الحماقة ........
حسبنا الله ونعم الوكيل على زمان الشقلبة الذي نعيش أيامه اليوم ؛ لقد قال عيسى أبن مريم علي الصلاة والسلام ؛لقد عالجت ألأبرص والأعمى ولكني فشلت في علاج ألأحمق ؛ وقال الشاعر" لكل داء دواء يُستطب به ××إلا الحماقة أعيت من يداويها ؛ يقال من الناحية العلمية بان هناك من البشر من هو ذي عقل نظيف ومضاد له وهوذي العقل الغير نظيف ؛ ولكل منهما صفات لاحصر لها ؛ فصاحب المخ النظيف هو صاحب الذاكرة القوية الذي تعمل بكامل طاقتها فهي تُخزن ماتريد وتطنش ماتريد ؛ كلنا نقرأ الصحف التي هي حافلة بالأخبار ؛ هنا يكمن دور الذاكرة فعندما تتصفح الجريدة وتلقيها بالحاوية ويسألك أحداُ ماذا بها من إخبار تسارع ذاكرتك باسترجاع ماقرأت من أخبار هامه كنت قد ركزت عليها ثم قامت الذاكرة بتخزينها ؛ وكل من حباه الله بذاكرة ومخ نظيف غالباً مايكون في غاية الذكاء والفطنه ؛ فتجده دمث ألأخلاق ويناقش بموضوعيه وعن معرفه ؛ فهذا الشخص نوصفه بالإنسان الواقعي والراقي فهو لايرفع صوته أثناء تحدثه ولايتكم إلا عندما يسأله أحداً ؛ ويكون في معظم حديثه وإجاباته دقيقاً ولديه خلفيه علميه يستند إليها ؛ فهو عكس ألإنسان الأحمق تماماً ؛ لأنه لايجد مشكلة في حل ؛ أما ألأحمق فيجد في كل حل مشكله ؛ فالشخص الأحمق غالباً ما يتصرف بعصبه زائدة وربما عنتريه ؛ فهذا البني آدم نستطيع تكنيته بلغتنا ألفلاحيه بالشخص ألمتهور والبليد والذي لايحترم رأي ألآخرين فهو الذي يرى بأنه هو الصح وباقي ألامه على خطأ ؛ من الصعب التعامل معه أو مناقشته بأي موضوع لأن لايكاد يُطرح موضوع إلا ويبرز بروز الضليع المتمرس ؛ فهو يناقش في ألدين كأزهري كما يضن,وإذا أتى بحديث غيرمُصدق لايتراجع ولواتيناه بابن عباس ؛ ولا تقتصر عبقريته على ذلك فهو يفقه بالعلوم الفلكية والكواكب ولديه معرفة عن حرب النجوم وهو على استعداد لمجادلة دكتوراً في لفيزياء وعلوم ألذره ؛ يوجد بيننا الكثير من هذه النماذج ففي كل مكان متواجدين ؛ هناك من يطلقون عليهم ألقاباً عديدة منها ؛ كخُف الجمل ؛ لابدور ولابستدير؛ ويقال عنه هذا الشخص بأنه طبل بل ودابة أحياناً ؛ نحن ومن خلال إطلاعنا على مايقال عن الحيوانات تعرفنا على خصال وطباع العديد من الحيوانات ؛ فبعض الحيوانات تتمتع بالغباء كالنعامة وبعض الحيوانات تتمتع بالذكاء كالفئران والقردة ؛ ولكن ينظر الكثيرين للحمير على أنها غبية ولكن هذه النظرة ربما تكون خاطئة ؛ فهناك من الحمير ماهو ذكي جداً فمن الحمير ماكانت يُستخدم لنقل المُهربات ومن دون مرافقين وتتعرف على الطريق وتسلكها بمهارة ؛ ولدى الجحش مقدرة لاحدود لها على الصبر والتحمل الذي يفتقر ألأحمق من البشر إليها ؛ وهناك من الحمير من عاش قصص عشق وغرام ولقدقالت البغال شعراً ؛ نحن نتجنى أحيانا على الحمير عندما نوصف أحمقاً بالحمار؛ أن ألأحمق لا يعترف بالخطأ ويستنكر الحقيقة ؛ لكن ماذا سنفعل عندما تجمعنا جلسة مع شخص أحمق ونحن نعلم بأننا نضيع وقتنا معه ؛ هل نوافقه ليزداد حماقة أم نتجاهله ثم يجد نفسه مهشما من قبل الجميع عساه يصحو من سُباته..
ساحة النقاش