تكمن أهمية التدخل المبكر في الطفولة الأولى ما قبل سن المدرسة في أن تنمية المهارات المركبة لتوجيه الجسم والجلوس والوقوف والمشي والجري والتوازن إلى جانب نمو المهارات اللفظية والكلام والتحكم بالبول وعادات الطعام المقبولة تعتبر ذات أهمية قصوى في مساندة الطفل على التكيف مع البيئة بالإضافة إلى تطوير قدراته العقلية واللغوية والاجتماعية.
ولقد أثبتت البحوث العلمية مما لا يدع مجالا للشك أن برامج التدخل المبكر تغير سلوك الأطفال وهذا التغير في السلوك قد يتمثل بزيادة مستوى استقلالية الطفل وتحسن قدرته على العناية بذاته، واكتسابه أنماطًا سلوكية جديدة لم يكن قادرًا على تأديتها، وتطور معدلات النمو لديه سواء من الناحية المعرفية أو اللغوية أو الحركية أو الاجتماعية – الانفعالية.
وهذه الحقيقة جعلت بعض الرواد في ميدان التربية الخاصة يؤكدون على أن التدخل المبكر يحسن السلوك ويعتقدون أن معظم حالات الإعاقة ما كان لها أن تحدث لو أن الأطفال لم يتعرضوا لظروف بيئية سيئة. فالدراسات تبين أن سلوك الأطفال الذين يعيشون في بيئة محرومة أو مضطربة يتحسن بشكل ملحوظ عندما يوضعون في ظروف بيئية أفضل.
كما ترتبط أهمية التدخل المبكر بحقائق هامة هي :
- أن التدخل المبكر هو وقاية من تطور الإعاقات عن طريق تطوير وتدعيم النمو.
- أن التدخل المبكر يتم في مرحلة نمو حرجة وحساسة يكون التعلم فيها أسرع وأسهل من أية مرحلة عمرية سابقة.
- أن التدخل المبكر يضمن جدوى اقتصادية لدى أسر المعوقين توفر أعباء مادية جسيمة كانت تتمثل في الإقامة الدائمة بمؤسسات الرعاية ويقول هايدن (1977) إن الجدوى الاقتصادية لبرامج التدخل أفضل بكثير من التدخل المبكر.
* دور التدخل المبكر في الحد أو التخفيف من الإعاقة
لقد بينت البحوث العلمية أن التدخل المبكر يساعد الأطفال فهو يخفف تأثيرات حالة الإعاقة وهو يحقق ذلك أسرع من التدخل المتأخر. ولكن مثل هذا الدور ومدى تأثيره يتوقف على عدة عوامل منها ما يلي :
- تاريخ الكشف المبكر للإعاقة.
- عمر الطفل المعوق وقت التحاقه بالمركز.
- طبيعة الإعاقة التي يعاني منها.
- الخدمات التي قدمت له وكفاءة القائمين على تنفيذها.
- مشاركة الوالدين والأسرة في تنفيذ البرنامج.
وقد وجد الباحثان بينيه وجورالنك (1991) أن الغالبية الساحقة للأطفال الذين قدمت لهم خدمات التدخل المبكر في مرحله ما قبل المدرسة حققوا تحسنا دائما حال دون إعادتهم للصفوف الخاصة أو التحاقهم ببرامج التربية الخاصة مستقبلا وترك تأثيرات لم تتبدد على تحصيلهم واتجاهاتهم وقيمهم.
وفي تحليلهما للنتائج التي توصلت إليها البحوث العلمية التي حاولت التحقق من فاعلية التدخل المبكر (Analysis of Effectiveness)، ارتأيا تصنيف برامج التدخل إلى ثلاث فئات رئيسية وهي :
( أ ) فئة البرامج الوقائية الموجهة نحو الأطفال الذين هم عرضة للخطر لأسباب بيئية.
(ب) فئة البرامج الوقائية الموجهة نحو الأطفال الذين هم عرضة للخطر لأسباب بيولوجية.
(ج) فئة البرامج العلاجية – التصحيحية الموجهة نحو الأطفال المتأخرين نمائيا أو المعوقين.
نشرت فى 16 ديسمبر 2010
بواسطة mrmo7hassan
عدد زيارات الموقع
149,263
ساحة النقاش