د/ نبيلة بن يوسف ــ الرأي العربي
ينظم مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني وهيئة شباب كلنا الأردن ابتداءا من 24 أفريل من السنة الجارية تبادلا شبابيا شمل 55 شابا من مختلف دول الوطن العربي، جلهم من النشطاء في الجمعيات والروابط الحقوقية، وستة منسقين من المركز والهيئة المذكورين.
اهتمت الفعاليات بالتعريف بحقوق الانسان ووضع المدافعين عن الحقوق والنشطاء في كل بلد عربي، ولقد عرض كل وفد شبابي مداخلة عن الوضع، واحتدام النقاش دلالة على الاهتمام وحب الاستفادة من المعلومات والاضطلاع على أوضاع الشعوب في المنطقة العربية. وكان التذمر كبيرا من وضع الشعوب فيها وهدر الحقوق ومصادرتها، وصعوبة تحركات الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان لما يتعرضون له من ملاحقات وتلفيق التهم والسجن بغرض تكميم الأفواه حتى لا تنشر فضائح المسئولين المخالفين للقوانين والهادرين لها والمعتدين على المواطنين. وتكميم أفواه الجمعيات والمنظمات الحقوقية كي لا تساهم حتى في التوعية والتعريف بالحقوق لمن يجهلها من المواطنين، وطريقة لإعاقة تلك المنظمات من أداء عملها في رصد الأوضاع وكتابة التقارير السنوية، حتى لا تظهر عيوب والخبايا الخائبة للمسئولين.
كان الوضع السوري جد مؤثر انتهاكات واسعة لحقوق الانسان السوري من اغتصاب وقتل وتدمير وتجويع، فوضى واضطراب عام. وصعوبة عمل المنظمات الحقوقية في رصد الانتهاكات فيها، وتعرضهم للتهديد أوالقتل مباشرة، ناهيك عن صعوبة الرصد والتحقيق في ظل الظروف المضطربة والفوضى العارمة فالخوف من الجيش النظامي ومخابرات النظام من جهة، والخوف من بطش الجيش غير النظامي من جهة أخرى، وكلاهما قد ينتهك الحقوق.
كما كانت المداخلة التي قدمها شباب فلسطين من أقوى المداخلات من خلال فيديو عرض فيه عمق الواقع الفلسطيني، والانتهاكات الرهيبة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان النقاش ساخنا.
قدمت هيئة شباب كلنا الأردن محاضرة تعرف بأهدافها ونشاطاتها في جميع مناطق الاردن دون اهمال لأي منطقة، حيث تعمل على استقطاب الشباب لاسيما طلبة الجامعات،عملها مستمر بغرض التوعية والرصد وتدريب شباب متطوعين لتمكينهم من الدفاع عن حقوق الانسان.
المعلومات التي توفرت لدى الشباب التبادلي جعلته يتفق على تأسيس مشروع ـ حلم هو شبكة عربية للدفاع عن حقوق الانسان تتألف من شباب متطوع يهتم بالحقوق والدفاع عنها بقوة وموضوعية.
من أهم أهدافها الرصد وفضح الانتهاكات وهي من الوظائف الرئيسة للنشطاء، وعلى المدافعين اتخاذ الإجراءات القانونية للدفاع عن حقوق الأسرى ومساجين الرأي، والحقوق الأساسية للمرأة والطفل في الوطن العربي. ولازال العمل على وضع ركائز الشبكة وآليات العمل فيها.
لم يقتصر التبادل في الأردن على التعريف بالوضع الإنساني، بل اهتم بالجانب الثقافي حتى يعـرف
كل وفد شبابي بتراثه الأصيل فكان عرض لكل وفد عن اللباس التقليدي وأنواع الأكل والحلويات، وبعض الأغاني الشعبية والحديث عن بعض التقاليد وعادات كل بلد، بداية بالاستماع إلى النشيد الوطني لكل دولة مشاركة.
لازال الاتحاد العربي من أهم الأهداف التي يطمح لها العرب بمختلف دياناتهم وطوائفهم وقبائلهم، لأن الاختلاف الاخير لا يؤثر على الاتحاد خاصة لما ينطلق الاتحاد من الدفاع عن حقوق الانسان العربي المهدور الحقوق، فتعود الثقة إلى النفوس وتتوحد الشعوب.