عجائب السودان السبع
الخميس, 10 يناير 2013 07:48 أعمدة الكتاب - الصباح..رباح - سعد الدين إبراهيم* قطر عجيب يودي ما يجيب.. تشبيه سوداني أصبح مثلاً سائراً، كما انه عبارة قاطعة تعني قطع الأواصر بفجور.. مثلما يقولون لك(الباب يفوت جمل)أو بصورة أخرى(المشتهي الحنيطير يطير).. ولا نعرف عجيب هذا ولا قطاره، الا إنه يلوح إنه سائق قطار يذهب بالمسافرين ولا يعود بهم.. و(عجيب) إسم سوداني مذكر شائع.. وله تخريجات كثيرة، فهنالك العجب.. وعجبنا.. وعجب الدور.. لكن يظل (قطر عجيب) من الكائنات السودانية وهو الأول من(عجائب) السودان السبع.
* حسين.. من أشهر شخصيات(الدعوة عليك) فيقولون(العين بى حسين).. وشرح الكلام هو تمني إصابة عينك بأذى ومن ثم تذهب لمعالجتها عند طبيب العيون حسين. وقد سألنا عن حسين هذا فعرفنا إنه أول طبيب عيون سوداني لعله هو الذي(سودن) طب العيون.. ودعوة(العين بي حسين) تقولها لمن ينظر إليك طويلاً ،أو قل (يحدر) ليك.. وغالباً تقال من قبل النساء.. وحقيقة إننا نرى في النظرة مرات إساءة أو وجهة سالبة.. وإذا صدق أن العيون تتكلم فهذه من كلماتها.. إن النظرة تكون للذم أو توحي بإتجاهات سالبة ألا تسمعهم يقولون(المابيك في الضلمة يحدر ليك)؟ فهي هنا تعبير كامل عن العدوان.. أيضاً عندما تنظر إلى شخص نظرة يعتبرها سالبة يقول لك (عاين لي كويس). أو(أُكُلني)، وقد يكون هذا إعلاناً للحرب عليك أو بداية مشكلَة.. عموماً إن كان(حسين).. هو أول طبيب عيون سوداني.. وإن يكن قد نال هذه الشهرة الطاغية فأصبح يضرب به المثل فهو يستحق إضاءة أكثر وربما تكريماً.
-(مريسة تام زينو)، والمريسة هي مادة مسكرة شعبية.. في بعض البيئات السودانية تعتبر طعاماً.. واشتهرت (المريسة) بصفتها من الكحول الشعبية ولكنها ليست قوية التأثير إلا إذا تجرع منها الشخص كميات كبيرة.. أما (مريسة تام زينو) فيضرب بها المثل حتى في بعض المأكولات الحلال.. فإن أرادت إمرأة مدح عجين إحداهن لجودته وحسن صناعته قالت(عجينك زي مريسة تام زينو). ولعل المثل قد اختفى الآن نسبة لإنصراف الناس عن المريسة ولنشاط آليات الضبط في مواجهتها.. لكن في صورة أخرى يضرب هذا المثل في البوار, فحين تبور البضاعة ولا تجد من يشتريها يقولون للبائع(لحقت مريسة تام زينو).. إذن فمن عجائب السودان السبع هذه المرأة ومريستها إذ يضرب بها المثل سلباً وإيجاباً وهذا من العجائب.
*(كلب السُّرة).. ونحن لا نعرف السُّرة ولا كلبها.. لكن بما أن كلبها (تربية نسوان) فقد لا يكون شرساً.. وقد يكون مستأنساً.. حتى «هوهوته» ما زي هوهوة الكلاب. ونحن لا نعرف عنه الكثير الرجاء من العارف أن يمدنا بمعلومات عنه.
*(البعاتي)..البعاتي كائن اسطوري سوداني، تسلل من الأحاجي إلى الواقع، فأصبح يشبه به الشخص القبيح ذلك الـ(شناتومرّة). وهو في الأحاجي كائن عجيب هو صنو الغول والعنقاء.. ومما يشاع عنه أن لديه عيناً واحدة كبرى, والعجيب فيها إنها حين تكون مفتوحة يكون البعاتي نائماً.. وحين تكون مغمضة فهو يرى، لذلك لابد أن يعرف البطل هذه الخاصية عند (البعاتى). ورغم إن البعاتي كائن اسطوري شرير فإن أبطال الأحاجي يهزمونه شر هزيمة.. كذلك يعتقد أن البعاتي هو شخص مات( وقام بعاتى).. إذن شكله لا يكون اسطورياً بل يتخذ شكلاً أدمياً مات قبل سنوات.
* (العويرة) مؤنث العوير، والعوير هو العبيط عموماً.. ويقال(البكرعوير).. وهنالك شجر له زهرة بنفسجية يسمونه العوير، ولا أدري لماذا وهو نبتة لا تحتاج إلى طول عناء حتى تكبر وتشمخ.. والعويرة رغم إنها ذم.. أو عبارة غير مستحبة.. لكن أصبحت في زمن من الأزمان تطلق للمدح.. فقد قال(العبادي) يصف صورة حسناء:
من كثرة دلالها تنشاف عويرة عويرة.
إذن تصبح العويرة من عجائب السودان السبع لأنها وإن كانت للذم تضرب للحسن المشوب بالدلال.
*(السما الأحمر).. لا أدري أي سماء هذه.. لكن إذا سألت شخصاً غاضباً: (جيت من وين؟) يقول لك في حسم (جيت من السما الأحمر)، أو إن سألته: (ماشي وين؟).. يقول ليك: (ماشي السما الأحمر) وهذا يعني إنه في قمة غضبه منك أو من سؤالك، وهي إشارة لك تعني(اختاني) أو سيبني ماتنضم معاي. هذه عجائب السودان السبع التي حاولنا إحصائها, وغيرنا قد يجد عجائب أخرى, فالباب مفتوح لذلك..
ساحة النقاش