دوالى المرئ
المريء هو الأنبوبة أو القصبة الممتدة من البلعوم وحتى المعدة ويمر فيها الطعام أثناء البلع للوصول إلى المعدة، وفي أثناء ذلك تنغلق الحنجرة لتمنع دخول الطعام إلى القصبة الهوائية،
ومن ثم يقوم المريء بدفع الطعام لأسفل إلى المعدة عن طريق انقباضات عضلاته بصورة قوية بحركة تشبه حركة الأمواج ويطلق عليها الحركة الدودية ويتم التحكم فيها بفعل عضلات لا إرادية في جداره.
وفي أسفل المريء توجد حلقة عضلية تنقبض وترتخي للسماح بمرور الطعام للمعدة، وفي حال عدم عملها بصورة طبيعية فإن عصارة المعدة الحمضية ترتجع إلى المعدة وتتسبب بما يسمي حرقة المريء.
ودوالي المريء esophageal varices
هي عبارة عن أوردة منتفخة في بطانة جدار المريء في الجزء الأسفل منه (والتي تظهر نتيجة لارتفاع ضغط الوريد البابي وسنذكر أسباب ارتفاعه لاحقا) وقد يحدث تمزق أو انفجار في هذه الأوردة مسببة نزيفا دمويا حادا عبر الفم من الممكن أن يؤدي للوفاة إذا لم يتم سرعة علاجه،
فما هو مرض دوالي المريء وما هي أسبابه وكيف تتم الوقاية والعلاج منه؟
* الأسباب
* دوالي المريء أحد أهم أسباب القيء الدموي وخاصة في البلاد التي تنتشر فيها أمراض الكبد والبلهارسيا، وتنتج عن زيادة ضغط الدم داخل الوريد البابي الكبدي الذي ينقل الدم الوريدي من المعدة والأمعاء إلى الكبد، نتيجة لانسداد مجرى الوريد مهما كانت الأسباب، مما ينتج عنه سريان الدم في شعيرات دموية جانبيه لتخطي تلك المنطقة المسدودة وهنا يتم تحويل مجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة.
من أهم الأسباب الشائعة
تليف الكبد liver cirrhosis، تجلط الوريد الطحالي، الضغط الخارجي على الوريد البابي كالأورام، تجلط الوريد البابي portal vein thrombosis، البلهارسيا، تليف الحوصلة المرارية، الدرن، تليف الكبد الناتج عن تناول الكحول، تليف الكبد المصاحب لالتهاب الكبد الوبائي B,C، تجلط الوريد الأجوف السفلي وغيرها من أمراض الكبد.
ويشعر المريض عادة بضعف عام في الصحة مع فقدان الشهية مع الغثيان والقيء، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الوزن، وقد يحدث قيء دموي مفاجئ وشديد مما يؤدي إلى هبوط حاد بالدورة الدموية وفقدان التوازن وفقدان الوعي، وعادة ما يشعر المريض بآلام في الجزء الأيمن من البطن (تحت الضلوع)، ويصطبغ لون الجلد باللون الأصفر (الصفراء) ويغمق لون البول مع حدوث حكة (في حال أمراض الحوصلة المرارية كتصلبها)، ويعاني المريض من استسقاء بالبطن، وقد يتأثر الدماغ أيضا وتظهر الأعراض كاضطراب النوم، فقدان الذاكرة وتغيرات الشخصية وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين.
ومن أهم العوامل التي تساعد على حدوث القيء اليومي، ازدياد حجم الدوالي، ارتجاع المريء، وتناول المشروبات الكحولية.
ولقد شملت الأبحاث لهذا المرض تحديد نسب تقريبية لاحتمالات الإصابة:
< النسب الحديثة لحدوث دوالي المريء في المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة حوالي 8% في أول سنتين من المرض و30% في السنة السادسة.
تمثل احتمالات حدوث نزيف دوالي المريء 30% في العام الأول بعد التشخيص. ويمثل 10% من أسباب القيء الدموي الناتجة عن أمراض الجهاز الهضمي.
يعتبر الالتهاب الكبدي الوبائي B السبب الرئيسي لدوالي المريء في قارة آسيا )وخاصة الشرق الأقصى والجنوب)، جنوب أميركا، شمال أفريقيا ومصر وبلاد الشرق الأوسط الأخرى. بينما يمثل داء البلهارسيا السبب الرئيسي لدوالي المريء في مصر والسودان والدول الأفريقية الأخرى. < ويمثل الالتهاب الكبدي الوبائي C السبب الرئيسي لحدوث التليف الكبدي في العالم بأكمله.
