألم تسمع بقصة حمار جحا وحمار بشار بن برد : كيف وكنا ننظم الشعر ولم تتجاهلنا الكتب ألأدبيه ؛ لقد ذكرنا سبحانه في كتابه الكريم وقد ركبنا مكرمين معززين بسفينة نوح عليه السلام ؛ كما ولنا قصص حب وغرام وأشعار وأدبيات ونحن في غاية الرومانسية ونحن جزء من تراثكم؛ كما ولسنا مؤذين بل نحب خدمتكم ولانتواني عن مساعدتكم بالنقل والحرث وكل أنواع الخدمات دون كلل أوملل ورغم ذلك فانتم تأكلونا أحياناً ؛ كما وللأسف تستعملون السياط بجلد مؤخراتنا بل واستعمال المناخيش
لتدعونا نسرع بالمشي رغم تحميلنا أكثر مما نحتمل من بضائع .. لقد أفحمني هذا اللاجئ بذكائه وسرعة بديهته ؛ ولكن قررت أن أناقشه للنهاية " فقلت له ؛ لماذا لاتهاجرون لأفريقيا فهناك ألماء والعشب والجو الجميل ؛ فقال نحن بني جحش لا يمكننا العيش في تلك البلاد وإننا غالباً مانكون تحت رحمة الضباع والوحوش فهذه الكواسر تطاردنا على مدار الساعة بل وتحرمنا النوم خوفاً وقلقاً على كرارنا الصغيرة التي هي مبتغى أنياب تلك الضواري ؛ فلذلك نحن بينكم نشعر بألامان ولكن ومع بدء الربيع العربي أصبحنا ضائعين بين ( حانا ومانا ) كالمستجيرين من الرمضاء بالنار..!! فقلت له وبماذا تطمحون يا أبو صابر قال : كلنا نطمح بالهجرة لكردستان فهناك من يحترمونا
ويجلونا كيف ولديهم إذاعة أسمها إذاعة النهيق ..؟؟ كما وقد استحدثوا حزباً سموه حزب الحمير ولنا نصب تذكاري ..؛؛ فقلت له ولكنني سمعت بأن بعضكم يقوم برفس الناس وبعضكم يمارس استخدام أسنانه وهذا تعدي على كرامات الناس الذين يفوقوكم ثقافة ومنزله فقال : دع عنك هذا ألافتراء ؛ نحن نقوم بعقط من يستهين بكرامتنا وشرفنا وهذا في سبيل الدفاع المشروع عن النفس وأقره مجلس الأمن والأمم المتحدة وجمعيات الرفق بنا ؛ والأهم من ذلك هو أن من بين عشرة منكم يوجد على ألأقل 3 مستحمرين وحمارين بشريين وثقافتنا تشرفهم فقلت له صدقت يا أبا صابر.. ولكن قلي متى ستغادر لكردستان لكي يجتمع شملك بالبر زاني وفصيلة ؛ ولكن أرجوك ان لاتزعجني بنهيقك فقال ؛ لم أزعجك وربما صوتي أجمل من صوت على عبدالله صالح ...؟؟؟ : عندما تسمح لي الظروف وتصبح الطريق سالكة وكما تعلم نحن مطلوبين إحياء وأمواتاً ؛ فأيقنت بأنه لن يغادر لحتى قيام ناقة سيدنا صالح ..........
ساحة النقاش