<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
أول ولاية قام شبابها بالاحتجاج في 2013 هي ولاية ورقلة، وانتقلت العدوة لولايات جنوبية وظن العديد أنها الشرارة الأولى لاندلاع ثورة جزائرية على غرار ما حدث في دول عربية، وانتظرت فرنسا لهيبها، وانتظر بعض الناقمين على الجزائر اللهيب كي يزيدونه التهابا كما انتظرها بعض المعارضين أمثال "محمد العربي زيتوت" فصب الزيت بتصريحاته عبر شاشات التلفزيون من خلالها يريد رفع حماسة الشباب المتظاهر لمواصلة التظاهر والاحتجاج، وقد حثهم على مواصلة المظاهرات وعدم الثقة بعروض الحكومة وحلولها واصفا اياها بالإغراءات.
عرفت ولايات الجنوب مظاهرات شبه مماثلة قبل عامين وقد تكررت، وكانت المطالب نفسها، ولم تصل لحد الثورة بل بقية مصنفة في خانة الاحتجاجات التي عرفتها ولايات الجنوب وبقية ولايات الجزائر، مطالبة بتحسين المستوى المعيشي ورفع الأجور، وإسقاط الفساد.
رفع الشعب الجزائري مطالبه الاجتماعية والاقتصادية بقوة في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، ولكن الردود كانت اصلاحات سياسية فاستبشر خيرا، وظن ان الاصلاح السياسي سيصلح مجالات الحياة ويحسن حالة المواطن، لكن الحال زاد تأزما وتشتت المجتمع في عالم الأحزاب السياسية والتحزب، والاستبداد السياسي السلطوي حال دون فوز كلمة الشعب،فكانت الفاجعة الكبرى عشرة سنوات في برك الدم، لا يعرف فيها المواطن ان خرج الصبح للعمل ام للدراسة هل يعود لمنزله وعائلته، ام يأتي في صندوق خشبي بعد انفجار قنبلة، أو اطلاق رصاصة طائشة أم مقصودة، أم قطع رأسه وذبح كالشاة...، كان اليوم فيها يساوي السنة.
لتلك الاسباب وتلك الظروف الاليمة التي لم ينساها الجزائري يتريث قبل التفكير في تفجير ثورة، هذه الأخيرة التي تتطلب استعدادات نفسية وأخرى مادية، تتطلب الالتفاف حول أهداف ذات مصلحة كبرى عامة، ومبادئ لا رجعة فيها، و وقت كافي و وعي منتشر، واتفاق تام على من يخلف الحكم، وما هو النظام السياسي الأمثل المتبع، لأن التفكير في هذه الأخيرة بعد الثورة سينجر عنه حربا أهلية أو على الأقل قلق سياسي وأمني قد يطول، ويتحّول إلى أزمة أمنية ــ سياسية التي تنتج بدروها أزمات مجتمعية لا حصر لها.