مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

 

لو سئلنا عن ماهية فلسفتنا في تربية أطفالنا ، فقد يحتار أغلبنا في البحث عن إجابة لهذا السؤال ، فالأهل مستغرقون في تغيير الحفاظات لأطفالهم ، وتجفيف دموعهم وسرد الحكايات لهم، ومساعدتهم في إعداد الواجبات المدرسية، ومن ثم لا يجدون الوقت حتى يفكروا ولو مليا في وضع مبادئ وأسس ليسيروا على دربها في تربية الأطفال.

 

وبعضنا يعتقد أن الحب وما يفيض بداخلهم من أحاسيس هو الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال.

وهذا المنهاج ليس بسيئ لكنه ليس بكافٍ أيضا، ، فلا يوجد أب كامل أو أم كاملة ، كما أن الأطفال الأصحاء السعداء ينشئون من مختلف فئات العائلات والأوضاع الاجتماعية، فلا معيار ثابتا لذلك.

 

ولقد تمكنت –لندا براون- المعلمة بوكالة توعية ودعم الآباء في بوسطن – من وضع سبع طرق في تربية الطفل:

الطريقة الأولى:تعرف حاجات الابن والاستماع له

·         إن الانتباه و الوعي بما يجول في داخل الطفل ، الذي يبدأ من معرفة احتياجاته اليومية إلى الإصغاء لأحلامه، يعتبر أهم دور أساسي تقوم به الأم.

وهذا الأمر سيكون في شكل نضال مستمر ، نظرا لتغير الأطفال بصورة مستمرة ، لأن الأم في كل مرة تستطيع فيها استيعاب طفلها في مرحلة تنموية ومزاجية معينة، فإنه ما يلبث أن تطرأ عليه طفرة جديدة ليست جسدية وحسب بل انفعالية وكذلك اجتماعية ، وهذا يعني أنك تتعاملين مع شخص متغير . لذا ينبغي عليك احتواء هذه التغيرات وصبها في كيان واحد .

 

وبالإصغاء لطفلك ، تساعدينه أيضا على اكتساب قيم طيبة ، وينبغي أن تكوني مستمعة أمينة لطفلك ، حتى لو كان يحدثك عن دميته . ويعلق على ذلك أحد أخصائيي علم النفس قائلا : (لو لم تمنحي طفلك الاهتمام المناسب عندما يكون صغيرا ، فسوف يقف عن محاولة الوصول إليك عندما يبلغ السادسة أو السابعة من عمره) وهنا تقول الأم : (إن طفلي لا يتحدث معي). وعلى ما علمت أنا شخصيا من علاقتي مع مشاكل الوالدين نحو أبنائهم فإن الأب يقول ذات الجملة ناحية ابنه أو ابنته.

 

 

الطريقة الثانية: وضع الجداول

·         إن وضع الجداول الزمنية والقواعد يمنح الطفل الإحساس بالنظام ، ويجعله يشعر بالأمان .

ويسهل الأمر عليه إلى حد كبير لو وضع له جدول اعتيادي في حياته ، وخاصة فيما يتعلق بموعد تناول الطعام ،أو النوم ، وغيرهما من الأفعال اليومية ، فوضع القيود من شأنه مساعدة الطفل في الشعور بالحماية والأمان ..ثم إن الأعمال الاعتيادية التي تؤدي بصورة منتظمة تساعد على الحد من العقاب ، ومن ثم قلة الإحساس بالحزن للوالدين وخاصة الأم  .

 

كما ينبغي على الوالدين أن يتفقا على نوعية هذه الأنظمة منعا للاذدواجية التي يمكن أن تظهر في شخصية الطفل وكذلك لابد لهما من تفسير هذه القواعد لابنهما ، على سبيل المثال: في حالة عدم استجابته لأمر ارتداء ملابسه في الصباح ليذهب إلى الروضة أو المدرسة، يمكن أن يتفقا معا عن طريق الحديث مع الطفل بأنه يجب عليه الذهاب إلى المدرسة في الوقت المناسب حتى يتمكن من اللعب بدميته التي يحبها ، أو شيء من هذا القبيل.

 

 

الطريقة الثالثة : إظهار الحب

·         تؤكد الدكتورة كمادويل- على أن الثبات العاطفي أهم بكثير من الثبات على القواعد ، وتقول: لو علم الطفل أن أبويه يحبانه مهما كان الأمر، فلن يكون تهديدا كبيرا على إحساسه بالأمان رؤيته لأحد والديه وهو يصرخ أو يغضب منه . وعند محاولتك وضع حدود لتصرفاته ، غالبا ما ستقضين طوال اليوم تقولين لا . وبالرغم من أن هدفك هو المحافظة على صحته وسلامته ، فإن هذا التيار المستمر من (لا) سيعمل على إحباط خيال طفلك أو رغبته في البحث عما مهم . لذا حاولي إيجاد طرق يمكن من خلالها أن تكوني إيجابية ، على سبيل المثال: لو قام بترتيب سريره ،فأثنى عليه بكلمة تشجيعية ، أو كافئيه على ذلك بأي وسيلة.

 

وبقدر الإمكان اعملي على تشجيع اهتماماته حتى لو لم تتفق مع اهتماماتك ، ومن ثم لا تفرضي عليه أي شيء مما يستهويك ، حيث نجد بعض الآباء الرياضيين يحاولون فرض لعبة معينة على طفلهم قد لا تتناسب مع قدراته وميوله، وهو ما يجعله يشعر بالإحباط والفشل . فحاولي تكييف ما تتمنيه لطفلك بما يتناسب مع قدراته الحقيقية وليس حسب خيالك.