* مخاطر المرض
* وتكمن خطورة الاصابة في النقاط التالية:
< المريض الذي سبق وان أصيب بنزيف دوالي المريء ولو لمرة واحدة معرض لتكرار النزيف بنسبه 70% ومنها مرة على الأقل قد تتسبب في موته.
نسبة حدوث الوفاة خلال جلسات العلاج الجراحي، مرتفعة.
وجود أمراض أو عيوب خلقية بالكلى والقلب أو الجهاز المناعي مع دوالي المريء يجعل نسبة حدوث الوفاة 20 ـ 65%.
وأهم أسباب الإصابة بالمرض:
لدي السيدات: الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي وتليف الحوصلة المرارية الأولية هما السببان المسؤولان عن حدوث دوالي المريء.
لدى الرجال: إدمان الكحوليات والتهاب الكبدي الفيروسي هما المسؤولان عن دوالي المريء.
لدى الأطفال: تجلط الوريد البابي الكبدي وتليف الحوصلة المرارية الثانوية من أهم أسباب دوالي المريء.
لدى البالغين: التليف هو أهم أسباب دوالي المريء.
* التشخيص والعلاج
* ولتشخيص المرض هنالك عدة فحوصات من الضروري إجراؤها لتشخيص وتحديد مسببات المرض منها:
فحص الدم الشامل complete blood count: ستوضح نقص الهيموجلوبين، كريات الدم البيضاء ونقص الصفائح الدموية في مرضى التليف الكبدي، قياس نسبة عوامل ووقت التجلط في الدم فان الوقت يكون أطول، فحص وظائف الكبد والكلى: زيادة أنزيم ALT وأنزيم AST ، قياس حموضة الدم PH ومستوى الغازات بالدم.
وسائل أخرى للتشخيص
الأشعة الصوتية، خاصة في حالات سرطان الكبد أو انسداد القناة المرارية.
المنظار ويستخدم في التشخيص والعلاج في المراحل الأولية للمرض.
ولعلاج دوالي المريء غير المصحوبة بقيء دموي، تستخدم مثبطات البيتا كالبروبرانولول Propranolol بشرط عدم وجود موانع للاستخدام كأمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة.
أما في حالات دوالي المريء المصحوبة بقيء دموي فتعتبر من حالات الطوارئ الطبية التي تستدعي سرعة نقل المريض إلى المستشفى الذي قد يحتاج إلى نقل دم لاستعادة حجم الدم الطبيعي، وبالتالي ضغط الدم الطبيعي ومعدل ضربات الدم الطبيعي واستعادة عدد خلايا الدم الطبيعية، وضرورة حماية مجرى التنفس في حال كان المريض فاقدا للوعي، ونقل البلازما وفيتامين «كيه» في حال نقص عوامل التجلط، ومن ثم يتم إدخال أنبوبة لقياس معدل النزف،
وكذلك لغسيل المعدة، ومن ثم إدخال سلك رفيع متصل ببالون عن طريق الفم، يتم نفخه للضغط على جدران الأوردة المتسعة لإيقاف النزيف، وفي حال عدم توقف النزيف، يأتي دور المنظار الذي يتم عن طريقة حقن تلك الأوردة بمحلول معين تجعلها تنكمش، وتعتبر هذه الطريقة فعالة في 90% من الحالات ولكن يمكن أن تسبب قرحا في المريء أو مزيدا من النزيف، ويعتبر الربط عن طريق المنظار الداخلي أحدث تقنية يتم خلالها ربط الأوردة المنتفخة بأربطة مطاطية مرنة، وتعتبر هذه الطريقة أكثر سلامة من العلاج بالحقن ولها نفس الفاعلية.
أما التدخل الجراحي فيحتاجه حوالي 5 ـ 10%من الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالمنظار ويتم علاجها بإحدى الطرق الآتية، عمل تحويل لمجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة مباشرة، أو ربط الأوعية الدموية المغذية لآخر 5 سم من المريء وكذلك 2/3 الأعلى للمعدة.
وقد يتم علاج المريض عن طريق عمل جلطة في القنوات التي تغذي هذه الدوالي بالدم، ومن الضروري منع أي طعام بالفم إلى أن تتم السيطرة على الحالة. ومن أهم المضاعفات التي يمكن حدوثها، استمرار النزيف، أو حدوث التهاب بكتيري للغشاء البريتوني. انخفاض ضغط الدم وتضخم عضله القلب كما وقد تحدث مضاعفات ناتجة عن نقل الدم، أو مضاعفات نتيجة للعلاج كإصابة سطحية لجدار المعدة، ثقب بالمريء. وفي حالة زراعة الكبد قد يرفض الجسم هذا الكبد المزروع.
ساحة النقاش