عملية التغيير السياسي التي تهيء الطريق و القواعد الصحيحة للتغيير المجتمعي في كافة مجالاته لها سبلا كثر، و لعل اسهلها انطلاقة و اصعبها مواصلة، التغيير الذي يكون بطريقة عنيفة ، لانه قد ينطلق بنوايا و اهداف مشتركة كبرى، و ينتهى بماساة و خلافات حادة، كتلك التي انتهت اليها كثير من ثورات ضد المحتل، او ضد الملكية في زمن مضى، لان الاختلافات الجديدة ستكون في كيفية التاسيس الجديد و كيفية التنفيذ و في الحكم و دواليبه و من يحكم. و ان كانت كبرى الثورات قد كانت مثالا يحتذى بها و نجحت في دارها و في ديار اخرى، الا ان ذلك الاخر اخذ وقتا طويلا نسبيا لتحقق الامل المنشود، و راح ضحيته الالاف.

و التغيير السياسي قد ياخذ مجرى سلمي و لهذا الاخير ايضا عديد من المسارات تؤخذ على حسب العوامل البيئية الداخلية و الخارجية للمجتمع و ظروفه العامة، و على حسب التركيبة المجتمعية (ثقافية و عمرية علمية)، تؤخد على حسب التركيبة السلطوية (متسلطة دكتاتورية، متسلطة تتخفى وراء الدكتاتورية بحجاب واقي او ماسك...).

كما قد يكون التغيير السياسي في خضم سياسية سلطوية متعجرفة الا بالصبر و المثابرة، العمل بطريقة العمل الجمعوي التضامني التآزري بعيد عن الطاقية السياسية لوقت محدود او غير محدود على حسب التغييرات البيئية الداخلية ، الاقليمية و الدولية المؤثرة. اذ يعد النشاط الجمعوي في اطار المجتمع المدني طريقة سليمة جدا للوصول لعقول و قلوب المواطنين و معرفة الطرق التي يردونها للتغيير و مدى استعدادهم لقيادة عملية التغيير . و ما التغيير الا اعادة بناء جديد و اعادة البناء مهما كان البناء كبير ام صغير فهو صعب يحتاج الى معدات ضخمة و قواعد و اسس صلبة و ايدي من حديد و عقول من ذهب خالص.

و على القائمين بدراسات المجتمع في اطار المجتمع المدني ان يتعرفوا على مكنونات المجتمع و ذهنيات المواطنين و كل حسب بيئيته (البيئة المحلية). و اخذها بعين الاعتبار لقياس الرضى الجمعي (النسبي).

ان عملية القياس المجتمعي و النظرات المختلف و الذهنيات ، ما هي الا طريقة ايضا لمعرفة التاثير ثم التاطير يوم انطلاق عملية التغيير المجتمعي الفعلي فيكونون عونا لا معرقلا.

عملية التغيير السياسي قد تكون عن طريق انشاء احزاب سياسية جديدة لا تمت باية صلة للاحزاب القديمة في قادتها على وجه الخصوص، بعد ان فقد الثقة بها و تراجعت و تهاوت.

و ذلك بنشاطها و بنيتها الخالصة في تخليص المواطن التي هي قاعدتها و قادتها منه، و انكوت بنار الحقرة و الفساد و المكر و الخدع ، و التضعيف .

كل ما بني على اخلاص و وفاء للوطن يكون اساسا صلبا للانطلاق

و ان تجمع جماعة اليوم على عدم امكانية التغيير في اطار سلمي و لا يمكن انشاء في خضم نظام حاضر نقول لهم لا بل يمكن. لان في نظرهم ان الاحزاب التي قد تنشىء اليوم ما هي الا ذليلة للسلطة كي تاخد الاعتماد او ما هي الا من عبائة السلطة و بطانتها.

و هو الامر الذي يعرقل على حتى اصحاب النوايا الحسنة و الطيبة و القادرة فعلا على امتطاء فرس التغيير

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2012 بواسطة nabilabenyoucef

نبيلة بن يوسف

nabilabenyoucef
ســــيـــــــــــــرة ذاتــــــــــــــيــــــة : التفاصيل الشخصية : الاسم : نــبــيــلـــة اللقب : بن يـــوســف العنوان : باب الوادى _ الجزائر العاصمة . الجنسية : جـــزائـــــريــــــــــــة المؤهلات العلمية : _ متحصلة على شهادة بكالوريا ، دورة جوان 1995 بالجزائر العاصمة _ متحصلة على شهادة الليسانس في العلوم السياسية،فرع التنظيم السياسي والإداري سنة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,824