وهذا بدوره يظهر احترامك وتقديرك لمواهبه واحتياجاته، بالإضافة إلى إحساسه بأنك تحبينه كما هو.

 

 

الطريقة الرابعة: الحيد عن القاعدة

·         أغلب الآباء والأمهات في صراع مستمر مع التناقض الظاهر بين الحاجة إلى أن يكونوا ثابتين على مبادئ معينة في معاملة أطفالهم ، وبين الرغبة في أن يكونوا مرنين . ويجب أن تتذكرين أنه عندما تضعين مبدأ ما في التعامل مع طفلك، فلا تسعى إلى التخلي عنه.

وفي حالة حدوث تغيير في عادة النشاط اليومي يجب تفسيره للطفل . على سبيل المثال: في حالة التأخر عن موعد النوم المعتاد يجب أن تذكري لطفلك السبب وراء ذلك، حيث قد يكون مناسبة معينة. كما ينبغي على الأبوين اختيار الطريق الوسط، وهو الثبات على المبدأ مع قليل من المرونة، بما يتناسب مع ما يستجد من احتياجات الطفل أو أفراد الأسرة الباقين .

 

وإذا أرغمك الطفل ببكائه أو صراخه على التخلي عن إحدى القواعد في مناسبة ما، فلا تتخلى عنها بصورة دائمة، بل عاودي تنفيذ القاعدة وكأن الأمر لم يحدث، مثلا عندما تذهبين لمناسبة ما يوجد بها أطفال يتناولون أكل الحلوى وقواعدك ترفض ذلك، فلا بأس بأن يأخذ طفلك كمية قليلة منها في تلك المرة فقط، لأنه من الصعب على الطفل مقاومة الحلوى فكيف وهو يرى أطفالا آخرين يتناولونها أمامه، وتحدثي معه عن أنه سوف يتناولها هذه المرة فقط وتحدثي معه أضرارها وهو يتناولها ولكن بشكل سريع وصوت منخفض، وهذه المرونة تتبع مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات حيث أنهم لا يتبعون تحكيم المنطق في تلبية احتياجاتهم بقدر تحكيم رغباتهم فكيف ستقنعين الطفل بمضار الحلوى وهو يرى أطفالا آخرين يتناولونها ، والدخول في متاهة النقاش سوف تنتهي بالفشل غالبا لأنه في عمر يصعب معه الحوار، بينما الطفل ما بعد الخمس سنوات يمكنه أن يستمع ويفهم بأن الأفراد يختلفون منهم من يعمل الخطأ ( تناول الحلوى ) ومنهم من يعمل الصواب، لا يتناولها لأن المضار سوف تكون مفهومة لديه وواضحة بشكل أكبر بكثير .. لذلك ينبغي مراعاة رغبات الطفل وكذلك احتياجاته وقدراته، لأنها في تغير مستمر ، فيجب عليك مواءمة ذلك مع القواعد التي تضعينها.

الطريقة الخامسة: مواصلة الإطلاع

·         ينبغي على الوالدين تفهم قدرات أطفالهم في كل مرحلة سنية، على سبيل المثال:

قد تعتقدين أن طفلك في عمر الثلاثة أشهر يستجيب إلى كلمة (لا)، ولكن الأطفال في هذه المرحلة لا يعلمون الحدود. ويتوافر اليوم للوالدين مصادر عديدة من المعلومات يمكن من خلالها استقصاء النصيحة والإرشاد. وتسهم المصادر الغير الرسمية مثل: العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والجيران، بدور كبير في ذلك . ولكن ينبغي عليك الحيطة والحرص عند اختيار مصدر المعلومات وعند حصولك عليها يفضل التأكد منها من مصدر آخر.

 

 

الطريقة السادسة: الحصول على الراحة الكافية

·         يقلل بعض الناس في الواقع من تقدير حجم الضنى والمعاناة الجسدية في تربية الأطفال، وخاصة في السنوات الأولى، لأنك لو شعرت بالتعب فستصبحين ساخطة نوعا ما، وعلى الرغم من حبك الشديد للطفل، ستجدين نفسك تفعلين كل شيء، سواء إطعامه، أو تغيير حفاضه ... إلى غيره من الأعمال ، وأنت يستولي عليك إحساس بالغضب والإنزعاج. والأطفال يشعرون بذلك ويقومون بترجمته يداخلهم على أن انزعاج والدتهم ما هو إلا تعبير عن أخطاء يفعلونها، ولذا تشعرين بالغضب بداخلك

 

لذا فإنه من الأفضل أن تأخذي قسطا من الراحة حتى ولو لمدة 15 دقيقة حتى كي لا تفقدي أعصابك أمام طفلك، وإذا رغب طفلك في شيء، فقط قولي له إني متعبة الآن ياحبيبي وأحتاج لبضع دقائق لأستريح، وبهذه الطريقة يمكنك التخلص من الإحساس بالتعب، وأن تواصلي تربية طفلك دون أية انفعالات قد يكون لها عواقب وخيمة على طفلك.

 

 

الطريقة السابعة: الثقة بالنفس

·         وأثناء ممارستك للطرق التي ذكرناها، ينبغي عليك الشعور بالثقة بقدراتك، وبأنك جديرة بهذه المهمة وتؤدينها على خير وجه، وستحصدين ثمار ذلك عندما يكبر طفلك بإذن الله.

 

بقلم: لندا براون بتصرف

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2013 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,668