إشاعة علاقات ودودة دافئة
عادة ما تبدأ الحياة الزوجية بإحساس مليئ بالسعادة مغمور بالفرحة وبمشاعر محبة دافئة، ونحن نريد لهذا الإحساس أن يستمر ويزداد ولهذه المشاعر ألا تخبو بل تتوهج وتنمو، ولكن كيف؟
إن إحداث ذلك من المسؤوليات المشتركة التي تقع على عاتقنا جميعا فعلى كل فرد منا أن يبحث عن دوره ويؤديه،لكن الذي يتحمل الدور الأكبر في ذلك –بلا تحيز أو مجاملة- هي الزوجة والأم لأنها هي المسئولة الأولى عن إدارة شؤون بيتها وهي التي تقضي فيه مدة أطول وأيضا هي الأكثر التصاقا والتحاما به وبأبنائها.
فإذا تخيلت معي الزوجة أو الأم كأنها شعلة تجلس في وسط المنزل تشع حنانا ووداً ورحمة وصبرا وسعة صدر كيف تكون نفسية أفراد المنزل ؟ أما إذا تخيلتها وهى تصدر لهم القلق والغضب والعصبية واللوم والنقض والألفاظ السيئة أو الجارحة ، فكيف سيكون حالهم ؟
فإذا احتاجت الزوجة أو الأم يوما إلى الحنان والمودة فستجدها عند زوجها وأبنائها " لأن الذي يعرق يحتاج إلى أن يشرب الماء " وهى تحتاج للعاطفة كغيرها وستجدها عندهم لأنها هي التي أرضعت وأعطت قبل ذلك ، فإذا افتقدتها - وهى حالة شاذة – فيمكن أن تستمدها من أمها أو أبيها أو بعض أصدقائها أو أقاربها ممن يتمتعون بهذه الصفات .
المهم أن تعلم أن هذه من المهام الأساسية للزوجة والأم ، فلا تقصر فيهاوإن افتقدتها فلا بد من البحث عنها.
ويشير إلى هذا المعنى قول النبي (ص): (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة" (مسند الإمام أحمد)
ونلحظ أنه قد أسند الأمر إلى واو الجماعة للذكور وقرن الودود بصفة من أخص خصائص المرأة وهي الولادة وكأن الحديث الشريف يلفتنا إلى أن إشاعة جو من الود والدفء هي من أهم واجبات الزوجة وينبغي أن تحرص على ذلك وهي الأقرب إلى طبيعتها والأكثر تفوقا فيها.
فإذا حرصت المرأة على أن يكون من أسس بيتها فسوف يشع هذا الود على علاقاتهم بأقاربهم وجيرانهم وكل من يتعاملون معهم .
وأيضا هناك نقطة أخرى أحب أن أؤكد عليها في تعاملنا مع أبنائنا وهى : " أن ما تستطيع أن تكسبه بالود والحب فلا تنتزعه بالتعنيف أو الضرب ، فلماذا تعكر نفسك وتكدر صفو أبنائك ولديك طريقة سهلة ومجربة ومفيدة وهى التودد لهم والحوار معهم .
( الود وسيلة أقوى وأنجح من الضرب)
فما أحوجنا إلى أن نجعل الحب والحنان يتدفق من أعماق قلوبنا ليغمر نفوس أبنائنا والمحيطين بنا فإنه ما يلبث أن يرتد إلينا ويعود علينا.
ساحة النقاش