نبيلة بن يوسف ـــ الرأي العربي ـ الاسكندرية
تعرف مدينة الإسكندرية البحرية نشاطا ثقافيا باهرا، من الفن التشكيلي إلى الأدب الروائي إلى أمسيات شعرية وأخرى موسيقية مختلفة الطبوع، ولقاءات فكرية تجعل الحضور يستفيد من التفاعل ويزداد تحصينا ثقافيا، ويصبح مدمنا على صالوناتها التي لا تنطفئ شموعها.
من مجمل النشاطات التي عرفها الأسبوع الثالث لشهر مايو الجاري؛ محاضرة الأستاذ “فتحي فرج” ألقاها في الجزويت الذي يشهد عامه الرابع
متسائلا فيها عن توقف “العلم” في البلدان العربية والإسلامية، فراح يشخص الحال انطلاقا من أسباب التوقف والانهيار وقد أرجعها لعوامل كثيرة، واستنادا لفكرة الدكتور الجابري أن السبب الأكبر تمثل في السيطرة الدينية التي عرقلة مسيرة العقل الإسلامي والعربي.
وتشهد مكتبة الإسكندرية بصفة يومية تقريبا حركة علمية وفكرية في عرض محاضرات حول الأدب والتاريخ والاجتماع والاقتصاد باللغتين العربية والانجليزية.
ويقدم اتليه الإسكندرية نشاطات ثقافية متميزة يشبع أهل الاسكندرية وزوارها بالأدب والشعر والفن التشكيلي البديع والمناظرات الفكرية، وكان الأمس حظ الحضور بمتعة فنية لتقديم رواية الوهج للكاتبة الصاعدة “أماني خليل”.
وعلى هامش النشاطات الثقافية كان ولا بد الحديث عن حال الثقافة بعد الثورة وعن مستقبلها في مصر، وهو أمر ليس جديد على المثقفين اللذين قلوبهم على هويتهم الثقافية وحضارتهم الفكرية، فهي خطوة دفاعية لأجل الحفاظ على المكتسبات المعرفية والموروث الثقافي المصري القديم من عهود طويلة إلى عهد محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة إلى وقتنا الحالي، مع العمل على الحفاظ على الهوية المصرية بحدودها الجغرافية والثقافية، ذلك ما جاء في اجتماع تضامن مثقفي الإسكندرية، اللذين يتفقون على أن ساعة العمل الثوري قد دقت، فالمثقف المصري ليس منعزل عن مجتمعه ولا يعيش في أبراج عاجية، بل قلبه وروحه مصر مجتمعا ودولة، لذلك هو سيشارك في إسقاط أي نظام يسيء للمجتمع والهوية الثقافية المصرية، لأي نظام يهوى تهميش الفنانين والمثقفين.
كثير من الأفواه كتبت وقالت بأعلى أصواتها أن الطبقة المثقفة لم تشارك في ثورة 25 يناير تاركة المجتمع يتخبط وحده، إلاّ أن العالم العربي يشهد أن معظم الأدباء والشعراء وكتاب المسرحيات والسيناريوهات والممثلين المصريين، قد تحدثوا عن حال مصر المزري وهي من الطرق المعبرة عن حزن و تكدر المثقف من الحالة التي وصلت إليها مصر في كل المستويات، وقد تكون كتابات البعض الملهمة والمشجعة على الثورة، وقد تكون أيضا لمتتبعيها في العالم أجمع المبررة لأحداث ثورة 25 يناير فتجعلهم يتعاطفون أكثر مع الثوار وأهداف الثورة.
حملة تضامنية ينظمها مثقفي مصر، تعتبر انتفاضة عقول مصر على الفساد، رافعين شعارات لا لتهميش العقول النيرة في كل المجالات ورفض سياسات الحكم القائم، ولا للوعود الكاذبة، ونعم لتنحي محمد مرسي عن الرئاسة، إنها المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
والانتخابات الرئاسية حق مشروع وقد استدل الدكتور ” علاء الاسواني” بدلائل القواعد الديمقراطية منها؛ تغيير الدستور يستدعي انتخابات رئاسية جديدة، ولما تؤذي قرارات رئيس الجمهورية إلى أزمات حادة في الوطن، فطلب انتخابات رئاسية مبكرة شرعيا، ولما يستشعر رئيس الدولة الحرج من خلال عرض اخطائه المتتالية من طرف وسائل الإعلام المختلفة والمعارضة السياسية والمثقفين والشعب عامة فإنه يقبل أم هو من يدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة وذلك كثير ما يحدث في الدول التي يحترم رؤسائهم أنفسهم ويردون أن يذكر التاريخ أسماءهم بشرف.
الإمضاءات تجمع بالملايين وحرص جامعي الإمضاءات على ان يكون رقم بطاقات الهوية صحيحا في إطار حركة تمرّد التي يرفعها المثقفون المصريون حتى لا يستبعدها المشككون.
وتم الاتفاق على تاريخ وساعة الوقفة الاحتجاجية يوم السبت 18 مايو أمام مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية الساعة الخامسة مساءا.