هي قصة قديمه ربما بعظكم سمع بها ولم يسمع عن تفاصيلها ؛ ربما لدي بعض المعلومات عن تلك القصة سأطرحها على طرحها على حضراتكم بإيجاز... نحله وريمون هما قريتين متجاورتين في محافظة جرش ؛ وفي احد ألأيام قرر بعض الشباب السفر للشام ؛ فقاموا بعمل الترتيب اللازم وحددوا ساعة الحركة في فجر بعض الليالي ولكنهم ضلوا الطريق وبقوا يسيرون بشكل عشوائي والتفافي طوال الليل حول نحلة وريمون ؛ وعندما أصبح عليهم الصباح وجدوا أنفسهم في قرية ريمون التي لاتبعد عن بلدة نحله كيلو مترين إنجاز مذهل ...
نحن وبعد مرور عشرات السنين على أحداث تلك القصة لازلنا متمسكين بعنصري الجبن والخوف قابضين عليهما كالقابضين على دينهم كالجمر ولن نتحررمنهما حتى قيام الساعة ...
إذا نحن لم نشير إلى الفاسدين بالإسم ؛ ولم تشير الدولة إلى مهربي المخدرات وتجار السلاح وقاطعي الطرق ومرتكبي الجرائم البشعة ومصنعي الأدوية المسرطنة ومروجيها بالأسماء ولم تفصح عن جنسياتهم فنحن سنضل كأولئك الشباب نلتف حول أنفسنا ولن نتقدم ولن نحقق ونفهم شيئأ ....
لم تكن هناك من مطبات وخطوط حمر أمام شباب نحلة منعتهم من مواصلة سيرهم بالإتجاه الصحيح إلا أن بوصلة الهبل المضطربة هي من وقفت عائقاً بطريقهم ومنعتهم الوصول إلى الشام ..
إذا كانت الدولة تمنعنا من التأشير على العنصر الفاسد مهرباً كان أم وخربا أم مسئولا سراقأ كبيرا أي كان مستواه الوظيفي أو الإجتماعي وترسم لنا الخطوط الحمر وتأمرنا بعدم تجاوزها فهذا يعني أننا سنضل نلتف حول أنفسنا بطريقة ليست عشوائية بل من منطلق الحرص على حرياتنا فلن نصل يوما إلى أردن نضيف من الفساد ..
لم أسمع بأن الدولة قامت بكسر قلم كاتب مقالة أو لجم فاه معارض إلا إذا تعدى الشخص حدود المنطق أو مس بمقالته وتعليقه أمن البلد القومي أوتطاول على بعض مسئوولي الدولة وعالية القوم بالشتم والتوصيف والتشهير ...
كلكم تابعتم ومنذ سنتين ماقيل بحق دولة " الدغري " من قبل لأردنيين وشاهدتم الكم الهائل من الكاريكاتيرات الساخرة التي رسمها الأردنيين وطرحوها على الفيس بك ولم نسمع بأنه أمر بسجن أحدا أو مقاضاته أو منعه من إبداء وجهة نظره تجاهل ورد قائلأ " سينصفي الأردنيون يوما ما .....
هنا يجب علينا إذا ما أردنا مصلحة بلدنا ومصالح أمتنا ضرورة التأشير إلى لفاسدين الفاشلين بأسمائهم لامجرد التلميح عليهم .. كما لا يجب أن تكون هناك خطوط حمراء ولا مطبات متتالية تمنعنا من انتقاد زعيم عاثر أو أمير جائرأو تنظيم أو حزب ولكن ضمن نطاق الأدب والذوق الدبلوماسي وعكس ذلك لن نستطيع فعل شيئ وسنضل نطوف حول أنفسنا كشباب نحلة .....
ساحة النقاش