مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

 

 

تشير الدراسات والملاحظات الإكلينيكية إلى أن معظم الذين يتميزون بخفة الظل لديهم الكثير من المشكلات،وهم يفعلون ذلك إما ليخرجوا من مشاكلهم أو ليدخلوا  السرور على الآخرين حتى لا يدخلوا فيها وقد يحدث منهم ذلك بطريقة لا شعورية أحيانا، أما الآن فنحن مع تجربة مختلفة:

 

لقد كانت لدى (آية) و(طارق) رغم اعاقتهما ،أسباب كثيرة ليمنحا الآخرين الابتسامة .
يقول طارق :الاعاقة حدت من جسدي ولم تستطع ان تكبل يداي ،فأتقنت صناعة الاكسسورات ،لتلبسها النساء ويفرحن ويبتسمن.

اما (آية) فقد اتت إلى دنيانا كغيرها من الأطفال، تملأ بضحكاتها الحلوة الحياة، (وكنا نناغشها) بأعذب المفردات كـ''ماما'' و''بابا'' فتستجيب بضحكاتها ويديها، وحركات الطفولة، فتكتمل سعادتنا بأجمل آية، لأن الحياة سائرة بمجراها الطبيعي كما تقول والدتها ''هبة '' ولكنها الأقدار، فملامح من هنا وإشارات من هناك بدأت تظهر رويدا رويدا، بما ينبئ بأن (آية) قد تأخر نموها وليست كأقرانها وحينها أدركنا انا وزوجي جهاد بأن (آية) تقع ضمن ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة في درجاتها العليا، وتحتاج إلى من يقدم لها الخدمة اليومية الأساسية من طعام وشراب ولباس وحمام.

جال جهاد وهبة على المراكز المتخصصة والتي فيها كذا إعاقة، فلم يجدا إلا القلة منها وتطلب مالا كثيرا والأسرة غير قادرة على تقديم الخدمة لذوي الإعاقات الشديدة.

لم تهن عزيمة الزوجين وهما المعروفان لدى أصدقائهما بجلدهما وصبرهما على الشدائد فقررا أن يؤسسا مركزا لآية ومن هم في مثل حالتها من الإعاقة وليكن شعار المركز ''ما أجمل أن تكون سببا في ابتسامة الآخرين''.

في مركز (آية) حيث الأسباب تقود إلى البسمات والنتائج الطيبة أيضا، ابتدأت قصة (طارق).
ألزمته الإعاقة كرسيه المتحرك، فحبست جسده ولم تحبس روحه، فاليدان طليقتان، والابتسامة لا تفارق محياه.

تأهل في مركز (آية)، فأتقن فن (الإكسسوارات) ليصنع العقود والأساور والخلاخيل، فتعلقها الصبايا اقراطا في آذانهن وعقودا تزين جيدهن، وذلك ما يبعث في نفسه البهجة، ويجعل لحياته معنى وأسبابا كثيرة ليمنح غيره الابتسامة وهو من يحتاجها ويردد طارق عبارة ''

( ما اجمل ان تكون سببا في ابتسامة الاخرين''. وسعادتهم)

وأنت في مسيس الحاجة إليها

 

( عن مركز آية بجدة )

 

نقلها لكم: د. أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 371 مشاهدة
نشرت فى 15 مايو 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

329,404